Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 29/03/2024 01:50 
News  > 

"رحلات الموت" عبر البحر أمل اللبنانيّين بالخلاص من ضنك العيش

15.10.2021 10:56

تتزايد الهجرة غير الشرعية من لبنان مع تفاقم الأزمة الاقتصادية المهاجرون يستخدمون قوارب صغيرة أطلق عليها "قوارب الموت" المهاجرون يبيعون كل ما يملكون لتمويل الرحلة قبرص واليونان المقصدان الأبرز عبورا إلى ألمانيا وفرنسا.

ستيفاني راضي / الأناضول

تتزايد محاولات الهجرة غير النظاميّة من لبنان باتجاه دول أوروبيّة، في ظلّ تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة وارتفاع معدّلات الفقر، في بلد يمر بأزمة صنفها البنك الدولي بواحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر.

والهجرة غير النظاميّة تتمثّل بمغادرة الأراضي اللبنانيّة عبر قوارب أو مراكب صغيرة، تنطلق من شواطئ لبنان، أُطلق عليها "قوارب الموت".

** لبناني باع كلّ ما يملك

وقال اللبناني سامر عوض من طرابلس (شمال)، لـ"الاناضول"، إن "الثورة الشعبية في العام 2019، شكلت له أملاً بحدوث إصلاحات في لبنان، إلا أن الأوضاع لم تتحسن"، ما جعله يعيش خيبة أمل كبيرة، فقرر اللجوء إلى الهجرة غير الشرعية.

وأضاف "السفر الشرعي يتطلب شروطاً لا تتوافر معي، مثل المال والشهادات الجامعية".

ويروي رحلته الأولى مع الهجرة غير الشرعية، قائلاً: "بعت كلّ ما أملك من سيارة وهاتف خليوي، لكي أسدد المبلغ المالي الذي طلبه المهرب مني، وبعد اكتشاف أمرنا في قبرص، تمت اعادتنا الى لبنان والتحقيق معنا".

وقال "منذ عودتي الى لبنان عقب محاولتي الاولى للهجرة، لا أزال من دون عمل، ووضعي المادي يزداد سوءا".

ولا يخفي سامر إصراره على تكرار المحاولة، لكن ما يمنعه حاليا أن "وضعي المادي لم يعد يسمح لي بذلك".

وعن المهربين، يشير إلى أنهم "من الجنسية اللبنانية ومعروفون، غير انهم يختبئون من الدولة".

**محاولات فردية

ويستبعد موفق سيداوي، صاحب شركة نقل بحرية سياحية في شمال البلاد، ومطّلع على شأن التهريب غير الشرعي بفعل عمله على ميناء طرابلس، وجود شبكات تهريب منظمة.

وقال سيداوي لـ"الأناضول" أن "عائلات المنطقة تلجأ الى بيع ما تملك من ذهب ومقتنيات، وتقوم بشراء قارب صغير لمغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فردي".

وأوضح أن "الفلوكا" (القارب) يكون مجهزًا بوسائل الإنقاذ كافة، بالاضافة الى نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، لمعرفة المسار الذي يجب سلوكه".

وقال: "خلال وجودي في الميناء، أسمع قصص كثيرة لأشخاص يرغبون بمغادرة لبنان، لأن لا مستقبل لهم فيه، وكلّ دول العالم تعلم ان بلدنا منهار ماليًّا واقتصاديّا وسياسيًّا".

ووصف سيداوي رحلات الهجرة غير الشرعية بأنها "رحلات موت"، لكن بالمقابل، قال أن "لحظة وصول المهاجر الى أوروبا، تفتح أمامه صفحة جديدة وحياة مليئة بالأمل".

وزاد "هذه الهجرة محاولة للهروب من الموت".

** تشديد المراقبة

وقال محافظ طرابلس والشمال القاضي رمزي نهرا، أن "غالبية محاولات الهجرة غير الشرعية من لبنان، يكون مصيرها الفشل، لأنه يتم القبض على الهاربين والمهربين".

وأضاف نهرا في تصريح لـ"الأناضول" أن "الجيش اللبناني يتشدد في مراقبة الشواطئ البحرية، خاصة المناطق التي شهدت سابقًا عمليات تهريب".

** لا إحصاءات رسميّة

لا توجد إحصاءات رسميّة شاملة لعدد الأشخاص الّذين غادروا لبنان عن طريق الهجرة غير الشرعيّة، خلال الأشهر الـ5 الماضية.

وراجعت "الأناضول" البيانات الّتي نشرتها قيادة الجيش اللبناني عبر موقعها الإلكتروني منذ شهر حزيران/يونيو 2021 حتّى أيلول/سبتمبر الماضي، وتبيّن أنّ كلّ شهر يُسجّل فيه توقيف مركب أو اثنين لأشخاص حاولوا الهرب من خلال "قوارب الموت".

بجمع هذه الأرقام، يتبيّن أنّه خلال 5 أشهر، تمّ توقيف 6 قوارب تحمل على متنها 310 أشخاص، بينهم نحو 47 لبنانيًّا فقط، فيما أغلبيّتهم من الجنسيّة السوريّة.

في سياق متّصل، ذكر تقرير للدوليّة للمعلومات (شركة إحصاءات غير حكوميّة)، أنّ السنوات الماضية شهدت خمسة حوادث أدّت إلى وفاة وغرق 51 شخصًا، معظمهم من عكار وطرابلس.

** مأساة تجمع اللبنانيّين والسوريّين

إثر اندلاع الحرب السوريّة في 2011، كانت الهجرة غير الشرعية تكاد تنحصر في النازحين السوريّين، إلّا أنّ دخول لبنان في أزمة اقتصاديّة صعبة، أدى إلى ارتفاع عدد اللبنانيّين الّذين يلجأون إلى هذا النوع من الهجرة، رغم مخاطرها الكبيرة.

وحدد زياد الصائغ، المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني والخبير في السياسات العامّة، 4 أسباب لارتفاع حالات الهجرة غير الشرعيّة، وهي "الأسباب النفسية نتيجة اليأس، والاقتصادية والاجتماعية جراء الازمة في البلاد، واخيراً توفر مافيات التهريب عبر البحر، الّتي تتقاضى أموالا مقابل كلّ شخص يلجأ إليها، حيث باتت العمليّة منظّمة".

ورجح الصائغ اتساع ظاهرة الهجرة غير الشرعية من لبنان خلال الأشهر القادمة، مع استمرار مسبباتها.

وتابع قائلا إنّ "المهاجرين يقصدون قبرص واليونان ثمّ ألمانيا أو فرنسا، اللتين اتخذتا موقفًا إيجابيًا تجاه اللاجئين، حيث يتمّ استقبالهم في مراكز معيّنة لتسوية أوضاعهم والبعض تتمّ إعادتهم". -



 
Latest News





 
 
Top News