سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر كان معروفًا بشخصيته الملونة.

سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر كان معروفًا بشخصيته الملونة.

03.05.2025 17:20

سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر، شخصية غير عادية تبرز بلغة فكاهية وموقف متمرد في الساحة السياسية. رحلتها من السجن إلى البرلمان، ومن السينما إلى الأدب، تكشف عن هويتها المتعددة الأبعاد والصادقة.

وُلِدَ سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر في 7 يوليو 1962 في أديامان، لكن الجزء الأكبر من حياته قضاه في أنقرة، وخاصة في حي ماماكا. كان والده عاملاً في البلدية وعضوًا في حزب العمال التركي (TIP) في الستينيات. شكلت هذه البيئة حسه السياسي منذ صغره. لدرجة أنه شارك في مسيرات العمال وهو لا يزال طفلاً، وتعلم الهتاف من والده.

أَيَّام الشَّبَاب وَالسِّجْن تَحْتَ ظِلِّ 12 سِبْتَمْبَر

بعد انقلاب 1980 العسكري، حصل سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر على جائزة الفيلم القصير في مهرجان أنقرة السينمائي، لكنه في الواقع دخل السجن في الثمانينيات. قضى فترة في سجن ماماكا في منتصف الثمانينيات. ساهمت المحادثات الأدبية والسياسية التي أجراها مع أصدقائه السجناء في تعزيز هويته كناشط وكاتب.

بعد خروجه من السجن، عمل ككاتب كوميدي وكتب قصصًا قصيرة. في مقالاته، كان يسخر من الدولة والمجتمع بمهارة، ولم ينسَ دائمًا أن يأخذ نصيبه من النقد. كانت الكوميديا بالنسبة له ليست مجرد لغة، بل شكل من أشكال المقاومة.

بَدَأَ فِي السِّينِمَا كَـ "تَحَوُّل": "بَيْنَ الْمَلَلَات"

خارج السياسة، عرفته تركيا من خلال فيلم "بين الملل" الذي عُرض في عام 2006. تولى كتابة السيناريو وإخراج الفيلم مع مُهَرِّم غُلْمَز، حيث مزج في هذا المشروع بين الكوميديا والنقد السياسي بمهارة. يروي الفيلم قصة موسيقيين محليين في بلدة بعد انقلاب 1980، حاملاً بصمات من شبابه إلى الشاشة. حصل الفيلم على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة "ألتي كوزا".

كان سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر معروفًا بشخصيته الملونة

دَخَلَ الْمَجْلِسَ بِكوميديا: "جِئْتُ لِتَمْثِيلِ الكوميديا فِي هَذَا الْمَجْلِس"

في انتخابات 2011، تم انتخابه كمرشح مستقل بدعم من مؤتمر الشعوب الديمقراطي كعضو في البرلمان عن إسطنبول. في إحدى أولى خطاباته في البرلمان، قال: "جئت إلى هذا المجلس لتمثيل الكوميديا"، مما جعل الجمهور يضحك ويظهر أسلوبه.

لم يكن هو فقط من يقرأ مواد القانون على المنصة؛ بل كان واحدًا من الأسماء النادرة التي أنشأت لغة سياسية مختلفة بأسلوبها الساخر والأدبي والشعري أحيانًا. في إحدى المرات، بعد نقاش متوتر في الجمعية العامة، جمع التصفيق بقوله: "يمكننا حل جميع مشاكل هذا البلد حول شواية."

كان سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر معروفًا بشخصيته الملونة

دَوْرُ الْوَسَاطَة فِي أَيَّامِ حَدَائِقِ غَزِي

خلال احتجاجات حديقة غزي في عام 2013، كان واحدًا من الأسماء التي لعبت دور الوساطة بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وتضامن تقسيم. بكلماته الصادقة والناعمة ولكن الواضحة، كسب ثقة الشباب. في بيان بعد الاجتماع، قال: "الشباب هم ضمير هذا البلد. السلطة التي لا تستمع إلى ضميرها تفقد اتجاهها"، مما ترك أثرًا في الذاكرة.

صُورَة غَيْرُ مَأْلُوفَة، صَادِقَة وَمُفَكِّرَة

برز سِرِّي سُرَيَّة أُونْدَر كواحد من الشخصيات التي تخرق القواعد وتكسر الأنماط البيروقراطية في الساحة السياسية. غالبًا ما جذب اهتمام الجمهور بخطاباته المليئة بالأدب والموسيقى والكوميديا، وتعرض أحيانًا لتعليقات "صادقة جدًا، أكثر من اللازم". ومع ذلك، لم يتخلَ عن أسلوبه الفريد. في إحدى المقابلات، قال: "يمكن لأي شخص لديه ضمير أن يمارس السياسة. لكن القضية الحقيقية هي ألا تنسى نفسك أثناء القيام بذلك." ربما كانت هذه الكلمات هي أفضل تعبير يلخص شخصيته المتعددة الأبعاد.

In order to provide you with a better service, we position cookies on our site. Your personal data is collected and processed within the scope of KVKK and GDPR. For detailed information, you can review our Data Policy / Disclosure Text. By using our site, you agree to our use of cookies.', '