في 27 نوفمبر، بدأت الجماعات المسلحة المعارضة عمليات ضد نظام بشار الأسد في سوريا؛ بعد حلب وإدلب وتل رفعت، استولت أيضًا على حماة في ساعات المساء. كما تم الإشارة إلى أن المعارضين اقتربوا كثيرًا من الوصول إلى مدينة حمص، التي تعتبر المحطة الأخيرة قبل العاصمة دمشق. دعوة صالح مسلم للحوار مع HTŞبينما تستمر التطورات الساخنة في المنطقة، تم الإدلاء ببيان لافت. قال صالح مسلم، co-leader لـ YPG/PYD، إنهم مستعدون للحوار مع هيئة تحرير الشام (HTŞ). في حديثه لقناة العربية، استخدم مسلم العبارات التالية: "أنا متفائل بشأن HTŞ. هم أكثر انضباطًا وتوافقًا من الجيش الوطني السوري. هم أيضًا سوريون. يجب عليهم دعم تنوع سوريا. نحن مستعدون للحوار مع هيئة تحرير الشام لبناء مستقبل التعايش في سوريا." من هي HTŞ؟تعتبر هيئة تحرير الشام واحدة من أهم الفاعلين في الحرب الأهلية السورية. على الرغم من أن الاسم قد يبدو جديدًا بالنسبة للكثيرين، إلا أن جذوره تعود إلى جبهة النصرة، التي كانت فرعًا لتنظيم القاعدة في سوريا. على الرغم من أن هناك معلومات مضللة تُشارك أحيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي حول ارتباط HTŞ بتنظيم داعش، إلا أن جذور HTŞ تعود إلى تنظيم القاعدة، وقد شكلت هذه العلاقة هوية الجماعة لفترة طويلة. في شمال سوريا، وخاصة في إدلب، تعتبر HTŞ واحدة من أقوى الجماعات المسلحة وأصبحت واحدة من الفاعلين الرئيسيين الذين يحددون التوازنات في المنطقة. تعود أصول HTŞ إلى إعلان جبهة النصرة عن قطع علاقاتها الرسمية مع تنظيم القاعدة في عام 2016. بعد هذا الانفصال، غيرت جبهة النصرة اسمها إلى جبهة فتح الشام. ومع ذلك، لم يقتصر هذا التغيير على الاسم فقط؛ في عام 2017، أعادت هيكلة نفسها تحت اسم هيئة تحرير الشام من خلال الاندماج مع بعض الجماعات الجهادية الأخرى. وقد أثار هذا العملية رد فعل تنظيم القاعدة، مما أدى إلى انفصال بعض العناصر الراديكالية داخل الجماعة وتأسيس جماعات جديدة مرتبطة بتنظيم القاعدة مثل حراس الدين. بعد هذا الانفصال، حاولت HTŞ اتباع مسار أكثر استقلالية وبدأت تظهر ميولًا للابتعاد عن الحركات الجهادية العالمية من خلال التركيز على الأهداف السياسية المحلية. تحت قيادة أبو محمد الجولاني، تسيطر الجماعة على المناطق الاستراتيجية في شمال غرب سوريا. منذ تأسيسها، حاولت HTŞ الحفاظ على هويتها الجهادية بينما أظهرت أيضًا موقفًا براغماتيًا في محاولة للبقاء وزيادة تأثيرها السياسي في المنطقة. في هذا السياق، بدأت تتبع خطًا مختلفًا عن الحركات الجهادية العالمية من خلال التركيز أكثر على النزاعات داخل سوريا. ومع ذلك، لم يتغير النهج الدولي تجاه HTŞ، حيث لا تزال الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا تعتبر HTŞ جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتضعها في قائمة الإرهاب.
|