بعد الهجوم الذي استهدف نصر الله، تصريح من إيران كتهديد: قواعد اللعبة قد تغيرت.

إسرائيل شنت سلسلة من الغارات الجوية على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يتواجد زعيم حزب الله نصر الله. وقد وردت معلومات من مصادر أمنية لبنانية تفيد بأن هذا الهجوم هو الأكبر حتى الآن. وظهرت مزاعم حول مقتل نصر الله في وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية. بعد الهجوم الأخير في لبنان، جاءت تصريحات متتالية من إيران.

"قواعد اللعبة تغيرت"

في بيان صادر عن السفارة الإيرانية في بيروت بشأن الهجوم، قيل: "مجزرة إسرائيل غيرت قواعد اللعبة". وأشار البيان إلى أن إسرائيل استهدفت المناطق السكنية بناءً على مزاعم غير صحيحة، معبراً عن أن التوتر قد زاد بشكل خطير وأنه يجب معاقبة إسرائيل بشكل مناسب.

"إدارة واشنطن شريكة في الهجوم"

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان مكتوب حول الهجمات الإسرائيلية، إنهم يدينون الهجوم بشدة، مشيراً إلى أن إسرائيل نفذت الهجوم باستخدام قنابل أمريكية وأن الولايات المتحدة شريكة في جريمة إسرائيل. وأضاف كنعاني: "تواصل إسرائيل مجازرها في غزة في لبنان، وترتكب جرائم حرب في لبنان. إدارة واشنطن أيضاً شريكة في هذا الهجوم الذي تم باستخدام القنابل الأمريكية". وأكد كنعاني أن "اقتراحات الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بشأن محادثات وقف إطلاق النار ليست سوى خدعة تهدف إلى كسب الوقت. إن مجازر نظام إسرائيل في غزة ولبنان ناتجة عن صمت المجتمع الدولي. نحن كإيران نقف إلى جانب الشعب اللبناني ودولته ومقاومته".

"يجب أن يعرف حزب الله أننا سنكون معهم حتى النهاية في ساحة المعركة"

قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في بيان بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت حزب الله: "يجب أن يعرف حزب الله أننا سنكون معهم حتى النهاية في ساحة المعركة".

صور من مدينة حيفا

بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على مقر حزب الله، تم إطلاق سلسلة من الصواريخ من جنوب لبنان إلى شمال إسرائيل. وتم تصوير الصواريخ أثناء إطلاقها من مدينة حيفا، حيث تم تدمير جزء من الصواريخ بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية".

من هو حسن نصر الله؟

وُلد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في 31 أغسطس 1960 في العاصمة بيروت. وُلد نصر الله في منطقة برج حمود شمال شرق بيروت، حيث جاء والده، الذي كان يسكن مدينة صور في جنوب البلاد، للبحث عن عمل. في عام 1975، عندما بدأت الحرب الأهلية في لبنان، كان نصر الله في الخامسة عشرة من عمره، وعاد مع عائلته إلى قريته البازورية التابعة لمدينة صور، وانضم هناك إلى حركة أمل الشيعية.

تلقى نصر الله تعليمه الديني في المدارس المعروفة بـ "الحوزة" في العراق وإيران، ثم عاد إلى لبنان ودرس في المدرسة التي أسسها عباس الموسوي، زعيم حركة أمل. بعد احتلال إسرائيل للبنان في عام 1982، انضم إلى منظمة حزب الله. بعد مقتل عباس الموسوي على يد إسرائيل في عام 1992، تم انتخابه أميناً عاماً لحزب الله في 12 فبراير 1992. خلال حرب إسرائيل - لبنان، تم تدمير المكتب الذي زاره نصر الله قبل ساعات من قصفه من قبل إسرائيل في 14 يوليو 2006، لكنه نجا.

دور نصر الله في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر 22 عاماً في عام 2000، وكذلك دوره في حرب يوليو 2006 ضد إسرائيل، أكسبه مكانة كبيرة، حيث اعتبره العديد من دول الشرق الأوسط بطلاً. كما لعب نصر الله دوراً مهماً في إبرام اتفاق تبادل لإعادة الأسرى اللبنانيين والعرب وجثث المقاومين الذين احتجزتهم إسرائيل. كانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية من العوامل التي أكسبته شعبية في العالم العربي والإسلامي، حيث لاقت خطبه صدى واسعاً واهتماماً.

ومع ذلك، بعد تدخل حزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد في قمع الثورة السورية التي اندلعت في عام 2011، فقد نصر الله جزءاً كبيراً من شعبيته. شارك حزب الله، مع حركات مسلحة أخرى مدعومة من إيران، في الحرب التي بدأها نظام الأسد ضد الثوار في سوريا، مما أسهم في ارتكاب مجازر في العديد من المدن والبلدات السورية، مما أدى إلى تهجير ملايين السوريين. وقد أدى ذلك إلى توجيه انتقادات شديدة لحزب الله وإدارته، وخاصة لنصر الله.

عاد اسم نصر الله إلى الواجهة بعد أن شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، هجوماً شاملاً على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بدعوى "الرد على الانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين، وخاصة ضد المسجد الأقصى". وأعلن نصر الله عن فتح جبهة ضد إسرائيل في جنوب لبنان لدعم المقاومة الفلسطينية، وأكد في العديد من خطاباته أن هذه الجبهة لن تهدأ حتى تنتهي الحرب في غزة.