30.04.2025 12:17
تم إدخال رجل يبلغ من العمر 52 عامًا إلى المستشفى في أنطاليا بسبب آلام في القلب والظهر، حيث تم اكتشاف تمزق في الشريان الأورطي في قلبه. تم إجراء عملية جراحية طارئة، وتم خفض درجة حرارة جسم الرجل إلى 22 درجة، وعاش "موتًا مؤقتًا" لمدة 100 دقيقة. وأكد الطبيب أن العملية التي استمرت 7 ساعات تمت بنجاح ولم تظهر أي علامات عصبية، قائلاً: "ما عانيناه يعرفه فقط نحن والله".
وصل مصطفى شاهين إلى مستشفى أنطاليا المدينة قبل شهرين بسبب شكوى من ألم مفاجئ في القلب والظهر، وتم تحديد أن الشريان الأورطي قد تمزق بالكامل، وتم استبداله بشريان صناعي باستخدام تقنية "خرطوم الفيل" التي نادراً ما تُستخدم في الطب.
مات أولاً ثم عاد للحياة
خلال 100 دقيقة من العملية، تم إيقاف الدورة الدموية في جسم المريض بالكامل، وتم توفير الدورة الدموية للدماغ فقط، وتم تبريد الجسم حتى 22 درجة. خلال 100 دقيقة، كان المريض "ميتاً مؤقتاً"، وفي نهاية العملية التي أجراها فريق برئاسة البروفيسور الدكتور نيفزات إرديل، مسؤول قسم جراحة القلب والأوعية الدموية في مركز أنطاليا المدينة، استعاد المريض صحته دون أي علامات عصبية.
"25% من المرضى يموتون قبل الوصول إلى المستشفى"
أشار البروفيسور الدكتور نيفزات إرديل إلى أن المريض تم تقييمه في قسم الطوارئ من حيث احتمال الإصابة بنوبة قلبية عند وصوله بواسطة سيارة الإسعاف بسبب آلام شديدة في الصدر والظهر. وأوضح أن الفحوصات التفصيلية أظهرت وجود تمزق حاد من النوع A في الشريان الأورطي، وقال: "حوالي 25% من هؤلاء المرضى يموتون فجأة قبل الوصول إلى المستشفى. أما المرضى الذين يصلون، فقد يحدث الموت إذا تأخر التشخيص". وأوضح البروفيسور إرديل أن أعراض تمزق الشريان الأورطي يمكن أن تُخلط مع العديد من الأمراض، ولهذا السبب يجب الشك في تمزق الشريان الأورطي عند قدوم المريض بمثل هذه الأعراض، ويجب إجراء تشخيص سريع ونقله بسرعة إلى المركز الذي يمكن إجراء هذه العملية فيه.
تم إدخاله إلى العملية الطارئة خلال 45 دقيقة
قال البروفيسور إرديل إنهم أدخلوا المريض إلى العملية الطارئة في غضون 45 دقيقة بعد التشخيص، مشيراً إلى أن النزيف خارج الأوعية أو نقص التروية في الأعضاء (مشكلة التغذية) يمكن أن يحدث في مثل هؤلاء المرضى. وأضاف: "لحسن الحظ، لم يكن هناك مثل هذا الوضع في مريضنا. كان من الجيد أننا أدخلناه إلى العملية بسرعة دون أن تتضرر أعضاؤه وبدون إضاعة الوقت. وبالتالي، كانت فرصتنا في النجاح عالية".
توقف الدورة الدموية لمدة 100 دقيقة
أوضح البروفيسور إرديل أنه في عمليات تمزق الشريان الأورطي، يجب إيقاف الدورة الدموية في الجسم لفترة معينة لحماية وتغذية الدماغ، ويجب تبريد الجسم حتى 20-25 درجة. وأشار إلى أنهم لا يرغبون في أن تتجاوز هذه الفترة 30-40 دقيقة. وأوضح أن تمزق الشريان الأورطي لدى شاهين كان طوليًا، وتم استبداله بشريان صناعي باستخدام التقنية المعروفة في الطب باسم "خرطوم الفيل". وأشار إلى أن الدورة الدموية توقفت لمدة 100 دقيقة خلال العملية التي استمرت حوالي 7 ساعات، وتم تبريد الجسم حتى 22 درجة لحماية دماغ المريض والأعضاء الأخرى، وأوضح أن المريض مات أولاً ثم عاد للحياة خلال هذه الفترة.
"خرجنا به دون أي علامات عصبية"
أكد البروفيسور إرديل أنه كان لديه بعض المخاوف بشأن المريض بسبب طول مدة العملية، وقال: "الحمد لله، خرجنا مريضنا بصحة جيدة دون أي علامات عصبية وأرسلناه إلى منزله. عادةً ما تكون مدة إيقاف الدورة الدموية 30 دقيقة، لكننا طبقنا 100 دقيقة في حالة مريضنا. ومع ذلك، لم نواجه أي مشاكل لأننا تمكنا من حماية الدماغ بشكل جيد. كانت أكبر ميزة للمريض هي عدم وجود أي علامات في الأعضاء، ووصوله إلينا في الوقت المناسب، وعدم وجود نقص في التروية في الأعضاء. على الرغم من أننا أجرينا عملية كبيرة، إلا أن احتمال وفاة هؤلاء المرضى يكون مرتفعًا جداً عندما تتأثر الأعضاء".
"واحدة من الحالات القليلة التي واجهتها في حياتي الجراحية التي استمرت 30 عاماً"
أشار البروفيسور الدكتور إرديل إلى أنه يجب إجراء العملية الصحيحة في أقصر وقت ممكن لضمان بقاء المريض على قيد الحياة، وأوضح أن هذه الحالة كانت واحدة من الحالات القليلة التي واجهها في حياته الجراحية التي استمرت 30 عاماً. وأوضح أن هذه الأنواع من العمليات يمكن أن تُجرى في مراكز معينة مجهزة بالكامل وذات خبرة، وأشار إلى أنه على الرغم من أن مستشفى أنطاليا المدينة قد تم افتتاحه قبل عام واحد فقط، إلا أنهم تمكنوا من إجراء هذه الأنواع من العمليات بفضل الطاقم المتخصص المتاح على مدار 24 ساعة.
"ما عانيناه يعرفه الله وحده"
قال الدكتور شاهي كابان، الذي كان ضمن الفريق الذي أجرى العملية، إنه لم يكن يتخيل كيف يتم تنفيذ تقنية "خرطوم الفيل" التي تعلموها من الكتب. وأضاف الدكتور كابان:
"تحت قيادة البروفيسور الدكتور إرديل، دخلنا هذه العملية وتعلمنا كيف تُجرى. ربما لن أرى مثل هذه العملية مرة أخرى في حياتي. قد لا تكفي حياتي المهنية. على الرغم من أن لدي 20 عاماً من الخبرة كأخصائي قلب وأوعية دموية، إلا أنها كانت عملية طويلة جداً. ما عانيناه يعرفه الله وحده. الحمد لله، مريضنا على قيد الحياة، بصحة جيدة، ويأتي للمتابعة. هذا يفرحنا كثيراً."
أكبر عوامل الخطر: تمدد الشريان الأورطي وارتفاع ضغط الدم
قدم الدكتور غوكهان أوزردم، الذي كان ضمن الفريق الذي أجرى العملية، معلومات حول تمزق الشريان الأورطي. وأكد أن تمدد الشريان الأورطي هو حالة يمكن اكتشافها، وأوضح أن أكبر عوامل الخطر في تمزق الشريان الأورطي هي تمدد الشريان الأورطي وارتفاع ضغط الدم. وأوضح أن المرضى الذين تم تشخيصهم بتمدد الشريان الأورطي يتم متابعتهم من قبل الأطباء كل 6 أشهر، وأنه لا يتم التفكير في الجراحة للمرضى الذين يكون قطر الشريان الأورطي أقل من 50 مليمتر، بينما يتم إجراء الجراحة عندما يتجاوز القطر 50 مليمتر. وأشار الدكتور أوزردم إلى أنه يمكن اتخاذ قرار مبكر للجراحة لبعض المرضى الذين لديهم تمدد محدود في الشريان الأورطي إذا كانت لديهم أمراض قلبية مصاحبة.
الوصول إلى المستشفى مهم
ومع ذلك، أشار الدكتور أوزردم إلى أنه في السنوات الأخيرة، يمكن أن تحدث تمزقات في الشريان الأورطي دون وجود تمدد، وأوضح أن أسباب تمزق الشريان الأورطي تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون في الدم، والآفات داخل الأوعية، والعوامل الوراثية. وأكد أن النقطة الأكثر أهمية في تمزق الشريان الأورطي هي القدرة على الوصول إلى المستشفى، وقال: "نحن نفقد حوالي 80% من المرضى إذا لم يتم التدخل الجراحي خلال الـ 72 ساعة الأولى".
بعض المرضى يموتون دون أن يأتوا إلينا. هؤلاء المرضى يعانون من تمزق مفاجئ يؤدي إلى فتح في الرئتين، أو داخل القلب، أو في غشاء القلب. هؤلاء المرضى عادةً لا يصلون إلينا أبداً. حتى لو وصلوا، يكون القلب قد تعرض لضرر كبير. حتى لو كانت التدخلات الجراحية مثالية، قد تستغرق العملية وقتاً طويلاً والنتيجة قد تكون سيئة" كما قال.
"قُلتُ إنني أشعر بألم، ولا أتذكر ما حدث بعد ذلك"
بعد عملية جراحية طويلة وصعبة، استعاد مصطفى شاهين صحته، وأشار إلى أنه لم يكن لديه أي معلومات أو شكاوى تتعلق بمرضه من قبل. عندما شعر بألم مفاجئ في قلبه وظهره، تم استدعاء سيارة إسعاف على الفور. قال شاهين: "أحضرتني سيارة الإسعاف إلى المستشفى. قام أطباؤنا بما يلزم واكتشفوا تمزق الشريان الأورطي". وأوضح شاهين أنه لا يتذكر الكثير مما حدث، قائلاً: "سألني أطباؤنا بعض الأسئلة، وسألوني 'هل كان لديك أي شخص غاضب منه؟' قلت لهم إنني لم أتشاجر مع أي شخص. فقط قلت إنني أشعر بألم. لا أتذكر ما حدث بعد ذلك".
"عندما فتحت عيني، سألت 'ماذا حدث لي؟'"
بعد فترة العناية المركزة، عندما فتح عينيه، قال شاهين إنه سأل "ماذا حدث لي؟". وأشار إلى أنه تعلم ما حدث له من زوجته فاديمة شاهين (46). قال شاهين إنه اعتقد أنه دخل إلى القسطرة بنفسه بعد العملية، وعندما علم بتمزق الشريان الأورطي، شعر بالدهشة. شكر شاهين أطبائه، قائلاً: "أظهر أساتذتنا اهتماماً وحباً ورعاية كبيرة. أشكركم كثيراً".
"بدأت من جديد في كل شيء"
أوضح شاهين أنه يشعر بالدهشة والسعادة لأنه نجا من عملية جراحية خطيرة، قائلاً: "قال أساتذتنا إن حياتي كانت معجزة. احتضنت زوجتي وأطفالي بحب. أشعر وكأنني ولدت من جديد. لقد بدأت من جديد في كل شيء الآن".