صنعاء/ زكريا الكمالي/ الأناضول
دعت الحكومة البريطانية، اليوم الجمعة، جماعة "الحوثي" في اليمن إلى التوقف عن التهديدات، والانخراط بـ"حسن نية" في مشاورات السلام، لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وتأتي هذه الدعوة بعد أيام من تصريحات لزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، توعد فيها بقصف السعودية والإمارات، اللتين تتزعمان تحالفا عسكريا يحارب الجماعة، وذلك بصواريخ بعيدة المدى، ناصحا الشركات النفطية بمغادرة البلدين.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوين سموأل، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر "على الحوثيين الانخراط في المسار التفاوضي بحسن نية، وأن يتوقفوا عن التهديد".
ومضى قائلا إن "بريطانيا مستعدة لدعم تسوية سلمية متفاوض عليها بحسن نية"، شرطية أن "تتم فيها استعادة الحكومة الشرعية، كما يتم فيها تمثيل جميع اليمنيين، وتوفير الرعاية الصحية والغذاء لهم".
وتتزامن دعوة المسؤول البريطاني مع تحركات دولية لانعاش مشاورات السلام المتعثرة منذ أكثر من عام، لاسيما بعد تمديد مهمة مبعوث منظمة الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ستة أشهر إضافية، حتى فبراير/ شباط المقبل.
وأعلن ولد الشيخ أحمد، اليوم، عن مشاورات مستمرة مع وفد الحكومة اليمنية، المتواجد في نيويورك، بشأن مقترح محافظة الحُديدة غربي اليمن، الذي ينص على انسحاب الحوثيين من المحافظة الساحلية ومينائها الاستراتيجي، وتسليمه إلى طرف ثالث محايد، مقابل حل أزمة رواتب موظفي الدولة المتوقفة منذ عام.
وفيما أعلنت الحكومة الشرعية والتحالف العربي ترحيبهما بالخطة الأممية، الهادفة إلى إحداث اختراق جزئي في جدار الأزمة، أعلن الحوثيون رفضهم التام لها،، وقالوا إن المبعوث الأممي "لم يعد مرغوبا به في صنعاء"، متهمين إياه بعدم الحياد.
ومنذ 26 مارس/ آذار 2015 تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية، مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، ومسلحي الحوثي والرئيس السابق، علي عبد الله صالح، والذين يسيطرون على محافظات، بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
وتسببت الحرب في تدهور الأوضاع في أفقر بلد عربي، حيث بات 21 مليون يمني، ما يعادل حوالي 80% من السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما يفتقر نحو 15 مليون إلى الرعاية الصحية الكافية، فضلا عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد نحو 3 ملايين آخرين، وفق الأمم المتحدة. -
|