وزير السياحة والآثار العراقي يرجح إخفاء "داعش" أو تهريبه لبعض مقتنيات متحف الموصل

بغداد/ إبراهيم صالح/ الأناضول-



رجح وزير السياحة والآثار العراقي عادل شرشاب، اليوم السبت، قيام تنظيم "داعش" ببيع أو تهريب أو إخفاء بقية الآثار التي لم تظهر في شريطه المصور الذي يظهر تهديمه لآثار متحف الموصل، شمالي البلاد.



وقال شرشاب في تصريحات للأناضول، إن "عدد التماثيل الأثرية بالمتحف هو 173 قطعة، والتي ظهر جزء قليل منها، وهنالك أسئلة كثيرة ليس لها إجابات حاليا".



وأضاف "إننا لا نستطيع أن نخمن هل أن البقية بيعت لتمويل التنظيم أم نقلت لمكان آخر"، موضحا أن "الوزارة بصدد تقصي الحقائق ودراسة الوضع بشكل جدي".



وأكد الوزير أن "كل ما هو موجود في متحف نينوى والمتحف الوطني هو مؤرشف وموثق في قاعدة بيانات لدى الدولة العراقية".



وأضاف أيضا "إننا اتصلنا بـ(منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) اليونسكو، وأبلغناها رغبتنا بعقد مؤتمر دولي طارئ لمجلس الأمن".



ووصف شرشاب ما ارتكبه داعش بأنه "تحدٍ سافر للإرادة الدولية واعتداء على التراث والموروث العراقي الإنساني"، مطالبا العالم بـ"دحر هذه العصابات التي لا تعرف إلا منطق القوة".



من جانبه توعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم، بملاحقة جهات ومؤسسات، لم يسمها، قال إنها تتعاون مع تنظيم "داعش" في تهريب آثار العراق.



وكان العبادي يتحدث على هامش إعادة افتتاح المتحف الوطني في العاصمة بغداد والذي نهبت محتوياته المقدرة بنحو 16 ألف قطعة أثرية إبان إسقاط النظام العراقي السابق في 2003.



وقال العبادي في كلمته التي تابعتها وكالة الأناضول إن "هناك برابرة في مدينة الموصل يحاولون تدمير الإرث الحضاري الإنساني كما قتلوا الإنسان والحياة والبسمة، وباعوا النساء والأطفال في سوق النخاسة".



وأضاف أن "داعش دمر بعض الآثار، ويستمر في تهريب البعض الآخر بتعاون مع مؤسسات وجهات".



وقال رئيس وزراء العراق "لدينا تفاصيل كل قطع الآثار في الموصل، كل قطع معلمة ومرقمة ومحفوظة"، متوعدا بالقول "سنلاحق كل هذه القطع التي يتم تهريبها من قبل داعش والجماعات الإرهابية المرتبطة بها، وسنلاحقهم ومعنا العالم".



وتابع بالقول إن "المتعاونين مع داعش ويدفعون لهم الأموال جراء هذا النهب المنظم والمتعمد لثروات العراق"، متابعا "إننا سنلاحقهم لأن العالم معنا والدول معنا والأمم المتحدة معنا تحت قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع".



وأضاف "لن يهدأ لنا بال حتى نلاحق المشتركين مع داعش ومع الارهابين على كل جرائمهم التي ارتكبوها على أرض الرافدين".



وبث "داعش"، يوم الخميس، تسجيلا مصورا يظهر عناصر من التنظيم وهم يحطمون قطعا ومجسمات أثرية يعود بعضها للقرن الثامن قبل الميلاد في متحف نينوى بمدينة الموصل شمالي العراق.



وظهر في التسجيل أحد عناصر التنظيم وهو يبرر هذه الخطوة بقوله "إن هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله".



ويعتبر علماء الآثار متحف نينوى في مدينة الموصل العراقية من أهم متاحف العالم، حيث يحوي آلاف القطع الأثرية التي يعود أغلبها للحضارتين الآشورية والأكادية اللتين قامتا في منطقة ما بين النهرين بين الألف الأولى والألف الثانية قبل الميلاد.



ويسيطر تنظيم "داعش" منذ يونيو/ حزيران الماضي على مدينة الموصل ومناطق واسعة في شمال العراق وفي سوريا، ثم أعلن قيام "دولة الخلافة" في هذه المناطق. - Bağdat