تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من منصة الأمم المتحدة، وقد تم تناول خطابه في وسائل الإعلام العالمية بطريقتين مختلفتين. لفت انتباه وسائل الإعلام في الدول الغربية التي تتبنى سياسات قريبة من إسرائيل تجاهل نتنياهو للاحتجاجات التي تعرض لها في القاعة. انقسمت وسائل الإعلام العالمية حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أصدر أوامر بقتل المدنيين الأبرياء في غزة منذ ما يقرب من عام. عندما دخل نتنياهو القاعة لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، غادر العديد من المسؤولين، بما في ذلك الوفد التركي، القاعة. ومع ذلك، بدلاً من إظهار القاعة الفارغة، أعطت وسائل الإعلام الغربية مساحة واسعة لدعاية نتنياهو. مجدداً لعبوا دور الثلاثة قروددافع نتنياهو من المنصة عن المجازر التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. ووجه تهديدات إلى لبنان وإيران. بينما كانت وسائل الإعلام الغربية تنقل كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي حرفياً لمتابعيها، قامت بتعتيم الاحتجاجات التي نظمت ضد نتنياهو داخل وخارج القاعة. في تقريرها بعنوان "تحدث نتنياهو في الأمم المتحدة خلال دعوات لوقف إطلاق النار"، لم تقدم صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تفاصيل حول إخلاء القاعة بسبب الاحتجاجات. كما استخدمت صحيفة نيويورك تايمز عنوان "نتنياهو الذي يتحدى خلال الهجوم على لبنان، أعلن أن إسرائيل 'فازت'" دون الإشارة إلى الاحتجاجات ضد نتنياهو. لفت انتباه وكالة الأنباء البريطانية رويترز إلى أن نتنياهو قال "إسرائيل تريد السلام". وأكد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أن رويترز كانت تقوم بوضوح بدعاية لصالح إسرائيل، مشيرين إلى أنه إذا كانت إسرائيل تريد السلام، لما كانت قد قتلت حتى الآن الآلاف من المدنيين الأبرياء. من ناحية أخرى، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقاطع فيديو تظهر مغادرة العديد من الممثلين الأجانب القاعة بعد إعلان دخول نتنياهو. كما لو كانوا متفقينركزت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس على تصريحات نتنياهو بأنه سيستمر في القتال حتى تحقيق أهدافه ضد حزب الله. ومع ذلك، لم تذكر عدد المدنيين الذين قتلوا في لبنان والبالغ 540. ركزت صحيفة لو فيغارو الفرنسية ووكالة الأنباء الرسمية الصينية شينخوا على تهديد نتنياهو بمواصلة ضرب لبنان، دون الإشارة إلى مشاهد الاحتجاجات. كما اكتفت وكالة الأنباء الروسية الرسمية إيتار تاس بنقل تصريحات نتنياهو حول توقعه انتصاراً كاملاً في غزة. الإعلام العربي تميز عن الإعلام الغربيتابع الإعلام العربي الاحتجاجات في القاعة بتفاصيلها. وقد قامت صحيفة غلف تايمز، إحدى المؤسسات الإعلامية المهمة في الخليج، بتغطية رد فعل حماس على خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، بينما غطت صحيفة الشرق الأوسط، وهي مؤسسة إعلامية مهمة أخرى في المنطقة، رد فعل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على نتنياهو. وأكدت وكالة مينا نيوز أن نتنياهو واجه احتجاجات خلال خطابه. كما قامت قناة الجزيرة بتغطية تصريحات نتنياهو التي استهدفت الأمم المتحدة باعتبارها "مجتمعاً معادياً لإسرائيل" واحتجاجات أمام الفندق الذي أقام فيه نتنياهو في نيويورك بشكل منفصل.
|