موائد العالم في قلب إسطنبول

محمد شيخ يوسف/ الأناضول

من السمات البارزة التي غالبا ما تلفت الأنظار في مدينة إسطنبول التركية، المطاعم المنتشرة في كلّ أحيائها، مع ما تقدّمه من تنوّع واسعٍ بالمأكولات.

موائد وأطباق من مختلف أنحاء العالم تجد في إسطنبول مكاناً لها، ما يجعل اللقمة الشهية في متناول عشاق تذوّق جميع أنواع الأطعمة، وخاصة ما تتميز به مطاعم المنطقة والدول العربية.

أكسراي ويوسف باشا، بقعةٌ جغرافيةٌ واحدة في قلب إسطنبول، تتجاور فيها المطاعم من مختلف دول العالم، حيث تقدّم ما لذّ وطاب من الأطعمة الشهية، مع البهارات والإضافات الخاصة التي تسبغ عليها هويةً فريدة خاصة بالمنطقة.

كلّ عام، تستقبل تركيا عامّة وإسطنبول خاصة، عدداً هائلاً من السياح، وباستثناء فترة جائحة كورونا، فإن الحركة السياحية الكبيرة تتطلّب تنويعاً بالمطاعم الموجودة، إضافة إلى المطاعم التركية الشهية.

في إسطنبول، تعيش الجالية العربية على تنوّعها إلى جانب الجاليات الأجنبية الأخرى، ممّا يجعل المطابخ تتجاور بما فيها من تشابه وأيضاً اختلافات.

وعلى هذا المنوال.. يتجاور الكباب التركيّ اللذيذ مع الكباب من بقية الأطباق العالمية، وكذا الشاورما التركية والعربية، وغير ذلك من المأكولات الشهية.

أطباق متنوعة في منطقة واحدة

ما أن تطأ قدم الزائر منطقة يوسف باشا وأكسراي، حتى تشم أنفَه روائحُ المأكولات من دول مختلفة، لتتحوّل وجبته الشهية إلى رحلة ينتقل عبرها بين الحضارات والبلدان.

فمِن "إسكندر كباب" التركي إلى "الكباب" الآسيوي و"المندي" اليمني مروراً بـ"الفلافل" الفلسطينية و"الشاكرية" السورية، تتنوع الأطباق وتلتقي الثقافات على مائدة واحدة وسط نكهات تعبق بروائح التوابل الزكية.

المطاعم العربية

من يفضّل المأكولات العربية، له نصيب وافرٌ من ألذ الأطباق في مطاعم هذه المنطقة.

فنظراً لوجود جالية عربية كبيرة في تركيا، إضافةً إلى العدد الكبير من السياح العرب الوافدين في كل المواسم، صار انتشار المطاعم السورية واليمنية والعراقية والمصرية بكثرة في هذه المنطقة أمراً ضرورياً.

المطاعم العربية تختص بأطباق معينة تعكس هويتها، فالمطاعم السورية تقدّم الشاورما والأطعمة الشامية المميزة من أنواع الكباب واللحوم وأطباق أخرى من المعجنات والحلويات المختلفة.

فيما المطاعم اليمينة تختصّ بأطباق المندي التي تلقى قبولاً واسعاً من زائريها بطعمها الشهيّ، إضافة إلى "المظبي" و"المسمن"، و"الشفوت"، و"الهريس"، و"العصيد" حيث تفوح الروائح الزكية في سماء المنطقة.

المطاعم المصرية بدورها تقدّم أطباقاً مميزة مثل الكشري والفول والطعمية والكبدة، ومختلف الأطعمة التي يبحث عنها أبناء الجالية المصرية ومحّبو الأطباق المصريّة.

في حين تقدّم المطاعم الفلسطينية الفلافل وأنواع المأكولات من الحمص والفول والأطعمة المختلفة الأخرى التي تتميز بها، وعلى رأسها "المقلوبة" الفلسطينية الشهيرة.

وكذا المطاعم العراقية التي تقدم الأوزي والبرياني والكباب وأنواعاً مختلفة من الأطعمة العراقية اللذيذة.

مطاعم تركية وأخرى أجنبية

المطاعم التركية مختصة بدورها في تقديم أنواع الكباب المختلفة، ومنها وجبات "الدونر" أو الشاورما التركية المميزة، فضلاً عن أنواع الطبخ المنزلي والسندويتشات على أنواعها وأطباق السمك.

طبق إسكندر كباب المتوفر في جميع الأماكن، يعود أصله لمدينة بورصة القريبة من إسطنبول، وهو مكوّنٌ من لحم الضأن مع صلصة الطماطم الساخنة يقدّم على قطع من الخبز ترشف فوقها الزبدة المذابة مع اللبن.

كما تتوفر المطاعم التي تقدم الأطعمة العائدة إلى مختلف المناطق والولايات التركية، فتحضر غازي عنتاب وأورفا وهاطاي وولايات أخرى بأطعمتها المتميزة في المنطقة.

وللتمتع بطبق غنيّ بالتوابل الآسيوية، فما على الزائر إلا أن يتوجّه إلى مطاعم "الأويغور"، وهم من الأقلية المسلمة التي تقطن إقليم تركستان الشرقية غربيّ الصين.

وتتشكل أطباق مطاعم "الأويغور" من لحم الماعز والمعجنات، مع إضافة أنواع محددة من البهارات، ولعل أبرز الأطباق، "اللغمان"، و"المانطي"، وأنواع خاصة من النودلز.

كما يقدّّم مطعم أذربيجاني الأطعمة الخاصة ببلاده، وأبرزها أنواع مختلفة من الكباب مثل خان كباب، إلى جانب السلطات والمقبلات الخاصة.

الحلويات العربية والتركية

لا يمكن الحديث عن الأطعمة في إسطنبول، دون التطرق إلى الحلويات.

فأينما توجه الزائر في المنطقة، سيقابل محلات الحلويات المميزة العربية منها والتركية، حيث تتجاور وتتنافس في تقديم ما لذ وطاب من حلويات شهية تشدّ المارّة.

فالحلويات التركية وأبرزها البقلاوة بأنواعها حاضرة في منطقة أكسراي ويوسف باشا، فضلاً عن بقية الحلويات مثل الكنافة.

وإلى جانبها نجد الحلويات العربية متوفرة في المنطقة لمحبيها على اختلاف أنواعها وأشكالها.

البقالات العربية

تنوّع الجاليات في المنطقة استتبع إنشاء بقالات متخصصة بأصناف تعود للبلدان المختلفة، منها بقالات سورية ومصرية ويمنية وعراقية إلى جانب البقالات التركية.

هذه المحال تؤمّن احتياجات المواطنين والمقيمين من الأنواع المختلفة من البضائع التي اعتادوا على استهلاكها في بلدانهم، مثل الخبز اللبناني، أو الشاي العراقي والقهوة الشامية. -