25.04.2025 23:01
وزير الخارجية السوري أسعد حسن شعيباني، قام برفع علم بلاده الجديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC) للمرة الأولى. وفي الجلسة التاريخية، أرسل شعيباني رسائل حاسمة، وحذر أيضاً بشأن إسرائيل. وأوضح شعيباني أن الهجمات الإسرائيلية تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي.
وزير الخارجية السوري، أسعد حسن شيباني، أرسل رسالة إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (UNSC) خلال مشاركته الأولى، قائلاً: "أنا أمثل سوريا الجديدة هنا اليوم." تم عقد جلسة في مجلس الأمن لمناقشة التطورات في سوريا.
وفي حديثه إلى الدول الأعضاء، ذكر شيباني أن علم سوريا الجديد تم رفعه في مركز الأمم المتحدة، قائلاً: "أهنئ جميع الشعب السوري في هذا اليوم التاريخي. هذا العلم ليس مجرد رمز، بل هو إعلان عن وجود جديد وُلد من الألم. إنه يمثل مستقبلًا ووعودًا بالتغيير بعد سنوات من المعاناة."
وأشار شيباني إلى أن سوريا كانت تُعرف لعقود طويلة بقمع نظام الأسد، حيث غُمرت البلاد في الظلام، وقُتل المواطنون وتعرضوا للتعذيب.
كما أشار إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، ونزوح ملايين الأشخاص، ومعاناة الناس تحت وطأة الألم والخسائر، قائلاً: "أفعال النظام لم تؤدي فقط إلى مآسي إنسانية عميقة للشعب السوري، بل سمحت أيضًا لعوامل زعزعة الاستقرار بالظهور في أراضينا. تحت إدارة الأسد، أصبحت بلادنا مركزًا لإنتاج المخدرات، وملاذًا للمليشيات الأجنبية والجماعات الإرهابية، مما زاد من معاناتنا ومعاناة المنطقة بأسرها. أنا هنا اليوم لتمثيل سوريا الجديدة."
"سوريا الآن فتحت أبوابها للعالم"
أشار شيباني إلى أن سوريا قد فتحت أبوابها للعالم، حيث زارها رؤساء الدول ووزراء الخارجية والشخصيات الدولية، وأن السوريين في الشتات يبحثون عن فرص للعودة إلى ديارهم والمساهمة في إعادة بناء سوريا.
ولفت شيباني الانتباه إلى أن المنظمات الدولية الكبرى ومؤسسات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد حصلت على وصول حقيقي وملموس إلى الأراضي السورية، قائلاً: "هذا شيء كان النظام السابق يرفضه مرارًا. لقد انتهى عصر إراقة الدماء المنهجية، والاعتقالات التعسفية، والاختطافات، والإفلات من العقاب. كما رأيتم قبل أسابيع في ذكرى الثورة، لم تعد الطائرات تلقي براميل متفجرة، بل تترك زهورًا."
أعلن شيباني أيضًا عن قرب تأسيس لجنة العدالة الانتقالية، بما في ذلك لجنة الأشخاص المفقودين، وأعرب عن استعدادهم للتعاون مع الولايات المتحدة للعثور على الأمريكيين المفقودين في سوريا.
"استقرار سوريا يؤثر على استقرار المنطقة بأسرها"
أشار شيباني إلى أن خطوات ملموسة نحو إنشاء برلمان وطني حقيقي يمثل الشعب السوري سيتم الإعلان عنها قريبًا، مؤكدًا: "سوريا اليوم موجودة من أجل السوريين الذين تم إسكاتهم تحت إدارة الأسد، والذين تم تهجيرهم ولكنهم الآن قادرون على العودة إلى ديارهم."
وشدد شيباني على أن سوريا "متنوعة، ولكنها ليست مقسمة إلى أغلبية وأقليات"، واستمر في حديثه قائلاً:
"عبء العقوبات لا يزال يهدد استقرارنا. عندما ترغب المنظمات والشركات الدولية في إعادة بناء اقتصادنا والاستثمار، فإنها تواجه عقبات العقوبات المنتهية. هذه التدابير التقييدية المفروضة على النظام السابق تمنع دخول رأس المال والخبرة إلى بلادنا، بينما تتيح في المقابل توسيع الشبكات غير القانونية. يبدو أن الفاعلين الذين يعملون في الظلال وبشكل سري، وغالبًا ما يرتبطون بجماعات متطرفة أو إرهابية، هم الأكثر استفادة من استمرار هذه العقوبات."
وأشار شيباني إلى أن أولئك الذين يطالبون بالمزيد من سوريا هم أيضًا من يدافعون عن استمرار العديد من العقوبات على إدارة دمشق، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات تجبر سوريا على أن تكون "دولة تعتمد على المساعدات" بدلاً من أن تكون "شريكًا" في النمو الاقتصادي العالمي. كما أشار إلى أن العقوبات تعيق أيضًا عمل المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني بشكل فعال، وتحد من تطبيق العدالة في فترة الانتقال وضمان الأمن. وأكد شيباني: "إلغاء العقوبات يمكن أن يكون خطوة حاسمة في تحويل سوريا من دولة تُعرف بماضيها المظلم إلى شريك فعال في السلام والازدهار والاقتصاد العالمي. استقرار سوريا لا يهمنا نحن السوريين فقط، بل يؤثر أيضًا على استقرار المنطقة بأسرها."
تحذير حاسم من إسرائيل
وأشار شيباني إلى أن العنصر الآخر الذي يزعزع الاستقرار هو هجمات إسرائيل على الأراضي السورية، موضحًا أن الهجمات الإسرائيلية ليست فقط انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي ولقوة سيادة سوريا، بل تشكل أيضًا تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي. وقال شيباني: "استمرار الهجمات يعيق جهودنا في إعادة البناء ويهدد السلام والأمن الذي نسعى إليه."
وطالب شيباني مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لسحب قواتها من سوريا وتنفيذ اتفاقية فصل القوات لعام 1974، مذكرًا بأن سوريا أعلنت مرارًا أنها لن تشكل تهديدًا لأي دولة مجاورة، بما في ذلك إسرائيل، أو لأي دولة في العالم.
واختتم شيباني حديثه قائلاً:
"دعونا نستغل هذه اللحظة الحاسمة. لدى مجلس الأمن والمجتمع الدولي بأسره فرصة فريدة لدعم مستقبل سوريا. السوريون مستعدون لإعادة تشكيل مستقبل بلادهم وخلق نموذج جديد حول كيفية أن تكون عملية الانتقال الناجحة بعد النزاع على مستوى العالم. نأمل أن تكونوا شركاءنا في هذا الطريق."