02.06.2025 11:00
بينما تستمر الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش في السودان، زادت انتقادات الحركات الإسلامية داخل الجيش بسبب تقدم قوات الدعم السريع في النزاعات في كردفان الغربية والجنوبية. وأفيد بأن بعض القادة الإسلاميين غادروا البلاد بينما يعيد الجيش تقييم علاقته بالمجموعات المسلحة. وبقرار من هيئة الأركان، تقرر وقف دعم الميليشيات خارج الجيش.
منذ نيسان 2023، يشهد السودان حربًا أهلية مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (HDK)، وقد شهدت الأسابيع الأخيرة تطورات حاسمة. بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان بسبب "استخدام الأسلحة الكيميائية"، بدأت الخلافات داخل الجيش بين الحركات الإسلامية تظهر إلى العلن.
تقدم قوات الدعم السريع في غرب وجنوب كردفان
أعلنت قوات الدعم السريع مؤخرًا أنها تمكنت من إلحاق الهزيمة بقوات الميليشيات الموالية للجيش والوحدات التابعة للحركة الإسلامية الراديكالية في منطقتي الهويفي في غرب كردفان والدبيبات في جنوب كردفان. وذكرت في بيان أن العمليات ضد المجموعات التي أطلق عليها "جيش الحركة الإسلامية الإرهابي" حققت مكاسب كبيرة، حيث تم إلحاق خسائر بأكثر من 800 فرد، وتم الاستيلاء على عدد كبير من المعدات العسكرية.
تزايد ردود الفعل ضد الحركات الإسلامية داخل الجيش
أدى تقدم قوات الدعم السريع إلى زعزعة الثقة في الحركات الإسلامية داخل الجيش. تشير بعض المصادر إلى أن الاتجاهات نحو تقليل تمثيل هذه المجموعات داخل الحكومة قد تعززت. إن انسحاب الجماعات المسلحة وترك العديد من القادة للبلاد يشير إلى تفكك فعلي. وفقًا لموقع "تسريبات" البحثي، تم تناول سياسة دعم الحركات الإسلامية المسلحة برئاسة الفريق أول محمد عثمان الحسين في اجتماع، حيث تم اتخاذ قرار بفصل الجيش عن هذه المجموعات ووقف جميع أنشطة تجنيد الجنود.
الحركة الإسلامية تسعى لتعزيز نفوذها داخل الدولة
في نفس التقرير، تم التأكيد على أن الحركة الإسلامية قد وسعت نطاق تأثيرها داخل الجيش، وتهدف إلى أن تكون لها كلمة أكبر في المناصب الرئيسية للدولة. يفسر المراقبون هذه التطورات على أنها استسلام الجيش للحركة الإسلامية.
رئيس الوزراء إدريس: "لم يتم تشكيل الحكومة بعد"
في هذه الأثناء، نفى رئيس الوزراء كمال الطيب إدريس مزاعم أن بعض الميليشيات ستشارك في الحكومة الجديدة. وأكد إدريس أنه سيتم الالتزام بالتزامات اتفاقية سلام جوبا، مشيرًا إلى أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات ملموسة بعد. ومع ذلك، أكد أنه لا يقلل من تضحيات الميليشيات.
انتقادات شديدة من الجناح الإسلامي لبورهان
في ديسمبر 2024، استهدف أحد وعاظ الحركة الإسلامية عبد الحي يوسف قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بشكل علني مستخدمًا عبارة "الخائن غير الديني". وقد أدى هذا التصريح إلى تقييمات بأن الحركة الإسلامية قد عززت سيطرتها داخل الجيش. ورد البرهان على هذه الانتقادات بقوة قائلاً: "الجيش هو لجميع السودانيين، وليس ملكًا لأحد". ثم تم الإبلاغ عن أنه اتخذ موقفًا أكثر صرامة ضد الإخوان وحصل على دعم بعض الضباط.
قد يتراجع الإسلاميون مؤقتًا
وفقًا لصحيفة الركوبة، تتجنب الحركة الإسلامية حاليًا الصراع المباشر، وتتبع استراتيجية "الانحناء أمام العاصفة". يُقال إن الهدف الرئيسي هو القضاء على قوات الدعم السريع تمامًا، ثم إزاحة البرهان عن السلطة.