Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 20/04/2024 04:10 
News  > 

أوجاع الحرب لم تمنع معوقة فلسطينية من تحقيق طموحها

أوجاع الحرب لم تمنع معوقة فلسطينية من تحقيق طموحها

12.08.2022 11:27

أُصيبت الشابة أسماء أبو طير (34 عاما)، بشظايا صاروخ إسرائيلي استهدف منزلها خلال حرب 2014، ما تسبب ببتر قدمها اليُسرى، وتهتّك قدمها اليُمنى بشكل شبه كامل ما زالت أبو طير تعاني من تداعيات هذه الإصابة خاصة الآلام الشديدة التي تطرق جسدها بين فترة وأُخرى الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت أبو طير للعمل...

نور أبو عيشة/ الأناضول

لم تستسلم الشابة الفلسطينية أسماء أبو طير، للظروف الصحيّة القاسية التي ألمّت بها، منذ أن فقدت قدمها إثر إصابتها بشظايا صاروخ، استهدف منزلها خلال حرب إسرائيل على قطاع غزة عام 2014.

ورغم توصيات الأطباء بضرورة توفير الراحة التامة لأبو طير، التي تعاني منذ أكثر من 8 سنوات من بتر في قدمها اليُسرى (فوق الركبة)، مع تهتّك شبه كامل في قدمها اليُمنى، إلا أنها تُصر على العمل.

منذ سنوات، عملت أبو طير، وهي أمّ لثلاثة أطفال، في عدد من المهن، إلى أن استقرت على تصميم وخياطة الملابس، كونها لا تتطلب الوقوف لساعات طويلة.

دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عائلة أبو طير، الشابة أسماء، إلى العمل لتوفير العلاج اللازم لتسكين آلامها فضلا عن حاجات أسرتها.

وبالعادة، يتقاضى مصابو الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، الذين يعانون من إصابات دائمة، رواتب من السلطة الفلسطينية، إلا أن الأخيرة امتنعت عن توفير هذه الرواتب لمصابي قطاع غزة منذ عام 2014، بحسب اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى.

ولم تتقاضَ الشابة أبو طير، منذ إصاباتها أي راتب، كما لا يتوفر لدى عائلتها أي مصدر دخل غير عملها في مشغل الخياطة، حيث يعمل زوجها عاملا بنظام اليومية، كما قالت لوكالة الأناضول.

وتحاصر إسرائيل، منذ يونيو/ حزيران 2007، قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني مواطن، يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية.

وبحسب تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، في مايو/ أيار الماضي، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 47 بالمئة.

**لحظة الإصابة

خلال الشهر الماضي، مرّت الذكرى السنوية الثامنة، على إصابة الشابة أبو طير، في 23 يوليو/ تموز لعام 2014، حينما تعرّض منزلها في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، لاستهداف من الطائرات الحربية آنذاك.

هذا الاستهداف تسبب بإصابة أبو طير، واثنتان من شقيقاتها، كما أودى بحياة سيدة من أقرباء زوجها وطفلة أيضا.

أمضت أبو طير، إثر إصابتها، 5 أيام داخل العناية المشددّة، في مستشفى حكومي بغزة، ليتم نقلها مباشرة إلى الأردن لاستكمال العلاج.

استغرقت رحلة العلاج في الأردن، بحسب أبو طير، نحو 11 شهرا، خضعت خلالهم لـ33 عملية جراحية، بينهم عمليتي بتر.

وقالت مستكملة: "كما تم زراعة بلاتين في القدم، وتم إرجاعي بعد ذلك إلى غزة بسبب ضعف في وظائف الكبد نظرا لكثرة العلاجات التي تلقيّتها خلال تلك الفترة".

وأضافت: "عودتي للقطاع كانت لأخذ فترة نقاهة، ومن ثم العودة لاستكمال العمليات الجراحية، لكن إسرائيل منعت مغادرتي للقطاع، مع عدم ذكر أسباب المنع، وأمضيت نحو عامين في البحث عن طبيب لإجراء العمليات في غزة".

وتذكر أن العمليات المتبقيّة كانت من أجل تهيئة القدم لاستقبال الطرف الصناعي، حيث أمضت نحو 4 سنوات منذ عام 2014 وحتّى عام 2017، على كرسيّ متحرك.

ومع نهاية 2017، حصلت الشابة أبو طير لأول مرّة على طرف صناعي، بعد خضوعها لفترة من العلاج الطبيعي.

**تداعيات مستمرة

8 سنوات مضت على انتهاء الحرب الإسرائيلية، لكن تداعياتها ما زالت تطرق ذاكرة وجسد الشابة أبو طير.

بين الفينة والأُخرى، تتعرض أبو طير للشعور بسريان تيار كهربائي، في القدم المبتورة، لا تهدأ حدّتها إلا باستخدام علاجات مُسكّنة قوية.

كما تقول إن قدمها اليُمنى "شبه تالفة، إذ تعاني فيها من انزلاق في الكاحل"، حيث تم تثبيت الكاحل بالبلاتين، فضلا عن حروق في الأعصاب والأوتار والشرايين.

وتزيد قائلة: "تم تركيب جهاز تقويم لتخفيف آلام هذه القدم، لو تم رفع هذ الجهاز، لا أقوى على الوقوف أو الحركة".

وتوضح أبو طير أن خضوعها لعملية جراحية لعلاج هذه القدم، قد يعرّضها لخطر البتر، كما قال لها الأطباء، وفق قولها.

وبين الفينة والأخرى، تتعرض أبو طير لآلام شديدة في القدم، يتطلب منها الحصول على العلاج، لكنها تعجز أحيانا عن توفير بسبب الوضع المادي الصعب.

**تحدي وإرادة

دفعت حالة العجز الاقتصادي التي تعاني منها أبو طير، وتحُول دون شراء العلاج الذي تحتاجه، إلى التفكير في مهنة لكسب الرزق.

عام 2019، اتبعت أبو طير، وهي خريجة تخصص الشريعة الإسلامية، وحاصلة على دبلوم "تربية"، شغفها في صناعة الحلويات.

هذه الخطوة جاءت بعد تخليها عن فكرة العمل في مجال تخصصها كمُدرِّسة، وذلك نظرا للمتاعب المرافقة لهذه المهنة، التي لا يمكن لوضعها الصحي أن يتحمّلها.

على مدار 3 سنوات، عملت أبو طير في صناعة الحلويات، محققة نجاحا في ذلك، لكنها تسببت في نهاية المطاف، إلى تدهور وضعها الصحي.

فعادت الشابة إلى الجلوس على الكرسيّ المتحرك، بسبب أوجاع شديدة ألمت بها، جرّاء التعب الذي واجهته خلال هذه المهنة.

لم تستلم أبو طير لهذه الأوجاع، فانتقلت مباشرة إلى تعلّم مهنة تصميم الملابس والخياطة، عبر دورة تدريبية استمرت لمدة 6 أشهر.

بعد هذه الدورة، افتتحت أبو طير مشروعها الخاص للتصميم والخياطة، حيث وفّر لها مركز "إرادة" (يتبع للجامعة الإسلامية)، ماكينات الخياطة اللازمة، مع بعض المستلزمات الأُخرى.

وبذلك، بدأت أبو طير رحلتها الجديدة في كسب الرزق، علّها تنجح في مداواة جروح الحرب، وتوفير مستلزمات أطفالها الصغار، وفق قولها.

إضافة إلى ذلك، فإن الشابة أبو طير توازن بين مسؤوليات عملها داخل مشغل الخياطة، ومنزلها ورعاية أطفالها.

وتشير إلى أن أطفالها وأسرتها يحاولون مراعاة وضعها الصحي، من خلال مساعدتها في أعمال المنزل.

وتقول إن هذه الإعاقة لم تغيّر من حياتها، إنما تسببت فقط بزيادة المسؤوليات الواقعة على عاتقها.

وتُوصي أبو طير أصحاب الإعاقة بعدم الاستسلام لظروفهم الصحيّة، ومواصلة الكفاح والنضال من أجل تحقيق الأهداف والطموحات، التي كانوا يرسمونها لحياتهم ما قبل الإعاقة.

كما طالبت المؤسسات الحقوقية الدولية، بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، في أوقات الحروب.

وفي 8 يوليو/ تموز لعام 2014، شنّت إسرائيل حربا على قطاع غزة، استمرت لمدة 51 يوما، وخلّفت أكثر من ألفي قتيل فلسطيني، وأضرارا مادية كبيرة. -



 
Latest News





 
 
Top News