Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 25/04/2024 17:10 
News  > 

عودة علاقات حماس والنظام السوري.. الدوافع والتداعيات

05.07.2022 13:12

الشوبكي: التقارب جاء بعد يقين حماس بعدم وجود بديل يقدم لها الاحتضان والدعم الكامل يوسف: تداعيات سلبية للخطوة رغم المكتسبات الاستراتيجية التي قد تجنيها الحركة محيسن: سوريا تريد أن تصدّر نفسها كداعم "للنضال الفلسطيني" الدجني: حماس تحسم خياراتها بالتموضع مع "محور المقاومة" لمواجهة محاور وأحلاف...

نور أبو عيشة/ الأناضول

يرى مراقبون أن سعي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لاستعادة العلاقات مع النظام السوري يأتي في إطار حاجتها إلى تقوية وتعزيز تحالفاتها الإقليمية في مواجهة التحديات التي تواجهها بالمنطقة.

ورغم الفوائد التي قد تعود على الحركة من وراء استعادة العلاقات، أشار مراقبون إلى وجود العديد من التداعيات السلبية التي قد تلحق بها وخاصة على صعيد "حاضنتها الشعبية وعمقها العربي".

وكان القيادي في "حماس" خليل الحية، قد أكد في 28 يونيو/حزيران الماضي صحة الأنباء التي تحدثت عن قرار الحركة سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام السوري.

وقال الحية في حوار لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، ردا على سؤال حول طبيعة العلاقات الحالية مع النظام السوري إن مؤسسات الحركة "أقرت السعي لاستعادة العلاقة مع دمشق"، دون تفاصيل إضافية.

وسبق لمصدر فلسطيني أن كشف للأناضول في 21 يونيو، أن حركة "حماس" والنظام السوري يستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بعد قطيعة استمرت 10 أعوام.

وقُطعت العلاقات بين "حماس" ونظام بشار الأسد في عام 2012، إثر اندلاع الثورة السورية.

ويقول بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، إن حركة حماس تسعى لاستعادة علاقتها مع النظام السوري "بعد يقينها بعدم وجود بديل يقدم لها الاحتضان والدعم الكامل".

كما أعرب عن اعتقاده في حديث خاص لوكالة الأناضول، بوجود ضغط إيراني على "حماس"، نحو استعادة العلاقة مع النظام السوري.

وحول التداعيات السلبية لتقارب حماس وسوريا، أشار الشوبكي إلى "استياء الحاضنة الشعبية التقليدية (الفلسطينية والعربية) للحركة".

وقال بهذا الصدد: "الانتقادات الشعبية الحالية هي أحد التداعيات السلبية لعودة العلاقة، كونهم يعتبرون أن النظام السوري مارس جرائم بحق الشعبين السوري والفلسطيني هناك، ومقاطعته خطوة أخلاقية بعيدا عن السياسة".

وأردف: "القاعدة الجماهيرية لحماس قد تُبدي استياءً من هذه الخطوة، وهو ما قد يتسبب بنوع من العزلة للحركة، فترميم علاقتها مع دمشق يعد انزلاقة خطيرة رغم تفهم الأسباب التي دفعتها لذلك".

بدوره، يتفق أيمن يوسف، أستاذ العلوم السياسية وحل النزاعات في الجامعة العربية الأمريكية، شمالي الضفة الغربية، مع الشوبكي، حول دوافع حماس، نحو استعادة العلاقات.

وقال يوسف لوكالة الأناضول: "التحالفات الإقليمية وحالة الاستقطابات الدولية في المنطقة، دفعت حركة حماس لإعادة حساباتها حول علاقتها مع النظام السوري".

لكنّ يوسف يرى أن لهذه العلاقة تداعيات سلبية، "رغم المكتسبات الاستراتيجية التي قد تجنيها الحركة من هذه الخطوة".

وقال يوسف: "حماس تُرمم علاقتها مع نظام ديكتاتوري، قاطعته سابقا بسبب ديكتاتوريته، واليوم غيّرت موقفها بسبب التحالفات الإقليمية".

ويعتقد يوسف أن هذه العلاقة من شأنها أن "تُلقي بآثارها السلبية على القضية الفلسطينية برمتها"، حيث ستزيد من حدة الانقسام داخل الساحة الفلسطينية.

وأضاف: "حركة حماس موجودة ضمن تحالف إيراني، والسلطة (الفلسطينية) وحركة فتح (بزعامة الرئيس محمود عباس) موجودان ضمن التحالف المناقض له (السعودي)".

كما يرى يوسف أن حركة "حماس"، بسبب ترميم علاقتها مع سوريا "ستخسر جزءا من قاعدتها الشعبية المناهضة للنظام السوري".

ويشير إلى أن وجود حماس ضمن التحالف الإيراني، "ليس خيارا إجباريا، بقدر ما هو تعبير عن الواقعية السياسية".

واستكمل قائلا: "على المدى القريب يمكن لحماس النجاح في زيادة التأثير البراغماتي الواقعي داخل أروقتها، لكن على المدى البعيد سيكون لهذه الخطوة انعكاسات سلبية واضحة".

** الدوافع السورية

وعن دوافع سوريا نحو استعادة العلاقات مع حماس، يرى المحلل السياسي، تيسير محيسن، من غزة، أن دمشق ترغب في عودة "احتضان فصائل المقاومة وفي مقدمتها حماس".

وأضاف محيسن في تصريح لوكالة الأناضول: "سوريا تريد أن تصدّر نفسها كداعم لهذا النضال".

وأردف: "غياب سوريا عن المشهد النضالي الفلسطيني يرسم حالة من النقص – إن جاز التعبير - في موقفه السياسي، ويطعن في كثير من المساحات التي كان يحتلّها تاريخيا في السابق".

ويشير إلى أن حركة حماس، بذلت خلال السنوات الماضية، "جهودا حثيثة وجادة لجسر الهوّة مع النظام السوري".

ورأى أن تدخّل بعض الأطراف التي لها ثقل في سوريا، كحزب الله اللبناني وإيران، نجح في استعادة التقارب بين الجانبين.

ويعتبر محيسن أن اتخاذ حماس هذا القرار يمثل "حالة من النضوج التي تقرأها حماس في البيئة الواقعية، نتيجة لعدة اعتبارات، من ضمنها القيادة الجديدة للحركة".

وبيّن أن الحركة سعت لاستعادة هذه العلاقة من أجل "استثمار الواقع السياسي والجغرافي الذي تحتّله سوريا، لصالح القضية الفلسطينية".

وساعد "حماس" في استعادة علاقتها، وفق محيسن، المتغيرات التي حصلت على "واقع النظام السوري وحالة الاستقرار النسبي في الأوضاع هناك".

** حماس تحسم موقفها

ويقول محيسن إن حماس، مع استعادة علاقاتها مع سوريا، تحسم خياراتها في الاصطفاف مع المحور الإيراني، في ظل تشكّل محاور وأحلاف أخرى في المنطقة.

وقال بهذا الخصوص: "إنشاء التحالفات في المنطقة، يفرض على حركات المقاومة، ومجمل الفصائل بألا يكونوا خارج هذا السياق".

وأشار إلى أن المحور الإيراني الذي يضم سوريا وحزب الله وفصائل عراقية ويمنية وحركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، يأتي مقابل تحالفات باتت تشكل في المنطقة وتضم إسرائيل.

وفي نهاية مارس/ آذار الماضي، أعلن وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومصر والإمارات والبحرين والمغرب، إقامة "منتدى دائم" لتعزيز العلاقات بين دولهم.

كما أعلن ملك الأردن عبدالله الثاني في 24 يونيو الماضي في مقابلة لقناة "سي إن بي سي"، أنه يدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على أن "يتم ذلك مع الدول التي لديها نفس التفكير".

** المحاور والأحلاف

ويتفق المحلل السياسي حسام الدجني، مع سابقيه في أن "إعادة تموضع دول الإقليم وإحياءهم لسياسة المحاور والأحلاف"، دفع حماس لاتخاذ خطوة التقارب مع سوريا.

وقال الدجني لوكالة الأناضول: "حماس كحركة تحرر وطني، الأصل أن تتموضع في المنطقة ضمن محاور وأحلاف، وهذا يتجسد بمحور المقاومة".

ويوضح أن هذا التموضع الذي اضطرت الحركة لأن تحسم خياراتها باتجاهه كان "إجباريا"، سيما في ظل حظر بعض الدول العربية للحركة.

ولفت إلى أن حسم "حماس" خياراتها باتجاه تموضعها مع هذا المحور، يأتي في ظل "عدم وجود بدائل كافية لمد الحركة بالمال والسلاح كحركة تحرر وطني".

واستكمل قائلا: "في ظل تضييق الخناق على حماس من قبل بعض الدول العربية، فإن سوريا أحد أفضل البدائل، التي يمكن لقيادة الحركة نقل ثقلها إلى هناك".

** دوافع وتداعيات

وعن دوافع النظام السوري لرفع الحظر الذي فرضه سابقا على عودة علاقته مع حماس، يرى الدجني أن القرار في دمشق في ظل حالة الاستنزاف التي تعرّضت لها، خلال السنوات الماضية، لم يعد ذاتيا.

وأردف: "هناك اعتقاد بوجود مدخلات في صناعة القرار السوري، وهذه المدخلات متعلّقة بعدة مواقف منها روسيا وإيران وحزب الله".

وأشار إلى أن عودة العلاقة مع النظام السوري، لم يكن خيار حركة حماس لوحدها في المنطقة، إنما سبقتها في ذلك عدد من الدول في ذلك.

وأضاف: "تأتي هذه التحولات ضمن جهود عربية تُبذل لمحاولة إنهاء الأزمة السورية".

ولعودة العلاقة بين الطرفين جملة من التداعيات، منها إيجابية حيث تعتبر سوريا "من دول الطوق لفلسطين وتساعد حماس في إعادة ترتيب أوراقها وتموضعها"، بحسب الدجني.

وأما التداعيات السلبية، بحسب الدجني، فإنها تتمثل بوجود انعكاسات سلبية على علاقة "حماس" مع عمقها الشعبي العربي.

وفي الأشهر الأخيرة، تسارعت وتيرة تطبيع دول عربية مع نظام بشار الأسد، عبر عقد اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري، في ظل تباين المواقف العربية من عودة دمشق إلى الجامعة بين مؤيد ورافض وصامت.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، علّقت الجامعة عضوية سوريا، جراء اعتماد نظام الأسد الخيار العسكري لقمع احتجاجات شعبية اندلعت في مارس/ آذار من العام ذاته، للمطالبة بتداول سلمي للسلطة.

** بحاجة للوقت

من جانبه، يعتقد المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن عودة العلاقة رسميا بين حماس وسوريا، بحاجة إلى المزيد من الوقت.

وقال إن "توجّه الحركة بات واضحا بعودة العلاقات مع سوريا في ظل ما تتطلبه المرحلة الحالية والأوضاع العربية المتشابكة وسياسة التطبيع العربي مع إسرائيل وعقد الاتفاقيات معها".

وأضاف: "هناك اتصالات جارية بين مستويات عليا من الحركة وأقطاب النظام السوري، لكن الخروج بإعلان عن عودة رسمية لهذه العلاقة بحاجة للمزيد من الوقت والنضوج".

وأوضح أن سوريا "تاريخيا تعتبر القضية الفلسطينية محورا للصراع العربي الإسرائيلي، وقضية مهمة لدى محور المقاومة؛ التي تعتبر نفسها جزءا منه".

وأكمل: "كأن القضية الفلسطينية تمنح الشرعية لبعض الأنظمة العربية، لذا تسعى سوريا لاسترداد دورها فيها من خلال دعم حماس، التي تعد عنصرا أساسيا في المقاومة".

ويعتقد إبراهيم أن عودة العلاقة مع النظام السوري سيكون مفيدا لحماس، من حيث الدور السياسي الذي من الممكن أن تلعبه سوريا لدعم مواقف الحركة لدى الدول، خاصة في ظل حالة الانفتاح العربي على دمشق. -



 
Latest News





 
 
Top News