جوبا.. الأمم المتحدة تتهم أطراف النزاع بانتهاك حرية التعبير

جوبا/ أتيم سايمون/ الأناضول



اتهمت بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان، اليوم الخميس، قوات الحكومة والمعارضة أخرى بانتهاك حرية الرأي والتعبير.



جاء ذلك في تقرير نشرته البعثة، بالاشتراك مع مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن "الحق في حرية الرأي والتعبير في جنوب السودان منذ أزمة يوليو (تموز) 2016"، في إشارة إلى تجدد القتال بين الحكومة والمعارصة في العاصمة جوبا.



وأفاد التقرير بأن هذه الانتهاكات تشمل مقتل شخصين، واعتقال 58 آخرين تعسفيًا، إضافة إلى فصل 16 شخصًا من أعمالهم، بسبب التعبير عن آرائهم.



وأضاف أنه تم رصد 60 حالة انتهاك للحق في حرية الرأي والتعبير، بين يوليو/ تموز 2016 وديسمبر/ كانون أول 2017.



وأفادت البعثة الأممية بأنها لم تتمكن من الوصول إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، كي تستوثق من أنباء وردتها عن وقوع انتهاكات، وذلك عبر الجلوس مع الضحايا.



ورصد التقرير انتهاكات ارتكبتها السلطات الحكومية بحق صحفيين ومؤسسات إعلامية، منها: فرض الرقابة الأمنية علي الصحف، وإغلاق صحف وإذاعات المحلية ومواقع إلكترونية، تتهمها الحكومة بنشر أخبار مناوئة لها.



وأضاف أنه "منذ اندلاع القتال في يوليو (تموز) 2016 قُتل صحفي واحد أثناء تأدية واجبه المهني".



وأوضح أنه "في 26 أغسطس (آب 2017) قتل كريستوفر الين، وهو صحفي أمريكي، في بلدة كايا (جنوب)، أثناء تغطيته لمواجهات بين الحكومة والمعارضة، ولاتزال ملابسات مقتله غير واضحة، ولم يتم تقديم الجناة للمحاسبة".



واتهم التقرير الأممي الحكومة باعتقال 13 صحفيًا من الوطنيين والأجانب تعسفيًا، مما اضطر صحفيين محليين إلى الفرار من البلاد، بعد اتهام جهاز الأمن الوطني لهما بتنفيذ أجندة غربية".



وطالب التقرير السلطات الحكومية في جنوب السودان بضمان حرية التعبير للجميع، واحترام المواثيق الدولية الخاصة بالحقوق السياسية والمدنية، والمعاهدة الدولية الخاصة بمكافحة التمييز العرقي، والتي تنص على محاربة خطاب الكراهية.



كما شدد على ضرورة مراجعة قانون جهاز الأمن الوطني، وخاصة البنود المتعلقة بالاعتقال والمراقبة حتى لا تتعارض مع حق الأفراد في التعبير.



ومنذ 2013، تشهد جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، حربًا أهلية بين قوات الحكومة والمعارضة اتخذت بعدًا قبليًا.



وخلفت هذا الحرب نحو 10 آلاف قتيل ومئات الآلاف من المشردين، ولم تفلح في إنهائها اتفاقية سلام أبرمتها أطراف النزاع، في أغسطس/ آب 2015، وتسعى أطراف إقليمية، منذ نهاية العام الجاري، إلى إحيائها. -