Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 17/04/2024 00:06 
News  > 

غزيون يعالجون الآثار النفسية للحرب بـ "قَطْع الخُوفَة"

05.09.2014 10:33

طب شعبي عوامل الشفاء فيه قائمة على "الاقتناع"، يعتمد على التدليك الطبيعي للمناطق التي تتجمع فيها الغدد الليمفاوية بالجسد من أجل تنشيطها.

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول-



أبواب كثيرة طرقتها، وطرق عديدة للعلاج، جربتها الفلسطينية "سمر رضوان" (33 عاما)، سعيا لعلاج طفلها "جود" (6 سنوات)، من اضطرابات النوم وفقدان الشهية للطعام، وباتت الوصفات الطبية غير مجدية، إذ ازداد وضعه الصحي سوءً، واشتكى مؤخراً من آلام في قدميه، منعته من السير بشكل طبيعي.



وكان تعقيب الأطباء على تردّي وضعه الصحي، أنها "عوارض" جسدية ذات أسباب "نفسية"، طالبين من والدته الاهتمام بوضع "جود" النفسيّ، مفضّلين اللجوء لجلسات التفريغ والترفيه، حتّى تخفف من حدة خوفه، الناتجة عن حرب الـ51 يوماً التي شنتّها إسرائيل على قطاع غزة وانتهت في 26 أغسطس/ آب الماضي.



لكن نصيحة من صديق لزوجها كانت كفيلة بتحسين حالة "جود" النفسية والصحية، إذ طلب منها أن تتوجه إلى أحد "المختصين بالطب العربي القديم"، لعلاج طفلها بـ"قطع الخوفة".



والعلاج بـ"قطع الخوفة"، هو أحد سبل العلاج بالطب العربي القديم، القائمة أساساً على "التدليك الطبيعي"، وتنتشر في الوسط الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة بشكل كبير، إذ يلجأ الفلسطينيون بكافة فئاتهم العمرية إلى تلك الطريقة للعلاج، لإزالة آثار "الخوف"، خاصة بعد كل حرب يشهدها القطاع.



ويعتمد العلاج بـ"قطع الخوفة" على التدليك الطبيعي، للمناطق التي تتجمع فيها الغدد الليمفاوية بالجسد، خاصةً عند منطقة العنق، وبين الكتفين، والظهر، كما في العضلة الخلفية للساق، وفي منطقة ما بين الفخذين، وفي عضلة اليد الأمامية، كما قال المتخصص بهذا النوع من العلاج عماد الدين البراوي، صاحب مركز العلاج بالطب النبوي، لوكالة الأناضول.



وأضاف قائلاً: "الخوف والحزن يؤدي إلى انتفاخ في الغدد الليمفاوية، ما يتسبب بضعف ضخ الدم إلى جسم المصاب بالخوف، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بأعراض الخوف".



وأوضح "البرّاوي" أن من أعراض إصابة الإنسان بـ"الخوفة" أن يعاني من "صداع"، وآلام شديدة في المعدة (مغص معوي)، أو آلام في القولون العصبي، أو فقدان لشهية المصاب، بالإضافة لشعوره بثقل شديد في العضلات الخلفية للساق، وقلق وعدم مقدرة على النوم، أو كسل عند الاستيقاظ من النوم.



وذكر "البرّاوي" أن طريقة "قطع الخوفة"، بالتدليك "الطبيعي"، تعالج العديد من الأمراض النفسية والجسدية التي يعاني منها المريض.



وأشار إلى أن العلاج بـ"قطع الخوفة"، هو طريقة معروفة في الطب القديم قبل الإسلام بأكثر من 2000 سنة، مشيراً إلى أن الطب الحديث أقرّه وأكّد على أهميته.



وأضاف: "إذا وجد الأطباء بعض الحالات التي تتشابه أعراضها مع أعراض إصابة المريض بالخوفة، واستعصى علاجها على الطب الحديث، يحوّلون المريض إلينا كي نعالجه حسب الطب القديم".



وبيّن أن سوق قاطعي "الخوفة" في قطاع غزة، ينشط خاصة في الفترات التي تلي الحروب التي تشنها إسرائيل، مشيراً إلى أن مركزّه يستقبل عشرات الرجال والنساء بمختلف الفئات العمرية لتلقي العلاج بـ"قطع الخوفة".



وتابع: "الإصابة بالخوفة أمر خطير جداً، خاصة إذا تأخر الإنسان المصاب في علاجها، وفي بعض الأحيان يتطور وضع الإصابة إلى حدوث شلل أو عمى مؤقت بسبب الخوفة، أو اضطراب في الكلام".



ويذكر أن كل حالة مصابة بـ"الخوف"، تحتاج إلى جلسات مختلفة من العلاج بالتدليك، إذ لا يتعدى عدد الجلسات من (3-4) جلسة للمريض.



ويصاحب "قطع الخوفة" للإنسان المصاب بالخوف بعض الآلام الناتجة عن فك عقد الغدد الليمفاوية، حسب "البراوي".



ومن الحالات التي عالجها البرواي، طفلة لم يجد الأطباء دواء لإصابتها بارتفاع في درجة الحرارة، وقد شفيت تماما بعد علاجها بـ"قطع الخوفة".



وبين أن الغدد اليمفاوية تتأثر بالحزن والخوف، فتنتفخ مما يؤدي إلى ضعف في ضخ الدم،  منوهاً إلى أن عملية التدليك تحلّ تلك الانتفاخات، فتعود الغدد لأداء عملها بشكل جيد.



وفي السياق ذاته، قال "صبحي سكيك"، المدير الطبي في مستشفى "الشفاء" بمدينة غزة، إن العلاج بطريقة "قطع الخوفة"، لا أساس علمي لها، إنما هو يدخل ضمن سياق "الطب الشعبي" الذي يجب احترامه، خاصة أن الكثير من الغزيين خضعوا لهذا النوع من العلاج، وتعافوا.



وأضاف في حديث وكالة الأناضول: "لا يمكن تصنيف طريقة العلاج هذه ضمن بند (الخرافات)، فهو طب شعبي له احترامه ووجوده في المجتمع، خاصة وأن العلم لم ينف أو يؤكد طريقة العلاج تلك".



وأوضح "سكيك" أن عوامل الشفاء بطريقة "قطع الخوفة" قائمة على "الاقتناع"، إذ يقتنع المصاب بأنه سيشفى، ويتعامل مع وضعه الطبي والصحي على ذلك الأساس، ومن ثم عامل "تنشيط الغدد الليمفاوية".



وأشار "سكيك" إلى أن الأماكن التي تخضع للتدليك عند "قطع الخوفة"، هي أماكن تتجمع فيها الأوعية لليمفاوية، وتدليكها يؤدي إلى تنشط الغدد الليمفاوية، التي تفرز -بعد التنشيط- مواد مضادة للالتهابات وتقوي مناعة الجسم.



واختتم قائلا: "تنشيط تلك الأوعية، يؤدي إلى تنشيط الجسم بشكل عام وتقوية مناعته، كما أنها تقاوم الالتهابات". - Gazze



 
Latest News





 
 
Top News