Haberler   
  English   
  Kurdî   
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 27/07/2024 10:54 
News  > 

في لقائه ملك الأردن.. هل يسعى بايدن لاستعادة ثقة العرب؟

13.02.2024 14:27

** الأكاديمي الأردني بدر الماضي تعليقا على اللقاء: الإدارات الأمريكية دائما تتجه للتواصل مع زعماء موثوقين بالشرق الأوسط ومنهم الملك عبد الله ** عبد الحكيم القرالة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة العلوم التطبيقية: واشنطن تثق بعمان للقيام بأدوار محورية في إطار سياسي دبلوماسي يوقف الحرب اللقاء يأتي...

ليث الجنيدي / الأناضول

لم تتوقف الولايات المتحدة منذ أول يوم للحرب على غزة عن إظهار دعمها لإسرائيل بشتى الوسائل، لكن النتائج التي آلت إلى قتل ودمار على مرأى العالم، أكدت أن إدارة واشنطن جانبت الصواب والمنطق وعليه بدأت تبحث عن مخرج من وحل الدماء الذي سقطت فيه.

المواقف الأمريكية استبقت حملات انتخابية رئاسية تشهدها البلاد العام الجاري، ألقت بظلالها وبشكل ملحوظ على مستقبل الرئيس جو بايدن، خاصة مع صدور العديد من استطلاعات الرأي التي تشير بأنه "غير مؤهل" لولاية ثانية.

بايدن وأركان إدارته خسروا في حرب غزة تأييد حلفائهم بالشرق الأوسط، وباتوا يبحثون عن عودة يستعيدون من خلالها أدوارا فقدتها من "لا شرعية" ما تقوم به إسرائيل، دون أن تلتفت أو تتنبه لمواقف الدول العربية والإسلامية بالمنطقة.

وفي خطوة ربما تكون طريقاً لذلك، التقى بايدن الاثنين، ملك الأردن عبد الله الثاني، في أول لقاء يجمعه مع زعيم عربي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويأتي اللقاء ضمن جولة خارجية غير معلنة المدة، بدأها ملك الأردن الخميس، تشمل الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا؛ بهف "حشد الدعم الدولي" لوقف إطلاق النار في غزة.

المراقبون والمتابعون للأجواء العامة، يدركون أن عمّان من أهم حلفاء واشنطن بالمنطقة، لذلك فمن غير المستبعد أن بايدن يريد أن يحسن من صورة إدارته و"انحيازها" لإسرائيل من بوابة الأردن، وبالتالي تحقيق مكاسب انتخابية لدى الشارع عبر التأكيد بأنه ما زال فاعلا.

لقاء البيت الأبيض

وفي تصريحات صحفية مشتركة مع بايدن في البيت الأبيض، وصف الملك عبدالله الحرب على غزة بأنها واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث.

واعتبر أن أي هجوم إسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة سيؤدي إلى "كارثة إنسانية" أخرى.

ومن شأن "أي هجوم على رفح أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى، فالوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب"، وفق عاهل الأردن.

وتابع: "لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر، نحتاج لوقف دائم لإطلاق النار الآن، وهذه الحرب يجب أن تنتهي".

ومساء الأحد، قالت هيئة البث العبرية (رسمية) إن الجيش الإسرائيلي صادق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب.

وشن الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين، سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة في المدينة، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، في تجاهل واضح لتحذيرات دولية من عواقب اجتياح المدينة المكتظة بالنازحين.

وأوضح أن "الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد، وهو أمر لا يمكن السماح به".

و حذر من التصعيد المستمر للمستوطنين "المتطرفين" في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس، إضافة إلى التوسع في بناء المستوطنات غير القانونية، والذي "سيؤدي إلى الفوضى في المنطقة بأكملها".

فيما قال بايدن: "إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون خطة لضمان سلامة أكثر من مليون شخص فلسطيني يعيشون هناك".

وأوضح الرئيس الأمريكي أن "تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الخاصة هو الحل الوحيد لضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد".

وأضاف أنه ناقش مع ملك الأردن ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية بشكل عاجل، لتستطيع قيادة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة".

"إسرائيل أرهقت الدبلوماسية الأمريكية"

وتعليقاً على اللقاء بين بايدن وملك الأردن، تحدث بدر الماضي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الألمانية الأردنية (حكومية)، للأناضول قائلا إن "الإدارات الأمريكية، بغض النظر عن الحزب الذي يحكم، دائما تتجه إلى التواصل مع زعماء موثوقين بمنطقة الشرق الأوسط ومنهم الملك عبد الله".

واستدرك: "فهو (الملك عبد الله) يمثل صوتاً راشداً في تقييم البعد السياسي والاستراتيجي لما يجري في المنطقة".

وأردف: "لكن وبلا شك، استطاعت إسرائيل أن تفرض أجندة سياسية وعسكرية، ليس فقط على قطاع غزة، وإنما حتى على الإدارة الأمريكية".

واعتبر أن "السقوف التي تتعامل بها تل أبيب أرهقت الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة وحلفائها؛ بحيث أن الحيرة والتردد وعدم اليقين مما حدث ويحدث، أصبح المسيطر على المشهد برمته".

الرئيس بايدن "يعتقد أن إيجاد حلول ناجعة لما يحدث في غزة قد يسهم في إنقاذ مستقبله السياسي كمرشح، ويؤمن له فرصة البقاء كرئيس لفترة ثانية"، وفق الأكاديمي الأردني.

وأشار أنه "يمكن لبايدن أن يستفيد من لقائه مع الملك عبد الله؛ إذا ما أحسن الاستماع للصوت الأردني، والذي بدا وحيداً داعماً للقضية الفلسطينية، كما بدا صوتاً راجحاً يمكن الاستفادة من تقيمه لما جرى ويجري".

ومضى قائلا: "من بعد ذلك يمكن وضع حلول سريعة تخدم الشعب الفلسطيني وأجندة بايدن السياسية والانتخابية، وإمكانية تسويق ذلك للداخل الأمريكي قبل الانتخابات".

وزاد: "العالم العربي وعبر الملك عبد الله يريد أن يرى سياسات متوازنة تجاه القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التأثير الإسرائيلي كبير جداً داخل أروقة صناعة القرار الأمريكي".

وختم بالقول: "من هنا تأتي زيارة الملك عبد الله؛ لمحاولة دفع واشنطن لفهم مختلف قضايا المنطقة، بعيدا عن الانحياز الشامل والكامل لإسرائيل".

"مصالح واشنطن تتأثر بالمنطقة"

بدوره، عبد الحكيم القرالة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة العلوم التطبيقية (خاصة)، اعتبر في حديثه للأناضول، أن اللقاء يأتي "في ظل تصاعد وتيرة الأحداث في غزة، مع استمرار حالة العنف المفرط والإجرام الذي تنتهجه آلة الحرب الإسرائيلية".

وتابع: "أمريكا الداعم الرئيس لإسرائيل عسكرياً وسياسياً وقانونيا، تعرضت لانتقادات لاذعة وكبيرة، شابها غضب كبير تجاه هذه السياسة المتطرفة بالوقوف السافر إلى جانب الإجرام الإسرائيلي".

وأضاف: "مكانة واشنطن وصورتها لدى دول وشعوب المنطقة تهشمت إلى حد كبير".

وبين أن "كل هذه الأحداث المتسارعة والمتشابكة، ارتدت سلباً على المصالح الأمريكية وعلاقاتها الاستراتيجية مع دول المنطقة، وبالتوازي تتعرض قواعدها للاستهداف الدائم".

ويعتقد القرالة أن "الولايات المتحدة وجدت نفسها أمام حالة معقدة في تشابك أطراف الصراع".

وكانت واشنطن تنتظر أن "تتفوق آلة الحرب الإسرائيلية وتنتصر وتنجز المهمة بالقضاء على حماس واجتثاثها بأسرع وقت، لكنها صدمت بالواقع والمقاومة الشرسة التي قلبت موازيين التوقعات"، وفق كلام القرالة.

ومضى قائلا: "واشنطن تريد العودة دبلوماسيا عبر الأردن؛ بغية الوصول إلى حل، خصوصا وأن المملكة من أكثر الدول انغماساً واهتماماً واشتباكاً بالقضية الفلسطينية".

ويرى الأكاديمي الأردني أن "واشنطن تثق بعمان للقيام بأدوار محورية وجوهرية في إطار سياسي دبلوماسي يوقف الحرب، لذلك يأتي هذا اللقاء في إطار التنسيق العالي المستوى بين قيادة البلدين لإطفاء شرارة العنف".

"واشنطن تيقنت أن الحلول العسكرية والأمنية غير مجدية ولن تجلب الأمن لحليفتها إسرائيل، وانتقدت صراحة وعلى لسان بايدن حكومة اليمين المتطرف (الإسرائيلية)"، القرالة مضيفا.

وقال: "هذه الرؤية تتطابق تماماً مع رؤية الأردن التي عبر عنها الملك عبدالله، وجوهرها أن إنهاء هذا الصراع لا يمكن إلا بفتح أفق سياسي".

كما يرى ملك الأردن أن "العنف لا يجلب إلا العنف، وقد يجر المنطقة إلى منزلقات خطيرة، مع إمكانية اتساع رقعة الصراع، وهذا ما لا تريده واشنطن"، وفق القرالة.

واعتبر أن اللقاء بين الملك وبايدن له "دلالات وإشارات مرتبطة بأن الولايات المتحدة توصلت إلى نتيجة مفادها أن الاستمرار في هذا العنف ستكون ارتداداته كبيرة وسلبية على الجميع".

كما أوضح بأنه واشنطن تريد "الحفاظ على ما تبقى من صورتها ومكانتها بعد أن تآكلت الصورة الحسنة في ظل دعم إسرائيل ومنحها ضوء أخضر وشرعية وغطاء لكل هذا الاجرام".

ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الثلاثاء "28 ألفا و473 شهيدا و68 ألفا و146 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة جرائم إبادة لأول مرة منذ تأسيسها. -



 
Latest News
 
 
Top News