Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 25/04/2024 22:07 
News  > 

"حليمة القعايدة".. أردنية حققت الأحلام من صوف الأغنام

09.12.2021 09:42

تمتهن حرفة غزل نسيج الصوف وتحويله إلى بُسط وهي إحدى أركان بيت الشعر الأردني خلال القرن الماضي "تعلمت الحرفة من والدتي وجدتي عام 1985" "الطلب قبل جائحة كورونا كان ينشط للسياح القادمين إلى المنطقة" "البُسط لها أناس محددة؛ والسبب هو ارتفاع أسعارها نوعا ما، كونها مشغولات يدوية تحتاج إلى جهد ووقت طويلين،

ليث الجنيدي/ الأناضول

الصعود إلى القمة يحتاج إلى همّة، وأمام تحقيق الطموح يسهل صعود السّفوح، وعند ذكر الأم يزول الهمّ وينجلي الغمّ، فهي لا تسأل إن كنت تريد، بل تعطي وتقول لدي المزيد.

الأردنية "حليمة القعايدة" (54 عاما) من قرية مكاور في لواء ذيبان، بمحافظة مأدبا (وسط)، عنوان يحمل في مضمونه أجمل معاني الأمومة وأسماها، فهي من اختارت أن تحقق لأولادها وبناتها أحلامهم، من حرفة اندثرت، لتقول لهم "أمام محبتي لكم كل صعب يهون".

4 من الأبناء، ولدان وابنتان، ومع ذلك استطاعت بعزيمة وإصرار، رغم ضيق الحال، وبدعم مستمر من زوجها، أن تجعل منهم صفوة الصفوة بمستواهم التعليمي في منطقتها، فالذكور مهندس وأستاذ للغة الإنجليزية، والإناث أستاذة جامعية في إدارة الأعمال، والأخرى تحمل الماجستير في التأهيل الرياضي.

ولم تتوقف القعايدة عند ذلك، لكن حبّها للتعليم والتعلم، ولتعزيز الروح المعنوية لدى أبنائها، التحقت هي الأخرى بالجامعة، لتكمل دراستها بتخصص إدارة الأعمال عام 2011.

غزل صوف الأغنام وتحويلها إلى بُسط تقليدية هي صنعتها، جعلت منها منذ ثمانينات القرن الماضي، سيدة أردنية عاشقة لهوية تراثية عُرفت بها "بيوت الشعر" في بلادها، خلال سنوات طويلة مضت.

مراسل الأناضول زار القعايدة (أم إياد) في مكان عملها بمنطقة "اللب"، واطلع على تفاصيل مهنتها، بدءاً من جزّ الصوف، ووصولا إلى بُسط بألوان منسقة، تأسر ناظريها.

تقول أم إياد للأناضول: "أنا خبيرة ولله الحمد في النسيج اليدوي، وتعلمت الحرفة من والدتي وجدتي عام 1985، بعد دراسة قامت بها وزارة التنمية الاجتماعية ومنظمة إنقاذ الطفل قبل ذلك بعام، عندما اعتبروا بأن منطقتنا نائية وليس فيها فرص عمل للسيدات".

وتضيف "الدراسة ذاتها أعطت نتائج بأن هناك حرفة مهددة بالانقراض، وهي حرفة الغزل والنسيج اليدوي، وانطلقوا من ذلك بأن المنطقة كانت للبدو الذين اشتهروا بتصنيع البُسط من صوف الأغنام".

وتمضي "البُسط كانت شيئا أساسيا في بيوت الشعر، لكنها اقتصرت مع التطور على الاستخدام المنزلي فقط".

وعن آلية التصنيع، تبين أم إياد بأنها "تبدأ بعملية جزّ صوف الأغنام الطبيعي، والذي يتم مرة واحدة فقط خلال العام، ثم يتم غسل الكميات التي نحتاجها، ومن ثم تفتيحه وغزله على مغازل يدوية".

وتتابع "يتم بعد ذلك تحويله إلى خيوط وإعداده للصبغ بألوان مختلفة، ومن ثم إلى النّول (أداة خشبية يدوية الصنع) لبدء عملية النسيج".

أما عن المنتجات، فهي بحسب القعايدة، البُسط بالرسومات، وبأشكال عادية، والتقليدية.

وحول مستوى الإقبال، تقول "البُسط لها أناس محددة؛ والسبب هو ارتفاع أسعارها نوعا ما، كونها مشغولات يدوية تحتاج إلى جهد ووقت طويلين، وتمر بمراحل متعددة لتخرج بصورتها النهائية".

وتلفت "الطلب قبل جائحة كورونا كان ينشط للسياح القادمين إلى المنطقة، وذلك لأنهم يحرصون على اقتناء هوية محلية للدولة التي يزورونها، ولكن العدد تراجع بسبب الأزمة الوبائية".

وتوضح فيما يتعلق بأسعار منتجاتها بأنها "غير محددة؛ لأنها تعتمد على التصميم ووقته ومقاسه، لكنها تبدأ من 50 دينارا (70 دولارا أمريكيا)".

وتختم أم إياد حديثها بوصف نفسها بأنها تفتخر بأن تكون إحدى سيدات بلادها اللاتي يتقن هذه المهنة، بل وتؤكد بأنها أصبحت مدربة معتمدة في هذا المجال داخل المملكة وخارجها.

ونتيجة لتطور الحياة بالأردن، فإن أم إياد تعتبر حرفيّة نادرة في مجال عملها؛ خاصة مع اعتماد الناس على البدائل من الفرش والأغطية المصنعة محليا وخارجيا، لكنها في الوقت ذاته، ما تزال مقصدا للراغبين في إحياء تراث الآباء والأجداد. -



 
Latest News





 
 
Top News