Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 19/04/2024 09:01 
News  > 

استهداف السفن وتداعياته على الأمن الإقليمي

05.08.2021 09:26

إيران في مرحلة إبراهيم رئيسي، يتوقع أن تكون أكثر "عدوانية" في الضغط على الولايات المتحدة لانتزاع المزيد من المكاسب في مفاوضات الملف النووي.

الأناضول

تسعى الولايات المتحدة لتخفيف حدّة التوترات في الخليج بعد تعرض السفينة "ميرسر ستريت" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي "إيال عوفر" لهجوم بطائرة مسيرة في 30 يوليو/ تموز الماضي أسفر عن مقتل بريطاني وروماني.

وتناور الولايات المتحدة لكسب المزيد من الوقت تارة بالتعهد بقيادة "رد جماعي" ضد إيران، وأخرى بدعوة بريطانيا لقيادة زمام المبادرة بالذهاب إلى مجلس الأمن الدولي.

وأبلغت بريطانيا ورومانيا وليبيريا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الثلاثاء 3 أغسطس/آب، أنه من "المرجح بشدة" أن تكون إيران قد استخدمت طائرة دون طيار أو أكثر لتنفيذ "هجوم مميت" على ناقلات نفط الأسبوع الماضي قبالة سواحل سلطنة عُمان.

ونفت إيران رسميا صلتها بحادثة الهجوم على السفينة بعد ساعات من إعلان وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن الهجوم كان رداً على غارة إسرائيلية على مطار "الضبعة" في ريف حمص قرب الحدود السورية مع لبنان.

وكانت هجمات إسرائيلية استهدفت في 22 يوليو مواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني في مطار "الضبعة" العسكري ومنطقة "القصير" في ريف حمص الغربي.

وأسفرت تلك الهجمات، عن مقتل 9 أشخاص يُعتقد إن من بينهم قائد لواء "فاطميون" التابع لفيلق القدس الإيراني سيد أحمد قريشي، وعماد الأمين القيادي في حزب الله اللبناني.

وخلصت تقارير استخباراتية إسرائيلية وأمريكية إلى أن السفينة "ميرسر ستريت" التي ترفع علم ليبيريا، تعرضت لهجوم إيراني باستخدام طائرة مسيرة تحمل متفجرات.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إنها تعمل مع "الشركاء لدراسة الخطوات التالية، وتتشاور مع حكومات من دول المنطقة وخارجها بشأن الرد الذي سيكون وشيكا" بالتنسيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا.

لكن بعد مرور 5 أيام دون رد، توالت الأنباء، الثلاثاء 3 أغسطس عن تعطل 3 سفن قرب ساحل الإمارات في بحر عُمان، وذكرت مصادر أن مسلّحين اختطفوا ناقلة اسمنت وطالبوها بالإبحار إلى إيران، وذلك بعد خروج سفينة تجارية وناقلة نفط عن السيطرة.

وأعلنت واشنطن أنها تراقب الوضع قبل اتخاذ أي موقف، في حين نفت إيران تورطها.

وكان موقع "لويدز ليست" البريطاني قد قال إن أفرادا مدججين بالسلاح اختطفوا ناقلة الإسمنت "أسفالت برينسيس" وطالبوها بالإبحار إلى إيران.

وجاء ذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام بريطانية نقلاً عن مصادر أن ناقلة الإسمنت التي ترفع علم بنما تعرضت للاختطاف، مع اشتباه بمسؤولية "مليشيات إيرانية" عن الخطف.

وتعتقد مصادر بريطانية بأن السفينة تعرضت للخطف وأن "العمل جار على افتراض أن الجيش الإيراني أو وكلاء له على متن السفينة".

وخرجت سفينة "غلدن بريليانت" التي تحمل مواد كيماوية وترفع علم سنغافورة، عن السيطرة في المياه الإماراتية قرب ميناء الفجيرة بعد تعرضها لاصطدام بلغم بحري وفق ما نشرته قناة "فيلق القدس" الإيراني على حسابها في تليغرام، فيما أفادت وكالة "فارس" الإيرانية بانفجار لغم في ناقلة بالمياه الدولية في خليج عُمان.

وحظيت حوادث السفن باهتمام دولي واسع باعتبارها تهديد مباشر لحرية الملاحة والتجارة عبر مياه الخليج والبحر الأحمر.

وتتصدر إسرائيل جهود إقناع الدول المعنية بالهجوم على سفينة "ميرسر ستريت" بالرد الجماعي على إيران، أو أنها ستقرر الرد بشكل انفرادي.

ولا تزال كل من إسرائيل وإيران تتجنبان الحرب "المفتوحة" وتفضلان تبادل الهجمات على السفن بالنسبة لإيران، أو على مواقع ومعسكرات الحرس الثوري الإيراني في سوريا بالنسبة لإسرائيل التي أيضا استهدفت ما لا يقل عن 10 سفن إيرانية معظمها تنقل النفط إلى سوريا، وهي هجمات قلما تتناولها وسائل الإعلام.

وتخوض إيران معظم حروبها في المنطقة ضد أعداء "مفترضين" مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، عبر قوات حليفة لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن لتجنب المساءلة المباشرة أمام المجتمع الدولي.

واستهدفت إيران خلال أكثر من عامين عدة سفن تجارية على صلة بإسرائيل التي اعترضت بدورها سفنا إيرانية في البحر الأبيض المتوسط تشتبه باستخدامها بنقل النفط إلى سوريا أو نقل أسلحة وذخيرة.

وبلغت الهجمات ذروتها في الخليج ذروتها في منتصف عام 2019 بعد زيادة حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران التي استهدفت نحو 6 سفن تجارية بسلسلة من الهجمات الصاروخية أو بالغام بحرية أو بالاحتجاز.

لكن معظم الهجمات التي كان الهدف منها توجيه رسائل تحدي للولايات المتحدة، كانت تنفذ بالغام بحرية ذات قوة تفجيرية "محدودة" لتجنب الخسائر البشرية أو التدمير الكامل للسفن أو إغراقها.

وتتباين ظروف ونتائج الحملة على السفن هذا العام عما سبقه من أحداث تعرضت لها سفن تجارية وناقلات نفط عامي 2019 و2020.

وتواجه الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا التي خسرت أحد مواطنيها تحدي مواجهة رغبة إسرائيل بالرد العسكري الذي هو الآخر على ما يبدو مرتبطا بموافقات أمريكية مسبقة على خلاف ما كان عليه الأمر في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الذي كان لا يتردد بالرد على إيران دون تنسيق مع واشنطن.

وتزامن تصعيد حوادث السفن مع انتهاء ولاية الرئيس الإيراني "المعتدل" حسن روحاني الذي سعى طيلة سنوات لتحسين علاقات بلاده مع الولايات المتحدة والدول الغربية.

وتحذر إيران من الرد الفوري والحاسم على أي هجوم محتمل يهدد أمنها ومصالحها في حين رفعت الجاهزية القتالية لقواتها كافة تحسبا لأي رد إسرائيلي أو دولي محتمل.

ومع وصول الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى السلطة، تتخوف الولايات المتحدة وإسرائيل من زيادة حدة التوترات في المنطقة عبر زيادة الدعم الإيراني للقوات الحليفة لها في العراق واليمن بالطائرات المسيرة.

سيكون من المفترض لاستراتيجيات إسرائيل الرامية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي أو تطوير الصواريخ الباليستية، أن تبادر للرد على إيران بشكل منفرد لردعها عن القيام بهجمات مماثلة ضد السفن ذات الصلة بإسرائيل أو المملوكة لها.

ومن المهم لدول أخرى مثل السعودية ردع المخاطر الإيرانية المحتملة على حركة الملاحة الدولية عبر قوى حليفة لإيران مثل جماعة الحوثي في اليمن.

وأعلنت السعودية في 30 يوليو، أنها أحبطت محاولة استهداف لإحدى سفنها التجارية بالبحر الأحمر بطائرة مسيرة اتهمت جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران بالمسؤولية عنها.

من المهم لإسرائيل والولايات المتحدة والدول الأخرى تقليل القدرات الإيرانية المباشرة أو عبر قوات حليفة لها على تهديد مصالحها في الخليج والمنطقة، وإرغام إيران على احترام القوانين الدولية التي تكفل حرية الملاحة والتجارة.

لكن إيران في مرحلة ما بعد استلام إبراهيم رئيسي مقاليد السلطة رسميا اليوم 5 أغسطس يتوقع أن تكون أكثر "عدوانية" في الضغط على الولايات المتحدة والدول الحليفة لانتزاع المزيد من المكاسب في مفاوضات الملف النووي التي تسعى واشنطن لاستئنافها في غضون الأسابيع القادمة. -



 
Latest News





 
 
Top News