Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 19/04/2024 23:02 
News  > 

"تيفريت" الموريتانية.. من مصيف للسكان إلى مكب للنفايات

08.12.2021 10:26

ظلت قرية "تيفريت" لسنوات متنفسا صيفيا لسكان العاصمة الموريتانية عندما يشتد الحر الحال تغير حين حولت السلطات محيط البلدة عام 2007 إلى مكب للنفايات على مدى 13 عاما مضت دأب سكان القرية على الاحتجاج أمام القصر الرئاسي للمطالبة بإغلاق المكب القضاء أصدر سنة 2019 حكماً لصالح السكان يأمر بإغلاق المكب،...

محمد البكاي/ الأناضول

ظلت قرية "تيفريت" لسنوات متنفسا صيفيا لسكان العاصمة الموريتانية نواكشوط عندما يشتد الحر، حيث يملك أغلب الميسورين أراض شيدوا عليها عرائش وغرفا من تصاميم معمارية تتماشى مع أجواء الصيف والخريف الحارة.

لكن الحال تغير في القرية الواقعة على بعد 25 كلم شرقي نواكشوط، حين حولت السلطات محيط البلدة عام 2007 إلى مكب لنفايات العاصمة التي يقطنها ربع سكان البلد البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة.

يقول محمد سعيد ولد سيد إبراهيم (متحدثا باسم سكان القرية) للأناضول: "بعد أن كانت هذه القرية الريفية هادئة وادعة قبل وجود مكب قمامة العاصمة، بات سكانها يعيشون معاناة لا تنتهي جراء التلوث".

وتحولت قرية تيفيريت، خلال السنوات الأخيرة إلى قبلة لوسائل الإعلام المحلية وقادة المجتمع المدني، لمتابعة تطورات أزمة النفايات التي ينظر إليها على أنها تحدٍّ صحي وبيئي كبير.

** احتجاجات متواصلة

منذ أن أقامت الحكومة مكب نفايات في القرية قرر سكانها تشكيل لجنة خاصة مهمتها مناهضة المكب والعمل من أجل إجبار الحكومة على إغلاقه.

وعلى مدى 13 عاما مضت دأب سكان القرية على تنظيم مظاهرات واحتجاجات أمام القصر الرئاسي في نواكشوط، للمطالبة بإغلاق المكب، لكن الشرطة كثيرا ما تقمع احتجاجاتهم بالقوة بحجة أنها غير مرخصة.

وصلت احتجاجات سكان "تيفيريت" ذروتها عام 2014، وحينها زار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز القرية وعاين مكان مكب النفايات، إلا أن شيئاً لم يتغير.

توجه سكان البلدة إلى القضاء، وأصدرت المحكمة العليا سنة 2019 حكماً لصالحهم يأمر بإغلاق المكب، لكن السلطات تماطل في تنفيذ الحكم الصادر، وفق ما قال المتحدث باسم سكان القرية في حديثه للأناضول.

وفي يونيو/ حزيران الماضي أعلنت وزيرة البيئة مريم بكاي، أن الحكومة بصدد إيجاد مكان آخر لنقل نفايات العاصمة وإغلاق مكب النفايات بقرية "تيرفيت" معترفة بأن مركز طمر النفايات في هذا المكب "لا يحترم المعايير الصحية والبيئية التي يجب احترامها في مثل هذا النوع من المنشآت".

لكن المتحدث باسم سكان القرية، انتقد تعامل الحكومة مع أزمة النفايات في القرية، ووصف تصريحات المسؤولين الحكوميين بهذا الخصوص بأنها مجرد محاولة لامتصاص غضب السكان.

وأضاف: "تعامل السلطات مع أزمة المكب مر بمرحلتين، الأولى خلال فترة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز (2009- 2019) حيث زار المكب، وتوجت زيارته بكلمة قال فيها (أنا لم أشم رائحة) وكان هدف الزيارة وأد احتجاجات ومطالبات السكان برفع الضرر".

أما المرحلة الثانية – يضيف ولد سيد إبراهيم – فهي مرحلة النظام الحالي بعد وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة 2019، مضيفا أن تعاطي النظام الجديد لم يختلف كثيرا "بل زادت معاناة سكان القرية جراء تضاعف الشاحنات المحملة بأطنان القمامة والنفايات".

** دراسة تحذر

ووفق دراسة أعدها خبير بيئي ونشرت مضامينها وسائل إعلام محلية بينها موقع "صحراء ميديا" (خاص) فقد ساهم وجود مكب النفايات بالقرب من القرية في ظهور أمراض الجهاز التنفسي وبعض السرطانات.

الدراسة قالت إن القرية في الفترة بين 2007 و2017 سجلت إصابة 23 شخصاً بالسرطان، توفي منهم 20 شخصاً، بينما سجلت إصابة وحيدة في الفترة بين 1997 و2007، وربطت الدراسة هذا الارتفاع بوجود مكب النفايات واستنشاق الهواء الملوث القادم منه.

ويقول متحدث القرية ولد سيد إبراهيم، إن الفترة الأخير شهدت تزايد انبعاث روائح القمامة وانتشار الذباب والحشرات وتزايد الإصابات بالأمراض الجلدية بين سكان القرية، بالإضافة إلى تزايد حالات الإصابة بالسرطان.

ويقول سكان القرية، إن هذا المكب الذي يعتبر أكبر مكب نفايات في موريتانيا، يستقبل يوميا قرابة ألف طن من مختلف أنواع القمامة، وبات يخنق البلدة يوما بعد آخر.

ويؤكدون أنهم بصدد تصعيد احتجاجاتهم خلال الفترة المقبلة لإجبار الحكومة على إغلاق المكب والبحث عن مكان جديد لنفايات نواكشوط.

وتأسست مدينة نواكشوط في خمسينات القرن العشرين، إذ اختيرت عاصمة للدولة.

ووضع المختار ولد داداه (أول رئيس لموريتانيا) إلى جانب الرئيس الفرنسي حينها شارل ديغول، حجر الأساس للعاصمة في 5 مارس/ آذار 1958، أي قبل سنتين من إعلان استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي عام 1960. -



 
Latest News





 
 
Top News