Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 18/04/2024 08:08 
News  > 

تونس.. سنة دراسية جديدة في ظل معاناة التلاميذ وأوليائهم

15.09.2021 21:11

ـ الأربعاء انطلقت السنة الدراسية الجديدة في البلاد وسيكون التعليم حضوريا في الفصول، وليس بـ"نظام الفرق" على غرار السنة الماضية جراء كورونا ـ التعليم انطلق في مدرسة "المغيرة ـ إنزال 2" الريفية، بعزف النشيد الوطني التونسي ـ المدرسة تأسست عام 1912، حيث كانت عبارة عن ضيعة خلال فترة الاستعمار...

علاء حمّودي / الأناضول

استقبلت المدرسة الابتدائية "المغيرة ـ إنزال 2"، المتواجدة بمنطقة ريفية، على بُعد حوالي 8 كيلومترات غربي العاصمة تونس، تلاميذها الأربعاء، في موسم دراسي جديد.

سنة جديدة يعود فيها نسق التدريس إلى سابق عهده، بعد اعتماد نظام الفرق (تقسيم الفصول للحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي) في السنة الماضية، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.

وفق مواكبة مراسل الأناضول، ظهر التلاميذ في أول أيام العودة المدرسية، رفقة أوليائهم، في أحلى حللهم، ملابس جديدة، أحذية سَابقوا الساعات لانتعالها، وحقائب، كأنما هي جواهر لا يقدر ندرتها سواهم.

جاء أغلب التلاميذ إلى المدرسة، التي تأسست عام 1912، سيرا على الأقدام من منازل يبعد بعضها أكثر من كيلومترين، عبر مسلك فلاحي جرى تعبيده حديثا.

المدرسة كانت عبارة عن ضيعة خلال فترة الاستعمار الفرنسي (1881-1956)، قبل أن يجري تأميم الأرض التي شيدت عليها الضيعة، وبناء المدرسة.

** فرحة العودة للمدرسة

انتظم الأولياء بالساحة الشاسعة، واصطف الأطفال ليرددوا معا وبكثير من الحماس النشيد الوطني، قبل التوجه إلى صفوف الدراسة.

ويدرس في المؤسسة، 120 تلميذة وتلميذا، وتضم 6 أقسام (فصول)، و8 مدرسات ومدرسين، إضافة إلى مديرها الشاب فوزي المدوري، وباقي الموظفين والأعوان.

يضم الفصل الأول 26 تلميذا وتلميذة، يظهر على بعضهم قليل من التوتر والخوف والفضول لاكتشاف المكان الجديد، فيما ارتسمت ملامح الفرحة والسرور على وجوه البعض الآخر,

وقالت مدرسة الفصل، فوزية الهرشي، للأناضول، إنها تدرس الفصل الأول منذ ثماني سنوات، "ودورنا مساعدتهم (التلاميذ) على التأقلم سريعا".

وأضافت: "ستكون الصعوبة في الشهرين الأول والثاني، وبعد ذلك سيعرف كل تلميذ أو تلميذة ما له وما عليه، وسيسهل التواصل بينهم من جهة، ومعنا من جهة ثانية".

وأردفت: "التدريس في فوج واحد سيجعل العمل أكثر سلاسة بعد أن تسببت الجائحة السنة الماضية في اعتماد نظام الأفواج".

** ميزانية سنوية لا تتعدى 90 دولارا

جولة سريعة بين فصول المدرسة، اكتشف فريق الأناضول معها، أن فرحة التلاميذ، أخفت نقائص عديدة تحيط بالمكان، فالمدرسة اكتفت بسور (سياج) في الواجهة الأمامية فقط.

أما جنباتها وبقية محيطها فيفتقد لذلك تماما وتحيط بها أشجار قد يكون عمر بعضها عشرات السنوات، حيث ينفتح بهو المدرسة على أرض فلاحية.

على بعد أمتار قليلة فقط، يتواجد مسار واد كبير (وادي مجردة)، وقد يكون لاقتراب التلاميذ من الوادي، نتائج كارثية، كما يحذق بهم خطر اقتحام المدرسة من أشخاص غرباء، أو حيوانات مفترسة.

وأكد مدير المدرسة المؤقت المدوري، للأناضول، أن "كل العاملين يجتهدون لتوفير الحد الأدنى المطلوب من الأمان للتلاميذ".

واستطرد: "لكن ما باليد حيلة، حيث لا نتوفر على موازنة قادرة على بناء سياج، أو تبليط الأرضية أو تحسين مستوى الحماية وتهذيب البناء المتقادم".

وأضاف: "اليوم نبدأ سنة دراسية جديدة وكل آمالنا معلقة على تقديم أقصى جهودنا، رغم الصعوبات العديدة".

وأردف: "مداخيلنا مقتصرة على تسجيل التلاميذ (..) لا نتوفر على موازنة كبيرة تُغطي احتياجاتنا، فالأمر لا يتعدى 236 دينارا (87.49 دولارا)، سنويا، لاقتناء حاجيات وإصلاحات بسيطة".

وتابع: "كل همنا أن نساهم في تقديم تنشئة جيدة ومستوى تعليمي محترم، بعض المعلمين يسيرون على الأقدام وصولا إلى مقر عملهم".

وزاد: "لا نفكر إلا في تقديم تعليم محترم لأبنائنا التلاميذ، وتلافي الصعوبات، التي نتمنى تجاوزها بمساعدات سواء من الوزارة أو من المجتمع المدني".

** معاناة يومية للتلاميذ وأوليائهم

رصدت عدسة الأناضول، أسقف بعض القاعات الدراسية المهددة بالسقوط، فيما تم تحويل مطعم المدرسة، إلى قاعة دراسية.

قاعة أخرى، عادة تُخصص للموظفين الإداريين، تكدست فيها الفضلات والأتربة، أما مياه الشرب فالأمر مقتصر على صنبور وسط ساحة المدرسة، لا يستجيب للبروتوكول الصحي الخاص بمكافحة كورونا.

وأفادت سامية الفرجاني (أم لتلميذين بالمدرسة): "صغيراي تجهزا منذ الصباح الباكر لبدء سنة دراسية جديدة، سأنتظرهما في بهو المدرسة، حتى أعود معهما إلى المنزل الذي يبعد أكثر من كيلومتر".

وتابعت للأناضول: "غياب السور المحيط بالمدرسة يجعل أي ولي تلميذ يخشى الخطر على ابنه، في الشتاء وفور نزول القليل من المطر يصبح المكان بركة كبيرة".

واستدركت: "أتمنى أن يتم إصلاح هذه النقائص وتوفير الحد الأدنى من الأمان للتلاميذ الذين ينقصهم أيضا معلمان ضمن الإطار التدريسي".

العودة لمقاعد الدراسة قد تخفي معاناة يومية تستمر سنوات في مدارس عديدة بالمناطق الداخلية التونسية.

ويبذل أولياء التلاميذ، الكثير من أجل تعليم أبنائهم مقابل صمت وتخف من المسؤولين، الذين لم يتسن الاتصال بعدد منهم للتوضيح، رغم المحاولات المتكررة لذلك.

والاثنين، أعلن وزير التعليم فوزي السلاوتي، أن عدد التلاميذ المسجلين في المرحلة الابتدائية خلال الموسم الدراسي الحالي، بلغ مليونا و232 ألفا و660 تلميذا.

وأضاف الوزير في تصريحات إعلامية، أن عدد الفصول الدراسية (بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية) يصل إلى 90 ألفا و55 فصلا، والمدرسين 154 ألفا و873. -



 
Latest News





 
 
Top News