Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 20/04/2024 16:25 
News  > 

وجه آخر لأفغانستان.. الإدمان على المخدرات

19.01.2022 09:42

يعاني المتعاطون في مقاطعة "هرات" الأفغانية من أسلوب حياتهم المليء بالمخدرات، إلا أنهم لا يستطيعون إيجاد مخرج.

بلال قولر/ الأناضول

أصبحت مشاهدة مدمني المخدرات أثناء السير في شوارع مدينة "هرات" شيئا مألوفا، حيث تحتل أفغانستان المرتبة الأولى عالميا من حيث إنتاج الأفيون بنسبة تبلغ 85 بالمئة.

وما يشترك فيه جميع المدمنين الأفغان أنهم يستخدمون العقاقير الاصطناعية المصنوعة في المختبر، مثل الهيروين والميثامفيتامين.

** مدمنون في كل مكان

تنتشر السلطات التابعة لحركة "طالبان" في كل ركن من أركان "هرات" دون التدخل بالمدمنين الذين ازدادت أعدادهم ويعيشون تحت الجسور أو في الأزقة والشوارع الخلفية، كما يمكن العثور عليهم أيضًا بجوار المآذن الشاهقة لأطلال مجمع ديني يعود للقرن الثالث عشر.

يتجمع المدمنون في الغالب بمجموعات صغيرة تصل إلى ثلاثة أشخاص، حيث يجتمعون في مراكز المدن ويمارسون تعاطيهم بكل حرية.

ينام الكثير منهم تحت الجسور أو في الشوارع المهجورة، بينما يكسب البعض منهم المال عن طريق مساعدة المخابز أو البقالات أو العمل في أعمال البناء أو جمع الأوراق والنفايات لإعادة تدويرها، لكن البعض الآخر يحترف السرقة أو التسول.

ومن المشاهد الغريبة في عالم المدمنين، رغم ندرتها، أن تجد أيضًا مدمنات من النساء، كما يوجد من بين المدمنين أناس مثقفون كانت لديهم وظائف محترمة يوما ما.

ولم تستطع إحدى السيدات التي كانت جالسة على جانب الطريق مع مدمنين آخرين، الرد على أسئلة الأناضول وهي تحدق في مراسلها بعيون تائهة.

وبينما تتدفق السيارات والشاحنات من حول المدمنين، يجلس عشرات منهم على أرصفة المشاة وسط الشوارع، يتعاطون المخدرات ويخفون أنفسهم تحت ملابس تشبه البطانيات.

معظم المدمنين يتجنبون أي شخص يطرح عليهم الأسئلة، لكن قلة منهم فقط يجيبون ويتحدثون بجمل قصيرة كما لو كانوا مرغمين على ذلك.

وقال عدد من هؤلاء للأناضول، إنه من الصعب الحصول على عقاقير اصطناعية في أفغانستان، لكنهم تعرفوا على مثل هذه العقاقير لأول مرة عندما كانوا يعملون في إيران.

** حياة أسرية مدمرة

فيروز محمد أشاف (57 عاما) الذي كان يجلس بجوار كومة قمامة، قام بحقن نفسه بالهيروين، قائلاً إنه عاش في العاصمة الإيرانية طهران لمدة عامين مع زوجته وأبنائه الثلاثة، ثم استقر لاحقاً في ألمانيا.

وروى أشاف للأناضول، أنه بدأ في تعاطي المخدرات قبل عقد من الزمان في طهران أثناء عمله خياطا هناك، مضيفًا: "بمرور الوقت، اعتقدت أنني يجب أن أحصل على المزيد من الهيروين لأعمل بشكل أفضل في وظيفتي، ولكن كانت تلك نهايتي".

ولفت إلى أن أسرته "انهارت بعد عامين في ألمانيا (لم يوضح تفاصيل)، ليعود في النهاية إلى أفغانستان" في قرار قال إنه "لا يزال يتأسف عليه بشدة".

وأضاف: "العودة كانت خطأ (..) الناس يرتكبون أخطاء في حياتهم، وهذا كان خطأي ولسوء الحظ، لم أر أطفالي منذ خمس سنوات حتى الآن".

اليوم، يعمل أشاف في جلب بعض الأغراض لأحد المخابز في المدينة ويقوم بأعمال النظافة فيه مقابل السماح له بالنوم هناك، كما يقوم الرجل المرهق جسدياً بجمع الأوراق والبلاستيك وبيعهما لكسب لقمة العيش.

ورثى أشاف حاله قائلاً: "أنا متعب للغاية، أريد الموت هنا، أنا نادم جداً لقد ضاعت أسرتي وكل ممتلكاتي".

** الإقلاع عن التعاطي

مدمن آخر يدعى فكر أحمد (39 عاما) قال للأناضول، إنه تزوج 3 مرات وكلها انتهت بالطلاق، مشيرا إلى أنه لم ير أيًا من أبنائه الثلاثة منذ فترة طويلة.

وفي رده على سؤال حول إمكانية إقلاعه عن تعاطي المخدرات قال أحمد الذي عاش في إيران لمدة 20 عامًا: "لا يمكنني الإقلاع بعد الآن، أقلعت عنه 13 مرة ولكنني عدت للتعاطي".

وأوضح أن تعاطي الهيروين كلفه الكثير، حيث فقد ثروته، واضطر في النهاية للعيش في الشوارع.

وتابع أحمد: "فقدت كل أقاربي (..) إنهم يتجنبونني معتقدين أنني شخص سيء، الناس يتعاملون معي بقسوة وينظرون لي شزراً أينما ذهبت، والأطفال الصغار يرمونني بالحجارة".

يكسب أحمد رزقه من جمع الأوراق والبلاستيك من القمامة، أو التسول في الشوارع، وأحيانًا السرقة.

** الإدمان "إلهاء ذاتي"

ومثل سابقيه عاش محمد علي زاده (32 عاما) في إيران مع زوجته وأطفاله الثلاثة قبل أن يتم ترحيلهم إلى أفغانستان قبل شهرين.

وقال زاده للأناضول: "بعد عام من التعاطي حاولت الإقلاع عنه، لكن الأمر انتهى بالفشل"، مشيراً إلى أنه "يتجول في شوارع هيرات منذ عدة أشهر".

وأكد أن المخدرات "دمرت حياته بالكامل"، واصفا الإدمان بأنه "إلهاء ذاتي، فالمدمن يخبر نفسه بأنه سيترك الإدمان اليوم أو غدا، ولكن يستمر الأمر على هذا النحو".

وأشار زاده، إلى أن الجوع والبرد يحصدان أرواح المدمنين مؤخرا، خاصة في الشتاء وبعد تولي طالبان زمام الأمور في البلاد التي تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة.

وقال: "شهدت وفاة حوالي سبع حالات من المدمنين منذ وصولي إلى مدينة هرات".

** خطط طالبان

نعيم الله حقاني، مدير الثقافة والإعلام في هرات والمتحدث الإقليمي باسم "طالبان"، قال للأناضول، إن هرات "مقاطعة كبيرة، وإنهم وضعوا خططًا طويلة الأجل لمكافحة تعاطي المخدرات وعلاج المدمنين".

وأضاف: "تم تسليم العديد من المدمنين إلى أخصائيين للعلاج الجسدي والنفسي، ويتم تشجيعهم على الإقلاع عن المخدرات في مراكز الفحص ونحن نتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه المدينة خالية من المدمنين".

وتعد أفغانستان أكبر مصدر لمنتجات المخدرات غير المشروعة في العالم، مثل نباتات الخشخاش والقنب.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) تقريرًا يقول إن أكثر من 85 بالمئة من الأفيون الذي تم الحصول عليه من الحشيش في جميع أنحاء العالم عام 2020 تم إنتاجه في أفغانستان.

واحتلت أفغانستان خلال عامي 2015 و2019 المرتبة الثانية بعد المغرب في زراعة القنب، وفقاً للتقرير.

وبعد سيطرتهم على البلاد، أكد مسؤولو "طالبان" أنهم سيحاربون تهريب المخدرات، ومع ذلك، فإنهم يقولون أيضًا إنه أثناء التعامل مع القضية يجب تقديم طرق بديلة للناس لكسب الرزق، لذا يجب إعادة المساعدات الدولية.

وبعد وصول "طالبان" إلى السلطة في 15 أغسطس/آب 2021، تباطأت المساعدات الخارجية المقدمة لأفغانستان، مما أدى إلى ظهور تحديات اقتصادية شديدة. -



 
Latest News





 
 
Top News