30.04.2025 09:40
فرنسا وإسبانيا والبرتغال شهدت انقطاعًا كهربائيًا أثر بشكل كبير على الحياة، ويُزعم أن هذا الانقطاع ناتج عن تغيرات الحرارة في جزيرة إيبيزا، لكن هذا الادعاء لا يبدو مقنعًا. بينما لا يزال موضوع الهجوم السيبراني غير واضح، تُعتبر إسبانيا هي المسؤولة الرئيسية عن الانقطاع، وتبلغ تكلفة الفوضى على البلاد حتى الآن مليار يورو.
بعد انقطاع واسع النطاق للكهرباء، ظهرت اضطرابات خطيرة في تدفق الحياة في بعض مناطق فرنسا، وكذلك في إسبانيا والبرتغال. حرمان ملايين الناس من "الوصول إلى الاحتياجات الأساسية الحديثة"، وغمر المدن في الظلام، وزيادة الازدحام المروري، وتوقف وسائل النقل العامة، شكلت مشاهد صادمة. تم إنشاء مراكز أزمة تتعلق بالانقطاعات التي لم يتم تحديد سببها.
بينما تستمر التحقيقات دون استبعاد احتمال الهجمات السيبرانية، أعربت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية الإسبانية تيريزا ريبيرا عن أنه "لا يوجد ما يستدعي القول بوجود أي تخريب أو هجوم سيبراني".
تغير درجة الحرارة المفاجئ لم يقنع أحد
وفقًا للأخبار في الصحافة الإسبانية، ذكرت شركة الطاقة الوطنية البرتغالية REN في بيان لها أن الانقطاع قد يكون ناتجًا عن تقلبات غير طبيعية في خطوط الجهد العالي، وأشارت إلى أن "التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة" التي لوحظت في شبه الجزيرة الإيبيرية قد تكون السبب. في التعليقات العديدة التي تطورت على وسائل التواصل الاجتماعي الإسبانية بشأن بيان الشركة، كانت هناك تعبيرات تسخر من المبرر، بالإضافة إلى ردود تشير إلى أنه غير مقنع.
الخسارة 1 مليار يورو
في خبر نشرته The Objective الإسبانية، تم الإشارة إلى أنه من المبكر تحديد الخسائر الناتجة عن الانقطاع بدقة، ولكن تم التأكيد على أن الخسائر الناتجة ستكون لها تأثيرات خطيرة. وقد تم الإشارة إلى أن الخسارة المحتملة في القطاعات الاقتصادية المتأثرة مباشرة بانقطاع الكهرباء قد تصل إلى 1 مليار يورو، بالإضافة إلى الأضرار التي قد تلحق بالمخزونات بسبب نقص التبريد.
استراتيجية مثيرة للجدل
في الاستراتيجية التي أعلنتها المفوضية الأوروبية في 26 مارس، دعت الجمهور إلى "توفير الحد الأدنى من المواد الأساسية لمدة 72 ساعة في حالات الطوارئ". وقد ظهرت تقارير في الصحف ذات التوزيع العالي في أوروبا تفيد بأن الاتحاد الأوروبي حذر 450 مليون مواطن من تهديد قريب. اتهم نواب من الأحزاب اليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي المفوضية الأوروبية بإثارة الخوف والدعوة إلى الحرب، واعتبر البعض الاستراتيجية "هستيريا الحرب".
ورد أن الأمين العام لحلف الناتو مارك روتي أجرى محادثة حول انقطاعات الكهرباء في بلاده بناءً على إبلاغ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. تم تقييم احتمال الهجمات السيبرانية في التحقيقات المتعلقة بانقطاعات الكهرباء، ولكن المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أكدوا أنهم لم يعثروا على دليل على ذلك.
المسؤول الرئيسي عن الانقطاع هو إسبانيا
علق وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألبرسلان بايركتار على انقطاعات الكهرباء التي بدأت في إسبانيا وأثرت على مناطق معينة في البرتغال وفرنسا، مشيرًا إلى أن تركيا مرتبطة أيضًا بنظام الكهرباء الأوروبي. وأكد بايركتار أنه لم يتم تلقي أي تفسير واضح من تلك الدول بشأن سبب الحادث، قائلاً: "أبلغت الحكومة. لا توجد مشكلة لدينا، ولكن هناك شيء قد يؤثر علينا. الحمد لله نحن في أقصى الحدود".
وأشار بايركتار إلى أن إسبانيا تعتبر المسؤول الرئيسي عن الانقطاع، قائلاً: "يقال إنهم لم يتمكنوا من إدارة الإنتاج المفرط من الرياح والشمس عندما لم يكن هناك طلب كبير، وأن النظام في فرنسا قطع نفسه لأخذ الاحتياطات. يتم الحديث عن مثل هذه الأمور. إنها مشكلة كبيرة، شيء كبير جدًا".
تم حل الانقطاع في إسبانيا إلى حد كبير
أفادت شركة الكهرباء الإسبانية Red Electrica أن جميع محطات التحويل قد عادت إلى العمل، وأن أعمال الصيانة مستمرة. وأكد البيان أن 99.16% من احتياجات إسبانيا من الكهرباء قد تم تلبيتها، حيث تم الإشارة إلى أن الإنتاج بلغ 21,265 ميغاوات. كما بدأت مترو مدريد في تقديم الخدمة مرة أخرى على عدة خطوط. من ناحية أخرى، تم الإشارة إلى أن الحياة عادت إلى طبيعتها في بلجيكا، التي تأثرت ببعض المناطق.
كل شيء حدث في 5 ثوانٍ
قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن 60% من احتياجات البلاد من الكهرباء قد اختفت في 5 ثوانٍ خلال انقطاع الكهرباء، مشيرًا إلى أن "شركة الكهرباء أبلغتنا أمس في الساعة 12:33 أن 15 جيجاوات من الإنتاج قد فقدت فجأة في 5 ثوانٍ. هذا شيء لم يحدث من قبل. للتوضيح، كانت 15 جيجاوات تعادل حوالي 60% من احتياجات البلاد في ذلك الوقت". وأكد سانشيز أنهم لم يستبعدوا أي احتمال بشأن سبب انقطاع الكهرباء، مشيرًا إلى أنه تم تحليل جميع الاحتمالات. وأشار سانشيز إلى أن عالم الأعمال تأثر بانقطاع الكهرباء، لكن الأسواق المالية والبورصات حققت "إغلاقًا جيدًا". وذكر أن 8 مناطق ذات هيكل ذاتي في إسبانيا طلبت من الحكومة المركزية تفويض إدارتها في خطة الطوارئ من المستوى الثالث. وأوضح سانشيز أن هذه المناطق تشمل مدريد، بالإضافة إلى أندلوسيا، وكاستيا-لا مانشا، وإكستريمادورا، وغاليسيا، ولا ريوخا، ومورثيا، وفالنسيا.
وفقًا لوكالة الأنباء البرتغالية لوسا، أعلنت شركة الكهرباء E-Redes أنه اعتبارًا من منتصف الليل، تم تشغيل 424 محطة تحويل جزئيًا. وأفادت الشركة أنها تقدم خدمات الكهرباء لـ 6.2 مليون عميل، مشيرة إلى أنه لا يزال غير معروف متى ستعود الأمور إلى طبيعتها.