الرئيس المصري يحذر من "تهديد حقيقي" يواجه استقرار المنطقة

الأناضول

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، من "تهديد حقيقي وجاد" يواجه استقرار منطقة الشرق الأوسط جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي شرقي القاهرة، مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي وصل إلى مصر، في وقت سابق الأربعاء، في زيارة مفاجئة غير محددة المدة.

وقال السيسي: "نجتمع اليوم في وقت بالغ الدقة وشديد الخطورة نتيجة الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، واستمرار السقوط المروع لآلاف المدنيين الأبرياء"، وفق الموقع الإلكتروني للرئاسة المصرية.

وأضاف أن "المنطقة شهدت على مدار الأشهر القليلة الأخيرة تبعات بالغة لاستمرار الحرب (على غزة)، حيث تمتد نيرانها إلى مختلف أنحاء المنطقة".

وتابع: "أصبحنا أمام وضع إقليمي بالغ التوتر والخطورة، يضع أمن واستقرار ومستقبل شعوبنا موضع تهديد حقيقي وجاد".

ومساء السبت الماضي، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة بأول هجوم تشنه من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي، لم تتبنه تل أبيب بشكل رسمي، استهدف القسم القنصلي بسفارة طهران لدى دمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، فيما صرحت تل أبيب بعزمها على الرد.

ويقول مسؤولون دوليون إن هذه التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران هو أحد تداعيات الحرب على غزة، محذرين من نشوب حرب إقليمية بالمنطقة.

وأوضح الرئيس المصري، في المؤتمر الصحفي ذاته، أنه بحث مع ملك البحرين "جهود إنفاذ وقف فورى لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف كل محاولات التهجير القسري أو التجويع (بحق أهالي القطاع) والنفاذ الكامل والمستدام والكافي للمساعدات الإنسانية هناك".

وأشار إلى أنه ناقش كذلك مع نظيره البحريني "جهود الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".

ولفت إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى "التطورات الإقليمية المقلقة، وتصورات التعامل معها في إطار الاتفاق على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها ضد مختلف المهددات، وعدم ترك مصائرها لإرادة دعاة الحروب".

وأكد اتفاقه مع ملك البحرين على "ضرورة التكثيف والتشجيع الفوري لجهود إيقاف التصعيد سواء في الأراضي الفلسطينية أو على المستوى الإقليمي، والعمل على دفع الأطراف إلى انتهاج العقلانية والحلول الدبلوماسية والتخلي عن الحلول العسكرية وتصورات الغلبة والنفوذ والهيمنة".

وفي كلمته بالمؤتمر الصحفي ذاته، قال ملك البحرين، إنه "ناقش مع الرئيس المصري "عددا من القضايا ذات الأولوية والأهمية لتعزيز العمل العربي المشترك، وخاصة ما يتعلق بضرورة تنفيذ قرارات وقف إطلاق النار في غزة وقبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

وأوضح أنه "بحث أيضا جدول أعمال القمة العربية الـ33 التي سوف تستضيفها البحرين خلال شهر مايو (أيار) المقبل".

وأشار إلى أن بحث مع الرئيس المصري كذلك "ضرورة التوصل بصورة عاجلة إلى سياسة واضحة لوقف التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط وضمان السلام والأمن والاستقرار الإقليمي".

وتأتي زيارة ملك البحرين إلى القاهرة عقب زيارة قصيرة أجراها اليوم إلى الأردن، ووسط توترات تشهدها المنطقة على خلفية استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع عزة منذ أكثر من نصف عام، وجهود مصرية لتهدئة الأوضاع والتوصل، بالتعاون مع قطر، إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس"، يضمن وقف إطلاق النار وتبادل للأسرى والمحتجزين من الطرفين.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية. -