Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 19/04/2024 06:30 
News  > 

شرق السودان.. مسار الأزمة منذ الاستقلال

14.10.2021 09:42

الأناضول تتبع الأوضاع المعيشية المتردية والاحتجاجات الشعبية المتوالية في ولايات الشرق الثلاث منذ الاستقلال عام 1956 وحتى الوقت الراهن، حيث يغلق أنصار مجلس قبلي موانئ وطريقا رئيسا، للمطالبة بالتنمية.

عادل عبد الرحيم / الأناضول

منذ نحو شهر، تشهد مناطق شرق السودان، وخاصة ولاية البحر الأحمر، إغلاقا لكل الموانئ والطريق الرئيس الرابط بين العاصمة الخرطوم ومدينة بورتسودان.

هذه الإغلاقات ينفذها "المجلس الأعلى لنظارات البجا" (قبلي)؛ احتجاجا على ما يقول إنه تهميش، ورفضا لمسار الشرق ضمن اتفاق السلام الموقع في جوبا، يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.

يمتاز شرق السودان بولاياته الثلاث، البحر الأحمر والقضارف وكسلا، بحساسية خاصة نظرا لموقعه، فهو يحد دول مصر وإثيوبيا وإريتريا، ويطل على السعودية واليمن، عبر البحر الأحمر.

ويقود احتجاجات الشرق "المجلس الأعلى لنظارات البجا"، بقيادة محمد الأمين ترك، وهو ناظر (زعيم) الهدندوة، أكبر قبائل إقليم الشرق، وتتواجد بشكل كبير في ولايتي البحر الأحمر وكسلا، خاصة في مدن سنكات وسواكن وطوكر وهيا ودرديت.

بينما يتزعم ناظر قبيلة البني عامر، علي إبراهيم دقلل، "المجلس الأعلى للإدارة الأهلية في شرق السودان"، وهو يرفض إغلاق الطرق، ويؤيد الاتفاق الخاص بمسار شرق السودان ضمن اتفاق السلام.

ولا يوجد إجماع كامل على المجلسين في الشرق، كما توجد قوى مدنية ولجان مقاومة، لا سيما في المدن الكبيرة، تتمتع بتأثير كبير وترفض إعلاء الشأن القبلي في ولايات الشرق.

وبجانب قبيلتي الهدندوة والبني عامر، تنتشر قبائل ذات وجود تاريخي في المنطقة منذ آلاف السنين، وتنتمي لمجموعة "البجا"، منها الأمرار والبشاريين والعبابدة والحلنقة.

وتتباين مواقف هذه القبائل بين مؤيد لـ"المجلس الأعلى لنظارات البجا" وداعم لـ"المجلس الأعلى للإدارة الأهلية".

و"البجا" اسم يطلق على المجموعات السكانية القديمة المنتشرة على طول ساحل البحر شمالا من منطقتي حلايب وشلاتين (متنازع عليها بين السودان ومصر) وحتى مصوع في إريتريا جنوبا.

كما توجد في الشرق مجموعات من قبائل أخرى من أنحاء السودان المختلفة، وصارت جزءا من التركيبة السكانية لشرق البلاد، منها النوبة والشايقية.

وفي 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، نظم "المجلس الأعلى للإدارات الأهلية" حشدا جماهيرا مضادا لـ"المجلس الأعلى لنظارات البجا"، في مدينة كسلا مركز الولاية التي تحمل الاسم نفسه، وذلك لتأييد الانتقال المدني ومسار الشرق والمطالبة بتنفيذ مطالب تنموية.

ويعيش السودان، منذ 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية والحركات الموقعة على اتفاق السلام.

** اتفاق جوبا

وتصاعدت الاحتجاجات في ولايات الشرق منذ أن وقعت الحكومة على اتفاق مسار الشرق في اتفاق السلام مع مسارات أخرى شملت دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والوسط والشمال.

ووقعت الحكومة الاتفاق مع فصيلين في شرق السودان، هما "مؤتمر البجا المعارض" و"الجبهة الشعبية للسلام والتحرير والعدالة".

وينص الاتفاق على تخصيص 30 بالمئة لكل من الفصيلين لتمثيلهما على المستويين التشريعي والتنفيذي في ولايات الشرق الثلاث.

كما ينص على تفعيل مبدأ "التمييز الإيجابي"، عبر الانحياز للمواطنين في المناطق الأكثر تضررا وتهميشا في مجالات التنمية، بالإضافة إلى إقامة مؤتمر جامع لأهل الشرق يضم كل القوى السياسية والمدنية والأهلية.

** غياب التنمية

منذ استقلال السودان عن المستعمر البريطاني عام 1956، ظل غياب التنمية هو القضية الملازمة لإقليم الشرق.

وبعد عام من الاستقلال، ظهر أول حزب إقليمي شرق السودان، باسم "مؤتمر البجا"، وضم مثقفين من قبائل الشرق ليكون منبرا سياسيا للبجا وسكان الإقليم، بهدف تحقيق التنمية في المنطقة ومحاربة الفقر والمرض والأمية.

وشارك "مؤتمر البجا" في انتخابات 1968 و1986، كما شارك عام 1993 في تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي المعارض لنظام الرئيس آنذاك، عمر البشير، في العاصمة الإريترية أسمرا، مع أحزاب سياسية، أبرزها حزب الأمة، بزعامة الصادق المهدي، والاتحادي الديمقراطي، والحزب الشيوعي.

وحينها، أقر التجمع العمل المسلح للإطاحة بنظام البشير، ونفذ مقاتلو الشرق عمليات مسلحة على طول الحدود مع إريتريا، وسيطروا في فترات على مناطق داخل السودان.

وأسس "مؤتمر البجا"، في 2004، تحالفا باسم "جبهة الشرق" ضم أيضا فصائل أخرى من الإقليم.

وفي 2006 وقعت جبهة الشرق اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في أسمرا، نص على استيعاب قوات جبهة الشرق، ومُنحت الجبهة مناصب سياسية في ولايات الشرق.

وبكثافة، شارك الشرق في احتجاجات شعبية، اندلعت أواخر 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية، ما دفع قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان من العام التالي، إلى عزل البشير من الرئاسة (1989ـ 2019).

** موارد ضخمة

وتفتقد ولايات الشرق لخدمات التعليم والصحة والطرق والاتصالات، رغم أنها تزخر بموارد ضخمة.

فمن جبال البحر الأحمر يُستخرج الذهب ومعادن أخرى، والقضارف هي أكثر ولايات البلاد (18 ولاية) زراعة للأراضي بنحو 8 ‎ملايين فدان سنويا.

وشرق السودان عامة هو عصب الاقتصاد، إذ يضم المرافئ النفطية على ساحل البحر الممتد لنحو 714 كيلومترا، والميناء البحري الرئيس (بورتسودان)، الذي تعتمد عليه البلاد في استيراد 70 بالمئة من احتياجاتها.

ووفق مفوضية العون الإنساني الحكومية، في سبتمبر 2020، فإن ولاية البحر الأحمر هي أفقر ولاية سودانية.

وبلغ معدل الفقر في ولايات الشرق الثلاث 54 بالمئة، بينما وصل إلى 36 بالمئة على المستوى الوطني، بحسب مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي عام 2017. -



 
Latest News





 
 
Top News