التحليل المنشور في الولايات المتحدة وضع تركيا في مركز الهيكل الجيوسياسي الجديد.

التحليل المنشور في الولايات المتحدة وضع تركيا في مركز الهيكل الجيوسياسي الجديد.

07.12.2025 15:31

نشرت تحليل شامل على موقع RealClearWorld، الذي تتابعه مراكز الفكر المؤثرة في الولايات المتحدة، يكشف أن تركيا أصبحت "المركز الإجباري" لهيكل الأمن في البحر الأسود في فترة تحول فيها الصراع في أوكرانيا إلى حالة من النزاع المجمد. وأكد التحليل أن أنقرة هي العنصر الوحيد الفعال الذي يحدد التوازنات في المنطقة.

في تحليل شامل نشرته RealClearWorld، التي تتابع عن كثب من قبل صانعي القرار ومراكز الفكر في الولايات المتحدة، تم تعريف تركيا كمركز "ضروري" في هيكل الأمن في البحر الأسود فيما يتعلق بمستقبل الحرب في أوكرانيا.

ثقل تركيا الاستراتيجي في المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه

يظهر التحليل الذي كتبه خبير السياسة الخارجية التركي أمير عباس غوربوز أن التوازنات في المنطقة تتشكل من جديد حول محور أنقرة بينما تتجه الحرب نحو نموذج الصراع المجمد. وفقًا لغوربوز، فإن الصورة على الأرض لا تفتح الباب أمام انتصار حاسم لموسكو أو لاستعادة كييف لوحدتها الترابية بالكامل؛ هذه الحقيقة ترفع من ثقل تركيا الاستراتيجي إلى موقع لا يمكن الاستغناء عنه في المنطقة.

تظهر التقييمات العسكرية أن خط الجبهة قد وصل إلى عتبة حرجة بعد أربع سنوات. يُنقل أن اعتماد أوكرانيا على مصادر خارجية في دفاعها الجوي، وتآكل القوة البشرية واللوجستية لدى روسيا، وعدم قدرة الطرفين على تحقيق تقدم في الجبهات الواسعة هي الأسباب الأساسية لاحتمال الصراع المجمد. تشير هذه الحالة إلى أن الحرب قد انتقلت من صراع عسكري شامل إلى فترة ستتشكل فيها الأمور في المجال الدبلوماسي.

تحليل نشر في الولايات المتحدة يضع تركيا في مركز الهيكل الجيوسياسي الجديد

خطة الولايات المتحدة المكونة من 28 بندًا: تقسيم فعلي على غرار كوريا

تعتبر خطة الولايات المتحدة المكونة من 28 بندًا، التي تم تناولها في التحليل، إطارًا سيبقي أوكرانيا في حالة "منطقة رمادية" لسنوات طويلة. بينما تلغي الخطة فعليًا عضوية كييف في الناتو، تترك الوضع القانوني للمناطق المحتلة غامضًا. يصف غوربوز هذه الصورة بأنها "تقسيم فعلي على غرار كوريا". تعزز الطبيعة المفتوحة لوقف إطلاق النار واستمرار خطوط الجبهة فكرة أن الحرب ستنتهي بوضع مؤقت يخلق عدم اليقين.

تزايد المخاطر القانونية والجيوسياسية في البحر الأسود

تخلق هذه الحالة الجديدة فوضى قانونية وجيوسياسية في البحر الأسود. في النظام الذي تحدد فيه الحقوق البحرية وفقًا للحدود البرية، يؤدي انحصار الوضع الفعلي لشواطئ القرم وبحر آزوف بين الوضع القانوني إلى جعل المناطق البحرية موضع نزاع. يشير غوربوز إلى أن هذا قد خلق مجالًا واسعًا من المخاطر يمتد من أنشطة البحث عن الطاقة إلى خطوط الأنابيب، ومن أمن الموانئ إلى ممر الحبوب. في هذا السياق، تبرز استقرار تركيا في تطبيق اتفاقية مونترو كأحد العناصر الأكثر ثباتًا في إطار الأمن في البحر الأسود.

تحليل نشر في الولايات المتحدة يضع تركيا في مركز الهيكل الجيوسياسي الجديد

"هناك فراغ في ردع الناتو، وتركيا هي التوازن الوحيد الفعال"

يشير التحليل إلى أن القدرات البحرية المحدودة لرومانيا وبلغاريا تبرز صعوبة الناتو في إنشاء ردع في البحر الأسود. هذه الصورة تحول تركيا إلى الآلية الوحيدة الفعالة في المنطقة بسبب قدراتها العسكرية، وقنوات الاتصال الدبلوماسية، وموقعها الجغرافي. وفقًا لغوربوز، لا يوجد أي فاعل آخر يمكنه ملء مكان تركيا داخل التحالف.

نموذج "البوابة التركية": واجهة أنقرة في التكامل الإقليمي

أكثر الأقسام لفتًا للنظر في التحليل هو نموذج "البوابة التركية" الذي قدمه غوربوز. وفقًا لغوربوز، فإن أوكرانيا محاصرة بين التكامل الغربي الذي يواجه موسكو مباشرة وخط العزلة الصارم الذي يترك كييف وحيدة. إن طريق الخروج من هذا المأزق يمر عبر أرضية وسطية لا تثير رد فعل قوي من موسكو ولكنها لا تقطع اتصالات كييف الغربية. يشير غوربوز إلى أن جورجيا قد تقدمت بعلاقاتها مع الناتو والاتحاد الأوروبي عبر أنقرة، وأن الدول في آسيا الوسطى قد عززت علاقاتها مع تركيا من خلال منظمة الدول التركية، مما يدل على أن أوكرانيا يمكن أن تنتج تكاملًا مستدامًا عبر أنقرة. في هذا النموذج، تُعتبر تركيا واجهة مقبولة قادرة على إدارة المنافسة والتعاون في المنطقة في آن واحد، بدلاً من أن تكون خط الدفاع الأمامي للغرب.

النهج الجديد لواشنطن يزيد من أهمية تركيا

يؤكد غوربوز أن تغيير الإدارة في الولايات المتحدة قد زاد من أهمية تركيا. إن النهج القائم على الحسابات في السياسة الخارجية لإدارة ترامب قد أظهر استراتيجية بعيدة عن الانخراط المباشر في خط البحر الأسود-القوقاز. لذلك، ترى واشنطن أن إدارة ملف أوكرانيا عبر أنقرة خيارًا منخفض التكلفة وعالي التأثير. يُظهر التحليل أن هذا النهج قد أخرج تركيا من فئة "الشريك الصعب" وجعلها عنصرًا محوريًا في إسقاط القوة الإقليمية.

تحليل نشر في الولايات المتحدة يضع تركيا في مركز الهيكل الجيوسياسي الجديد

"تركيا هي الواجهة الوحيدة القابلة للتطبيق المعتمدة على الواقع في الميدان"

في تقييمه لموقع أخبار.com، أشار مدير مركز السياسات الخارجية والأمنية، وأمين عام المجلس الأطلسي التركي، أمير عباس غوربوز، إلى أن دور تركيا في مستقبل أوكرانيا هو "اختيار بعيد عن الرومانسية السياسية، يعتمد على الواقع في الميدان". وأكد غوربوز أن توجيه أوكرانيا المباشر نحو الغرب يثير شعور التهديد لدى موسكو، وأن الابتعاد الكامل سيضعف كييف، مستخدمًا العبارة التالية:

"تركيا هي الواجهة الوحيدة القابلة للتطبيق في وسط هذا المأزق. إن مفهوم البوابة التركية هو نموذج استراتيجي قابل للتطبيق يتناسب مع الواقع في الميدان بدلاً من كونه اقتراحًا دبلوماسيًا مجردًا."

يظهر التحليل المنشور في الولايات المتحدة أن تركيا تتواجد كقوة صاعدة في الخط الذي يمتد من البحر الأسود إلى القوقاز في النظام الأمني الجديد الذي سيتم إنشاؤه بعد حرب أوكرانيا.

In order to provide you with a better service, we position cookies on our site. Your personal data is collected and processed within the scope of KVKK and GDPR. For detailed information, you can review our Data Policy / Disclosure Text. By using our site, you agree to our use of cookies.', '