Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 24/04/2024 11:02 
News  > 

غموض وقلق بطرابلس.. اختفاء لبنانيين للالتحاق بـ"داعش" في العراق

25.01.2022 10:12

ـ وزير الداخلية اللبناني أكد معلومات صحفية متداولة عن مغادرة 37 شابا طرابلس للالتحاق بالتنظيم الإرهابي ـ أم علاء: ابني عمر اختفى قبل يوم من رأس السنة 2022.. اتصل بي مرة واحدة ولا أعرف أين هو..

وسيم سيف الدين / الأناضول

أثارت أخبار متداولة في لبنان عن اختفاء عشرات الشباب من مدينة طرابلس (شمال) في ظروف غامضة قلقا لدى الأهالي، خاصة أن معظمهم من مناطق شعبية فقيرة، وسط أنباء عن توجههم نحو العراق للالتحاق بتنظيم "داعش" الإرهابي.

وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي، أكد عبر مقابلة متلفزة في 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، معلومات صحفية متداولة عن مغادرة 37 شابا طرابلس للالتحاق بـ"داعش" في سوريا والعراق.

وتعد طرابلس العاصمة الثانية للبنان، وهي المدينة الأكثر فقرا على ساحل البحر المتوسط، وفق تقديرات البنك الدولي عام 2017.

وتبلغ مساحتها حوالي 15 كلم، وعدد سكانها نحو 500 ألف نسمة، يعيش معظمهم أوضاعا بالغة السوء بمعدل دخل يومي لا يتجاوز دولارين للفرد.

** أم علاء تنتظر ابنها

أم علاء، وهي ستينية، قالت للأناضول إن ولدها عمر (30 عاما) اختفى قبل يوم من ليل رأس السنة 2022، حيث استيقظت صباحا ولم تجده في فراشه، فاتصلت به عدة مرات، ولكن هاتفه مقفل، فسألت عنه أصدقاءه، ربما يكون برفقتهم، دون جدوى.

وتابعت: "عندما لم نجده بأي مكان توقعنا وجوده لدى المخابرات اللبنانية.. توصلنا معهم في اليوم التالي لاختفائه وسألنا إذا كان موجودا، فنفوا الأمر وأبلغوا (بأنه) ربما يكون قد ذهب مع عدة شباب الذين يهاجرون عبر البحر (بطريقة غير نظامية)".

وأردفت: "لا أعرف إلى أين ذهب.. أريد من يساعدني لإيجاده، ولكن بعد عدة أيام تلقيت اتصالا وحيدا منه عبر الهاتف من رقم غريب، وسألني عن صحتي وقال لي إنه بصحة جيدة".

وذكرت الأم أن "عمر حُكم 5 سنوات بالسجن بتهمة الإرهاب وخرج، ومن حينه والأجهزة الأمنية لم تتركه، إذ كانت تستدعيه عند أي مشكلة صغيرة تحدث.. ابني لا يحق له العمل بسبب الحكم عليه.. مجرد من حقوقه المدنية".

** "غرفة سوداء" وضغوط أمنية

ووفق مدير مركز حقوق السجين في طرابلس (غير حكومي)، المحامي محمد الصبلوح، فإن أكثر من أربعين شابا لبنانيا صغير السن وفقيرا انتقلوا في الأشهر القليلة الماضية إلى العراق.

ورأى، في حديث للأناضول، أن ما يجري في طرابلس مرتبط بـ"غرفة سوداء" لديها أزمة مع المدينة، على حد تعبيره من دون تفسير.

وتساءل عن كيفية "هروب عشرات الشباب إلى العراق ودخولهم سوريا عبر معابر غير نظامية، ومنها يعبرون مدنا سورية تسيطر عليها أنظمة تدعي محاربة الإرهاب، ومن ثم الوصول إلى العراق، دون أن تشعر الأجهزة الأمنية بهذه التحركات وترصدها؟!".

واعتبر الصبلوح أن "الفقر والعوز والبطالة هي أسباب مهمة لما يجري، لكن الأهم هو الإهمال الممنهج بحق المدينة، ومن ثم التعامل الأمني المفرط مع شباب ورجال متهمين بالإرهاب".

ومنذ عامين، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار عملته الليرة، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، بجانب هبوط حاد في قدرة مواطنيه الشرائية.

وأردف الصبلوح أن من أبرز الأسباب أيضا "الضغوط التي يتعرضون لها من الجهات الأمنية واستدعاؤهم المتكرر إلى الأمن للتحقيق وخوفهم من فبركة تهم لهم".

ورأى أن "الأجهزة الأمنية اللبنانية أمام اختبار، وهو أن تكشف من هم خلف الغرف السوداء التي تكيد المكائد لطرابلس وشبابها، خاصة وأن بعض الشباب ليس لديهم التزام ديني ومعظمهم ليسوا متطرفين".

وأفاد بأنه لدى وصولهم إلى العراق، تواصل بعض الشباب مع عائلاتهم مرة أو مرتين من أرقام هواتف دولية غير واضحة.

واستطرد: شاب منهم قال "أنا في العراق وأريد العودة إلى بلدي ولكن لا أعرف كيف.. وكشف لأمه أنه تلقى اتصالا هدده بفتح ملفه وإعادة أخذه إلى التحقيق، لذلك هرب".

ولفت الصبلوح إلى أن "خمسة شباب تم توقيفهم من جانب مخابرات الجيش، وجرى تسليمهم لمفتي طرابلس الشيخ محمد إمام، وأُعيدوا إلى أهاليهم".

وأوضح أن "التواصل مع هؤلاء الشباب يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الاتصال الهاتفي، وكان لا بد من كشف مَن وراء تجنيدهم ومَن المستفيد من إرسالهم إلى العراق".

وأردف: "بحسب المعلومات الأمنية، فإن معظم هؤلاء يذهبون برا عبر مدينة عكار (شمال لبنان) إلى سوريا، ويدخلون مناطق تحت سيطرة النظام السوري".

** خدمة لمشروع محدد

أما الشيخ نبيل رحيم، وهو أحد المطلعين على قضية اختفاء الشباب والتواصل مع الأجهزة الأمنية، فقال: "معلوماتي أنه حتى اليوم هناك 33 شابا من طرابلس، أعمارهم بين 15 و22، اختفوا من المدينة، وبعضهم من المؤكد أنهم وصلوا إلى العراق وتواصلوا مع أهاليهم، واثنان قتلا وآخرون مقطوعة أخبارهم".

وتابع رحيم للأناضول: "هؤلاء الشباب يتلقون الأفكار المتطرفة عبر الإنترنت، حيث يتم تجنيدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل بينهم يتم عبر لعبة ببجي الشهيرة".

واعتبر أن "الفراغ العلمي والعقلي وراء تبينهم هذه الأفكار المتطرفة، فليس لديهم فهم صحيح للدين، ما يجعلهم يلتحقون بهذه الجماعات المتطرفة صاحبة الكثير من الكوارث والمصائب في بلاد المسلمين".

وأردف أن "الأزمة الاقتصادية والفقر والبطالة، التي يعاني منها الكثير من شباب المدينة، بين العوامل التي دفعت بعضهم للالتحاق بهذه الجماعات المتطرفة".

واستطرد: "ومن الأسباب وراء ذلك غياب العدالة عبر الضغوط الأمنية والاستدعاءات المتكررة للمشبوهين أمنيا والأحكام الظالمة التي تطولهم بعد اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية".

وزاد رحيم بأن "عددا من هؤلاء الشباب مطلوب أمنيا، بدل تسليم نفسه وحل مشكلته يهرب إلى العراق".

ودعا إلى "تحقيق العدل في لبنان من قبل القضاء والأجهزة الامنية، وأن يكون (هناك) تكافل اجتماعي بين المواطنين لمساعدة بعضهم بعضا في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة".

وقال رحيم: "عقدنا عدة اجتماعات بين دار الفتوى وقادة الأجهزة الأمنية لبحث هذا الموضوع وإيجاد حل للمشكلة".

وكشف عن أن "معظم من ذهبوا إلى العراق يعتمدون طرقا غير نظامية عبر الحدود البرية عكار أو البقاع إلى سوريا، وثمة شخصان فقط ذهبا عبر المطار".

وتابع: "هذه الجماعات المتطرفة يتم استغلالها من أطراف سياسية وأمنية إقليمية وداخلية، ومن خلال تجربتنا في لبنان هناك طرف سياسي موجود في المنطقة يسهل مرور هؤلاء إلى العراق لخدمة مشروع محدد"، وفق تقديره، ودون تسمية جهة.

وأواخر 2017، أعلنت بغداد الانتصار على "داعش"، لكن التنظيم الإرهابي لا يزال يمتلك خلايا نائمة في مناطق عديدة من العراق، ويشن هجمات دموية من حين إلى آخر.

** "شيطنة" طرابلس

اعتبر صهيب جوهر، كاتب صحفي من طرابلس، أن "هناك أطرافا سياسية، مثل حزب الله (اللبناني) ومن يدور في فلكه، يستغلون سياسيا هذه الأخبار لإعادة فزاعة داعش الارهابي لتطيير (تأجيل) الانتخابات البرلمانية، في مايو/ أيار القادم، بعد تراجع شعبيتهم وتوقعه خسارة الأكثرية البرلمانية مع خلفائه".

وأضاف جوهر للأناضول أن "حزب الله وحلفاءه الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه، يريد شيطنة طرابلس وإظهارها على أنها مدينة راعية للإرهاب وخارجة عن القانون".

ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من جماعة "حزب الله" (حليفة إيران) بشأن اتهامها بمحاولة تشويه صورة طرابلس.

وشدد على أن "طرابلس برهنت خلال ثورة 17 تشرين (الأول/ أكتوبر) 2019، احتجاجًا على السلطة والأوضاع المعيشية الصعبة، أنها إلى جانب الجيش اللبناني وأنها تريد دولة عادلة". -



 
Latest News





 
 
Top News