Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 23/04/2024 21:07 
News  > 

"الحياة" التونسية.. أول اذاعة صحية تبث الأمل والمعرفة

02.12.2021 09:12

ينطلق المشروع من مدينة القيروان وسط تونس، باسم "الحياة"، وهو أول إذاعة متخصصة في مجال الصحة والصحافة العلمية في البلاد الإذاعة ثمرة إرادة مجتمعية للجمعية الطبية في عاصمة الطبيب أحمد بن الجزار فكرة الإذاعة تحولت مشروعا إعلاميا طموحا كان له التأثير العميق في التثقيف الصحي محليا ووطنيا.

ناجح الزغدودي/ الأناضول

مشروع إذاعي جديد وُلد في تونس، أخيراً، غايته نشر الثقافة الصحية وزيادة الوعي في مجابهة جائحة كورونا.

يحمل المشروع، الذي ينطلق من مدينة القيروان وسط تونس، اسم "الحياة"، وهو أول إذاعة متخصصة في مجال الصحة والصحافة العلمية في البلاد.

والإذاعة ليست فقط وليدة وضع صحي صعب عاشته القيروان وتونس والعالم جراء انتشار وباء "كوفيد-19"، وإنما هي ثمرة إرادة مجتمعية للجمعية الطبية في عاصمة الطبيب القيرواني أحمد بن الجزار.

وهي أيضا فكرة تحولت مشروعا إعلاميا طموحا كان له التأثير العميق في التثقيف الصحي محليا ووطنيا، ومساهمة علمية في نشر الوعي الصحي والأخبار العلمية المفيدة لأغلى ما في حياة الإنسان، وهي صحته.

** توصيات ومعلومات

أمام الميكروفون، قبالة مقدم البرنامج الصباحي، تحضر الطبيبة أسماء العامري، ضيفةً لتقديم آخر مستجدات الوضع الصحي في القيروان، وخصوصاً على صعيد جائحة كورونا.

من هذا المنبر الإعلامي المتخصص، وسط استديو أنيق وفخم، يستمع الناس إلى توصيات الطبيبة بواجب الحذر والتزام وسائل الوقاية والإقبال على التلقيح، فضلاً عن الرد على استفساراتهم بشأن التفاصيل الطبية المتصلة بالتلقيح وآثار الوباء على البلاد والعباد.

هذه الرسائل هي ركن أساسي ضمن البرنامج المتنوع للإذاعة، والذي يشمل الأبعاد البيئية والاجتماعية والنفسية والسلوكية والثقافية والخدماتية، وكذلك ما يهم السياسات العامة لمختلف المواضيع التي تشغل الناس وتهم حياتهم وجودتها المنشودة. وهذا كله بأسلوب علمي وطريقة مختصرة وقريبة من الناس.

** أخبار إيجابية من دون ضوضاء

دقائق قبيل موعد النشرة الإخبارية، تراجع الصحفية سمية حمدي مقدمة الأخبار في إذاعة "الحياة"، قائمة أخبارها وعناوينها وتدقق في التفاصيل قبل أن تعطي إشارة انطلاق أخبارها الجديدة والمفيدة والقريبة.

الصحفية سمية خريجة "معهد الصحافة وعلوم الأخبار" في تونس، جمعت تجاربها وخبراتها من العمل في مؤسسات إذاعية أخرى، قبل أن تستقر بمسقط رأسها في القيروان.

يتجه الخط التحريري لقسم الأخبار نحو صناعة محتوى صحي وفق مقاربة شاملة.

وتُبث نشرات الأخبار يوميا في ستة مواعيد متفرقة، من الصباح الى المساء، وبشكل يراعي التنوع في المضامين والإيقاع، بحيث تتحقق الإفادة للمستمعين بعيدا من الأخبار الصاخبة والمثيرة.

تعتمد الأخبار، التي تقدمها حمدي وزملاؤها في قسم الأخبار بالتناوب، على "تصور علمي يتحرى الدقة والموضوعية والصدقية ويتأسس على خطاب رصين هادئ وبناء"، وفق تعبير الصحفية الشابة.

وتقول حمدي: "كانت إذاعتنا فكرة نالت مصادقة الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، ثم بدأت تتجسد على أرض الواقع مثل حلم يتحقق، بعدما تضافرت له الجهود البشرية والمادية واللوجستية لتحقيق جودة الشكل والمحتوى".

وتشير إلى أن "فريق الاذاعة يتحرى الأخبار ذات المضامين الصحية المفيدة لجمهور المستمعين، وبطرح ايجابي هادف. وتتم صناعة الأخبار والمحتوى الإعلامي بإشراف هيئة التحرير وبمرافقة من هيئة الاتصال السمعي البصري، ووفق رؤية التعديل الذاتي المبنية على التقييم وتحري الجودة".

** رسالة حياة

بدأت الإذاعة اعتماد أسلوب البرامج المختصرة والدقيقة والواضحة، وتقديم معلومات صحية يتم التحري عن صحتها بواسطة متخصصين، ومبنية على بحث علمي معمق وتقاطع المصادر، تفاديا لأي انزلاقات أو ميل لرأي من دون آخر، خصوصا في مسائل التلقيح وأنواعه.

تسعى "الحياة أف أم" أولاً، ومن خلال المقاربات العلمية، إلى تقديم معلومة دقيقة ومفيدة من خلال استضافة خبراء ومتخصصين في مختلف الجوانب الصحية، فضلاً عن تصحيح المفاهيم الخاطئة عن تفاصيل حياتنا.

يقول المدير العام للإذاعة الدكتور محمد ليوان لـ "الأناضول" إن رسالة الإذاعة "تتمثل في تقديم معلومات وأخبار مفيدة يحتاجها الناس وتنفعهم في حياتهم".

ويردف: "تستند المعلومات إلى معايير العمل الصحفي المهني في التحري من الأخبار والمعلومات والاعتماد على مصادر رسمية من دون إهمال تقاطع المصادر لضمان الدقة والتنوع والصدقية. ونستقي المعلومات من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات اليونيسف والأمم المتحدة والمؤسسات الحكومية".

خلال جائحة كورونا، اهتمت إذاعة "الحياة" بالإنسان في حياته الشاملة، وما يحتاجه من معلومات عن الوباء وطرق الوقاية منه، وكسر حلقات العدوى وتفسير المفاهيم والمصطلحات.

وايضا الاجابة عن الاسئلة التي تحير الناس بغموضها وفك غموضها وايضا التحسيس باهمية التلقيح ونجاعته والحق في الحصول عليه وواجب التلقيح.

** نشر السعادة

يقول الدكتور ليوان، الذي يترأس أيضاً الجمعية الطبية (مستقلة)، إن "تفاعل المواطنين مع برامج الإذاعة كان محترما، وسُجل هذا من خلال ارتفاع نسب التلقيح في القيروان التي كانت أقل نسبة عند تفشي الموجة الثانية والثالثة، مقابل أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات".

تعود فكرة إذاعة الصحة بالقيروان إلى العام 2009، أي بعد عامين من تأسيس "الجمعية الطبية" التي يترأسها حاليا الدكتور ليوان. وكانت الجمعية تعقد ندوات علمية وفعاليات صحية، وبرز نشاطها خصوصا بمناسبة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية في العام ذاته (2009).

يقول ليوان: "فكرنا في كيفية التأثير والفاعلية لنشاطات الجمعية ونشر الثقافة الصحية، وكانت الإذاعة مشروعا ذهنيا طوال 13 عاما، قبل أن يتحقق المشروع فعليا في يونيو/ حزيران 2020".

ويردف: "اخترنا أن تقدم إذاعتنا الحلول والروح الإيجابية وبعث الأمل في النفوس، وسط الصعوبات التي كانت تخيم على البلاد بسبب الجائحة (..) ونأمل بتغيير واقع القيروان الصعب، صحيا واجتماعيا، نحو الأفضل واستثمار مقوماته الإيجابية الكثيرة لعلاج مشكلاته".

أما الموسيقى التي تبثها "الحياة أف أم"، فليست منفصلة عن الأهداف الإيجابية العلاجية للإذاعة، "إذ يتم اختيار الموسيقى بطريقة علمية نفسية ضمن مقاربة العلاج بالموسيقى. وهي موسيقى خاصة بإذاعة الحياة"، وفق تعبير الدكتور ليوان. -



 
Latest News





 
 
Top News