Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 26/04/2024 02:06 
News  > 

انضمام "آيزنكوت" للسياسة قد لا يحدث فرقا كبيرا بالخارطة الحزبية

15.08.2022 14:12

على مدى أسابيع، أثار القرار الذي سيتخذه قائد الجيش الإسرائيلي السابق، آيزنكوت، اهتمام الكثير من الإسرائيليين، ولكن بعد ساعات بعد قراره وجد الإسرائيليون أنفسهم أمام المعضلة ذاتها.

القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول

درس الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت لأشهر، خياراته بالانضمام إلى حزب سياسي.

ولكنّ بعد اتخاذه قراره، تبين أنه قد لا يحدث فرقا كبيرا في الساحة الحزبية الإسرائيلية.

ومع اقتراب الانتخابات العامة الإسرائيلية في 1 نوفمبر/تشرين الثاني، تُوجه الأنظار إلى 3 شخصيات محتملة لتشكيل الحكومة القادمة، وهم: رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة الانتقالية الحالي وزعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، ووزير الدفاع وزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس.

واختار آيزنكوت الانضمام الى قائمة برئاسة غانتس، سماها هو "المعسكر الوطني" ويحتل فيها المرتبة الثالثة بعد غانتس وزعيم حزب "أمل جديد" جدعون ساعر.

وبانضمامه إلى القائمة الجديدة، فإن الأنظار تُوجّه إلى قدرتها على منافسة قائمة نتنياهو في الانتخابات القادمة.

ولكنّ النتائج تبدو متواضعة جدا، بحسب استطلاعات للرأي العام نشرتها محطات التلفزة الإسرائيلية مساء الأحد.

وبحسب بعض الاستطلاعات فإن انضمام آيزنكوت يرفع مجموع مقاعد "أزرق أبيض" و"أمل جديد" بمقعدين، فيما قالت استطلاعات أخرى إن انضمامه لن يؤدي إلى أي زيادة إيجابية في عدد الأصوات.

وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي، الإثنين: "لم يكن للدخول الذي طال انتظاره إلى المجال السياسي لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت يوم الأحد، أي تأثير ملحوظ على الناخبين".

وأضاف: "أظهرت استطلاعات الرأي على القنوات 12 و13 وقناة كان، أن تحالف الوحدة الوطنية حصل في أفضل الأحوال على مقعدين، أو ربما لا شيء على الإطلاق".

وتابع: "ظل السيناريو الأكثر ترجيحًا هو الجمود بعد انتخابات 1 نوفمبر/تشرين الثاني، مع عدم حصول أي من الكتل البرلمانية على مقاعد كافية لأغلبية واضحة لتشكيل حكومة".

فقناة كان، توقّعت حصول "المعسكر الوطني" على 14 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120، فيما توقّعت القناة 12 حصوله على 12 مقعدا، أي بدون تغيير على ما كانت الاستطلاعات تشير إلى حصول "أزرق أبيض" و"أمل جديد" عليه.

وعلى مدى أسابيع، أثار القرار الذي سيتخذه آيزنكوت اهتمام الكثير من الإسرائيليين، ولكن بعد ساعات بعد قراره وجد الإسرائيليون أنفسهم أمام المعضلة ذاتها.

فالكتلة التي يقودها رئيس الوزراء السابق نتنياهو ما زالت تتصدر بحصولها على 59 مقعدا بالكنيست القادم، وهو أقل بمقعدين عن المطلوب لتشكيل حكومة.

وبالمقابل، فإن كل الأحزاب المعارضة لنتنياهو، بما فيها القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس التي تحصل على 4 إلى 5 مقاعد، تحصل على 55 مقعدا، فيما أن القائمة المشتركة، وهي تحالف 3 أحزاب عربية، تحصل على 6 مقاعد لكنها ترفض دعم أي طرف.

والانتخابات القادمة في إسرائيل هي الخامسة في غضون أقل من 4 سنوات وما لم تُفضِ إلى تشكيل حكومة، فإنه قد يتعين على الإسرائيليين التوجه مجددا إلى انتخابات سادسة.

وكانت عدة أحزاب قد توددت الى آيزنكوت ومن بينها حزب "العمل"، وأيضا حزب "هناك مستقبل"، برئاسة رئيس الحكومة الانتقالية يائير لابيد.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، واسعة الانتشار، الإثنين: "في الأيام الأخيرة، التقى رئيسا الأركان السابقين (غانتس وآيزنكوت) مرتين، وبينهما التقى آيزنكوت مرة أخرى مع لابيد، لكنه لم يقدم له أي مطالب مما يشير إلى أنه قرر بالفعل الانضمام إلى غانتس".

وأضافت إن آيزنكوت: "وضع ثلاثة شروط مسبقًا لأي حزب يريد إضافته: أن يكون حزبًا حاكمًا، وأن يكون لديه القدرة على تشكيل الحكومة، وأن يكون لديه إطارًا ديمقراطيًا مع انتخابات تمهيدية منظمة".

وقد وافق غانتس وساعر على جميع مطالبه.

وآيزنكوت، المولود في طبريا (شمال) في العام 1960 لعائلة يهودية مهاجرة من المغرب، كان حتى ما قبل توليه رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي في فبراير/شباط 2015، تحت قيادة غانتس الذي كان أيضا قائدا للجيش.

ولربما ساهم هذا في قراره، ولكنهما أيضا، بخلاف القيادي السابق في حزب "الليكود" ساعر، لا يتشددان بالموقف حيال فرص تشكيل حكومة مع نتنياهو.

ونتنياهو، هو الذي أعلن في نهاية العام 2014 اختيار آيزنكوت لمنصب رئيس الأركان، الذي بقي فيه حتى يناير/كانون الثاني 2019.

وفي هذا الصدد، فقد تجنب آيزنكوت، في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد، توجيه الانتقادات الحادة الى نتنياهو.

وقال: "أريد فقط أن أتخذ موقفًا مبدئيًا، مفاده أن الموظف العام، بغض النظر عن المنصب الذي يشغله، لا يمكنه الترشح لمنصب أثناء توجيه الاتهام إليه، هذه ليست المعايير التي نريد أن نراها في ديمقراطية تحترم القانون".

ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد، لطالما نفاها، ومع ذلك فإن القانون الإسرائيلي لا يمنعه من تشكيل حكومة طالما لم تتم إدانته من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية.

غير أن آيزنكوت سيجد صعوبة في التعايش مع المواقف السياسية من القضية الفلسطينية لقادة اليمين المتشدد في حزبه الجديد، مثل جدعون ساعر ووزير البناء والإسكان زئيف إلكين، والقيادي السابق في حزب "يمينا" ماتان كاهانا الذي سيحتل المرتبة التاسع في الكتلة الجديدة.

وقالت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "توصل ساعر، اليميني، وآيزنكوت، الذي يدعم الانفصال (عن الفلسطينيين)، إلى صيغة تتحدث عن منع قيام دولة ثنائية القومية، بما في ذلك تفضيل الخطوات المطلوبة لمنع ذلك"، دون مزيد من التفاصيل.

ولا يؤيد آيزنكوت علنا إقامة دولة فلسطينية، ولكنه يدعو إلى منع واقع يؤدي إلى دولة ثنائية القومية.

ويحذر خبراء من أن استمرار إسرائيل في رفض "حل الدولتين" سيؤدي في النهاية إلي نشوء دولة ثنائية القومية تضم اليهود والعرب.

وقال آيزنكوت في مؤتمره الصحفي، مساء الأحد: "إسرائيل متورطة في أزمة سياسية وعدم استقرار سياسي استمرت لسنوات وتسببت في حدوث شرخ في المجتمع، ولم أستطع الجلوس جانبا وقررت الانضمام إلى تحالف سيكون أساس حكومة واسعة ومستقرة".

وأضاف: "يجب أن نعمل على نزع فتيل التهديدات من إيران ووكلائها، ومنع نشوء دولة ثنائية القومية في المستقبل، الأمر الذي سيعرض للخطر، الجهد الصهيوني بأكمله والسعي لتحقيق السلام مع جيراننا بدافع القوة".

ويقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل في مقال، الإثنين: "القرار المتأخر الذي اتخذه الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بالقفز إلى المياه السياسية، هو بشرى سارة".

ولكنه استدرك: "من المشكوك فيه أن يتمكن آيزنكوت بمفرده من قلب الموازين لصالح المعسكر المعارض لرئيس الليكود بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة، أو حتى تحويل العديد من الأصوات داخل المعسكر من حزب (هناك مستقبل)، إلى (المعسكر الوطني) الذي انضم إليه والمكون من حزبَي أزرق أبيض، وأمل جديد".

وأضاف: لكن هناك قيمة في حقيقة أن شخصًا متمرسًا وموهوبًا وحَسن النية مثله، يقرر الدخول في السياسة؛ وهو يفعل ذلك وهو يعلم أن ذلك سيكلفه التشهير، وبدون تأكيدات على أن القضية برمتها لن تنتهي بالحزن، بالنسبة له ولشركائه الجدد".

وليس آيزنكوت أول رئيس أركان سابق يدخل المعترك السياسي، إذ سبقه الى ذلك غالبية رؤساء الأركان السابقين بمن فيهم بيني غانتس، الذي يرأس الكتلة التي انضم إليها آيزنكوت.

وقال هارئيل: "على عكس بعض الجنرالات الذين انضموا إلى السياسة في الماضي، لم يقتصر الأمر على التفكير والتردد لفترة طويلة ربما، بل قرر بوعي عدم قيادة حزب، مفضلاً دورًا ثانويًا يتعلم منه المجال السياسي".

وأضاف: "قد نفترض أنه في غياب الكاريزما المُبهرة (لآيزنكوت)، من غير المتوقع أن يكتسح رئيس الجيش الإسرائيلي الأسبق حشودًا كبيرة من الأتباع". -



 
Latest News





 
 
Top News