عماد مجاهد.. فلكي أردني يحقق انجازا عالميا باكتشاف نيزك نادر

ليث الجنيدي/ الأناضول

لا يبتعد الخبير الفلكي الأردني عماد مجاهد، سوى خطوات قليلة من تسجيل اكتشاف يحمل اسمه، يتمثل بعثوره على حجر نيزكي نادر الحجم، في إنجاز هو الأول من نوعه بالبلاد.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمجاهد يحمل بيده حجرا، قال إنه نيزك عثر عليه، ويعمل على تسجيله لدى الجهات العالمية المختصة، ما كان دافعا لإجراء مقابلة مع الفلكي الأردني، والوقوف على تفاصيل اكتشافه.

في مكان سكنه بالعاصمة عمان، التقى مراسل الأناضول بمجاهد (55 عاما)، والذي ظهرت عليه علامات الفخر لما حققه؛ إذ اعتبر أن العثور على الحجر النيزكي لم يأت بسهولة، وإنما بعد جهد من البحث في مناطق المملكة المختلفة، استمر لنحو 15 عاما.

** هواية منذ الصغر

بدأ حب مجاهد وعشقه للفلك منذ أن كان في الصف السادس الأساسي عام 1981، عندما قرأ كتابا بالصدفة لمكتشف التليسكوب، العالم الإيطالي غاليليو غاليلي (1564- 1642)، لتنطلق منذ ذلك الوقت رحلته في متابعة النجوم والكواكب.

بعدها بعامين، تعرف مجاهد على الفلكي الأردني الراحل عبدالرحيم بدر (1920-1994)، لافتا إلى أن الأخير أعطاه 3 كتب باللغة العربية حول علوم الفلك، واستمر 6 أعوام يتمرس على العمل، ويراقب النجوم والكواكب ويتعرف عليها.

ومن خلال ما تعلمه، تمكن مجاهد من صناعة تليسكوب في المختبر الجيولوجي بالجامعة الأردنية (حكومية)، وكان عمره حينها 22 عاما، وفق ما قال للأناضول.

ظهر عشق الفلكي الأردني لعمله من خلال أسماء ابنتيه ضحى (14 عاما) وكوكب (9 أعوام)، وانضم إلى جمعية الفلك بالمملكة (تأسست عام 1989)، وشغل فيها مناصب مختلفة، قبل أن يغادرها لـ"أسباب شخصية"، لم يوضحها.

عام 1995، عمل مجاهد بدائرة الأرصاد الجوية (حكومية)، كراصد جوي وفلكي، وبين أن عمله فيها، أعطاه الفرصة إلى التوجه لتأليف الكتب وكتابة الأبحاث بمجال الفلك والفضاء، ووصل عدد مؤلفاته إلى 19 مؤلفا.

ولفت في السياق ذاته، إلى أن أحد مؤلفاته، وأطلق عليه "أطلس النجوم"، قدمه ودققه المستشرق الألماني باول كنتش عام 1997، مبينا بأنه تم انتخابه، مؤخرا، كزميل في الجمعية الفلكية الملكية البريطانية.

وعام 2018، صدر الأمر الملكي بالأردن لإنشاء مرصد فلكي بمنطقة وادي رم (جنوب)، واختير مجاهد كمشرف على بنائه وتصميمه وتطويره، ليتم افتتاحه رسميا عام 2021.

** رحلة شاقة

منذ 15 عاما، قرر مجاهد أن يخوض تجربة في صحاري الأردن المختلفة والمناطق الخالية؛ بحثا عن النيازك، ليحقق مراده عام 2021، حيث تمكن من العثور على ضالته.

"لم يكن الأمر سهلا"، هذا ما قاله مجاهد، منوها إلى أن رحلة البحث عن النيزك كانت تتطلب منه التخييم لأيام طويلة في الصحراء، وإجراء تجارب ميدانية على بعض الصخور.

وأردف أن من بين تلك التجارب هو "قوة جذب المغناطيس، ووزن الحجر النيزكي، والفحص المعدني".

وأوضح الفلكي الأردني في ذات الإطار أن "النيازك تجذب المغناطيس بشدة، ووزنها ثقيل بالنسبة لحجمها، وتحتوي على معدن النيكل أو النايكل، والتي لا تتوفر إلا بالنيازك".

وتابع "اقتطعت عينة منه، وأرسلتها إلى أحد المختبرات الخاصة بإسبانيا، وفي مطلع مارس/ آذار الماضي، أرسل المختبر رده، والذي أكد فيه بأنه نيزك من النوع النادر والضخم".

وفي تعريفه للنيزك، قال مجاهد: "هي صخور تسبح بالفضاء ما بين الكواكب السيّارة، ونشأت مع نشوء المجموعة الشمسية، لكنها لم تختلط بالكواكب، وبقيت محافظة على صفتها من المادة التي نشأت منها؛ لذلك يدرسها العلماء بأهمية كبيرة؛ لما تقدم من معلومات".

وأضاف، "العلماء سابقا قاسوا عمر النيازك، فوجدوا أنها تبلغ 4 مليارات ونصف المليار سنة"، مشيرا إلى أن النيزك الذي عثر عليه متوقع بأنه "سقط على الأردن قبل آلاف السنين، ولفتني شكله عندما عثرت عليه".

وحول موضوع تسجيله باسمه، أشار مجاهد إلى أن المختبر الذي أجرى الفحص عليه هو المعني بذلك، حيث سيعمل على تسجيله باسمي لدى جمعية النيازك العالمية، والتي مقرها في متحف التاريخ الطبيعي بالمملكة المتحدة.

وأكد في ختام حديثه "كفلكي يعمل منذ سنوات طويلة، فإن العثور على هذا النيزك هو إنجاز علمي وعملي كبير، ولم يسبق أن تم العثور على مثله بالأردن، وهو يزن 10.32 كلغ. -