Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 19/04/2024 05:55 
News  > 

شيرين أبو عاقلة... القصة الكاملة

05.07.2022 15:12

كان الفلسطينيون يأملون أن تدين واشنطن إسرائيل بشكل واضح بقتل "أبو عاقلة" التي تحمل الجنسية الأمريكية، ولهذا قرروا تسليمها الرصاصة التي تسببت في مقتلها لإجراء تحقيق جنائي مستقل، وهو ما لم يتحقق.

قيس أبو سمرة/ الأناضول

بعد مرور أكثر من 50 يوما، على مقتل الصحفية "الفلسطينية الأمريكية"، شيرين أبو عاقلة، يشعر الفلسطينيون بالمرارة وخيبة الأمل، من عدم "تحقيق العدالة".

وفاقم من هذا الشعور، نتائج التحقيق الأمريكي، الذي أُعلن يوم الإثنين، وجاء فيه أنه لا يستطيع تحديد الجهة التي أطلقت الرصاصة التي تسببت في مقتلها.

وكان الفلسطينيون يأملون أن تدين واشنطن إسرائيل بشكل واضح بقتل "أبو عاقلة" التي تحمل الجنسية الأمريكية، ولهذا قرروا تسليمها الرصاصة التي تسببت في مقتلها، وهو ما لم يتحقق.

وقُتلت أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة القطرية، في 11 مايو/أيار 2022، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أصيبت برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها اقتحام للجيش الإسرائيلي بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.

وآنذاك، سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى اتهام مسلحين فلسطينيين بالمسؤولية عن قتلها، عبر تسويق مقطع فيديو يظهر مسلحين يطلقون النار على هدف غير واضح.

ولاحقا، تراجعت إسرائيل عن موقفها السابق، وقالت إنها لا تستطيع الجزم بمصدر إطلاق النار.

لكنّ إسرائيل استمرت بالتنصل من مسؤوليتها عن الحادث.

وطالبت إسرائيل، الفلسطينيين بتسليمها الرصاصة التي تسببت بمقتل أبو عاقلة لإجراء فحص جنائي عليها.

لكنّ الفلسطينيين رفضوا ذلك، وقالوا إنهم لا يثقون بإسرائيل، وطالبوا بتحقيق دولي مستقل.

وأعلنت النيابة الفلسطينية، يوم 26 مايو الماضي، نتائج تحقيقاتها، والتي خلصت إلى أن أبو عاقلة قتلت برصاص قناص إسرائيلي "دون تحذير مسبق".

وقالت النيابة آنذاك، إن "قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تحظى برؤية واضحة ومباشرة لموقع وجود الصحفيين في جنين بالضفة الغربية".

**الجزيرة تحيل الملف للجنائية الدولية

وفي 26 مايو أعلنت شبكة "الجزيرة" القطرية، عن اتخاذها قرارا بإحالة ملف "جريمة اغتيال (أبو عاقلة) إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية".

وقالت الشبكة في بيان نشرته عبر منصاتها الإلكترونية: "شكلنا تحالفا قانونيا دوليا يضم فريقنا القانوني وخبراء دوليين لإعداد ملف كامل لتقديمه للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية".

**عودة الأضواء للملف من جديد

وعادت قضية أبو عاقلة إلى السطح، عقب تصاعد المطالبات داخل الولايات المتحدة، وفي أروقة الأمم المتحدة، بإجراء تحقيق "مستقل" في ظروف مقتلها.

وفي 24 يونيو/حزيران الماضي، دعا 24 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الرئيس جو بايدن إلى ضمان المشاركة المباشرة للولايات المتحدة، في التحقيق في مقتل أبو عاقلة.

كما اتهمت الأمم المتحدة، في 24 يونيو، إسرائيل صراحة بقتل أبو عاقلة، حيث أعلن مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أن المعلومات التي جمعها في تحقيق مستقل تظهر أن الرصاصة التي قتلتها "أطلقتها القوات الإسرائيلية".

وقالت متحدثة المكتب رافينا شمداساني، إن "المعلومات التي جمعناها من الجيش الاسرائيلي والنائب العام الفلسطيني، تتوافق مع نتيجة أن الطلقات التي قتلت أبو عاقلة وأصابت زميلها علي السمودي جاءت من القوات الإسرائيلية، وليس من إطلاق نار عشوائي من قبل مسلحين فلسطينيين، كما زعمت السلطات الاسرائيلية".

ورفضت إسرائيل، الاتهام الأممي، وقالت إنه منحاز.

وفي 28 يونيو، جدد مسؤولون دوليون، إدانتهم لمقتل أبو عاقلة، حيث طالب المنسق الأممي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بإجراء تحقيق "مستقل وشفاف".

وقال خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بشأن الحالة في الشرق الأوسط "أشعر بالجزع جراء مقتل شيرين أبو عاقلة".

وشدد وينسلاند على رفضه تصرفات القوات الإسرائيلية خلال جنازة أبو عاقلة (اعتدت على مشيعي الجنازة)، مؤكدا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن اغتيالها عقب إجراء تحقيق مستقل وشفاف يكشف عن تفاصيل ما حدث.

بدوره، ندد نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، مجددا بحادث اغتيال شيرين أبو عاقلة، دون تحميل إسرائيل المسؤولية.

وأدان خلال جلسة مجلس الأمن، مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، كاشفا عن شعوره بالقلق إزاء ظروف اغتيالها.

وفي السياق، حث السفير نيكولاس دي ريفيير، مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، إسرائيل على فتح تحقيق جنائي بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة ونشر نتائجه لضمان المساءلة.

وكانت مؤسسات صحفية أمريكية رائدة، مثل قناة "CNN"، ووكالة "أسوشيتد برس"، وصحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، قد نشرت تحقيقات خاصة أجرتها، وخلصت إلى أن أبو عاقلة قُتلت برصاص إسرائيلي.

كما أجرت قناة "الجزيرة" تحقيقا توصل إلى النتيجة ذاتها.

**فلسطين توافق على نقل الرصاصة لواشنطن

في تطور مهم، أعلنت السلطة الفلسطينية، في 2 يوليو/تموز الجاري موافقتها على إجراء الولايات المتحدة فحصا جنائيا على الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة.

جاء ذلك على لسان النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب، في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية، قال فيها "وافقنا على قيام الجانب الأمريكي بإجراء فحص جنائي للرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة".

وفي 3 يوليو، قال وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة، إن السلطات الفلسطينية سلّمت الولايات المتحدة الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، لإجراء فحص جنائي عليها، وتم إعادتها لاحقا بعد انتهاء الفحص.

وفي ذات اليوم، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف، لإذاعة الجيش، أن الإسرائيليين سيفحصون بحضور أمريكي الرصاصة التي قتلت الصحفية أبو عاقلة.

**الولايات المتحدة: لم نصل لنتائج

ويوم الإثنين (4 يوليو) أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن نتائج التحقيق الذي أجرى على الرصاصة التي أدت إلى مقتل "أبو عاقلة"، لم يسفر عن نتائج حول الجهة التي تسببت بمقتلها.

وقال نيد برايس، المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريح مكتوب وصلت نسخة منه للأناضول: "بعد تحليل جنائي مفصل للغاية، لم يتمكن فاحصو الطرف الثالث المستقلون، كجزء من عملية أشرف عليها منسق الأمن الأمريكي، من التوصل إلى نتيجة نهائية فيما يتعلق بأصل الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة".

وأضاف: "قرر خبراء المقذوفات أن الرصاصة أصيبت بأضرار بالغة، مما حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة".

ورغم عدم التوصل لنتائج واضحة، إلى أن برايس قال إن تلخيص كلا التحقيقين اللذين أجرتهما إسرائيل والسلطة الفلسطينية، جعل مجلس الأمن الأمريكي يخلُص إلى أن إطلاق النار من مواقع الجيش الإسرائيلي "كان مسؤولاً على الأرجح عن مقتل شيرين أبو عاقلة".

لكنه استدرك قائلا: "لم يجد مجلس الأمن الأمريكي أي سبب للاعتقاد بأن هذا كان متعمدًا".

وأضاف: "لكن (الحادث جاء) نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية بقيادة الجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في 11 مايو/أيار 2022 في جنين، والتي أعقبت سلسلة من الهجمات الإرهابية في إسرائيل".

وقال المتحدث الأمريكي: "تقدر الولايات المتحدة وتواصل تشجيع التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه الحالة المهمة، سوف نظل منخرطين مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الخطوات التالية ونحث على المساءلة".

**رفض فلسطيني

ورفضت فلسطين، نتائج التحقيق الأمريكي.

ودعا الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في رد على التقرير الأمريكي، واشنطن إلى تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل "أبو عاقلة"، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (حكومية).

وقال أبو ردينة: "لن نقبل بأي حال من الأحوال التلاعب بنتيجة التحقيق الفلسطينية، وسنتابع قضية اغتيالها في المحاكم الدولية، خاصة أمام المحكمة الجنائية (مقرها في لاهاي بهولندا)، باعتبار أن إسرائيل هي المسؤولة عن قتلها، وعليها أن تتحمل النتائج".

وحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن مقتل الصحفية (أبو عاقلة)"، معربا عن أسفه "لتنصل الحكومة الإسرائيلية من تحمل مسؤولياتها".

ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى "الحفاظ على مصداقيتها، وأن تُحمّل إسرائيل المسؤولية كاملة عن جريمة قتل الشهيدة أبو عاقلة، لأن الوقائع الفلسطينية والدولية تؤكد مسؤولية الجيش الإسرائيلي بدون أدنى شك".

بدورها أعربت النيابة العامة الفلسطينية، عن استغرابها ما ورد في البيان الأمريكي.

وقالت في بيان "بخصوص ما صرّح به الجانب الأمريكي (..) فإن النيابة العامة تؤكد عدم صحة ذلك وتستغرب ما ورد في البيان".

وقالت إن التقارير الفنية الموجودة لديها "تؤكد أن الحالة التي عليها المقذوف الناري قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم".

وشدّدت أن "استهداف الشهيدة أبو عاقلة، ووفقاً للأدلة والبيانات القاطعة، كان بشكلٍ متعمّد".

وأضافت أنه "من غير المقبول ما ورد من تصريح الجانب الأمريكي بعدم وجود أسباب تشير أن الاستهداف كان متعمّداً".

وذكرت أن الأمريكيين كانوا على اطّلاع بمجمل تحقيقات النيابة العامّة، التي أكدت مسألة التعمّد في القتل".

وفي تغريدة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، على موقع تويتر، قال: "لن نسمح بمحاولات حجب الحقيقة، أو الإشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة".

**ارتياح إسرائيلي

وفي المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين، إن شعور بالارتياح ساد إسرائيل، بعد نشر نتائج التحقيق الأمريكي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إن "نتائج التحقيق توضح أنه لا يمكن تحديد المسؤول عن وفاة الصحفية شيرين أبو عاقلة".

وتعهد لابيد بأن يواصل الجيش الإسرائيلي نشاطاته العملياتية بما في ذلك الضفة الغربية، ضد ناشطين فلسطينيين "حيثما كان ذلك ضرورياً".

وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في مقطع متلفز باللغتين الإنكليزية والعبرية بثه على حسابه بتويتر "مسلحين فلسطينيين يعملون بين السكان المدنيين" قال إنهم تبادلوا إطلاق النار مع الجنود الإسرائيليين خلال الحادثة، المسؤولية عن مقتل أبو عاقلة. -



 
Latest News





 
 
Top News