Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 29/03/2024 04:07 
News  > 

فتح الطريق بين الشرق والغرب الليبي.. هل ينهي الانقسام؟

03.08.2021 12:56

هل تنازل حفتر عن غلق الطريق الساحلي تحت ضغوط وإغراءات دولية ومحلية؟ فتح الطريق سيضاعف الضغوط على "فاغنر" الروسية لإعادة الانتشار خارج سرت نجاح العسكريين بفتح الطريق يلقي بمسؤولية أثقل على السياسيين لإنهاء القاعدة الدستورية وقوانين الانتخابات.

الأناضول

شكل فتح الطريق الساحلي الرابط بين الغرب الليبي وشرقه، اختراقا مهما في الأزمة متعددة الأوجه التي تعيشها البلاد على الرغم من رمزيته، خاصة وأنه يأتي في وقت تعثر فيه المسار السياسي وتقلصت الآمال في إمكانية إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.

والجمعة، أعلنت لجنة الـ5+5 العسكرية المشتركة، إعادة فتح الطريق الساحلي الرئيسي، بعد أن أمهل الجيش الليبي اللجنة إلى غاية السبت للتواصل مع مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لفتح الطريق من جانبها.

وإعادة فتح الطريق الساحلي، بعد عامين من غلقه، تشكل "أول نجاح بارز" لحكومة الوحدة الوطنية بعد استلامها السلطة رسميا في 16 مارس/آذار الماضي، وأيضا نجاح للجنة الـ5+5 منذ اتفاقها على وقف إطلاق النار في جنيف في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

ولا تكمن أهمية هذا النجاح في رفع المعاناة عن الليبيين وتسهيل تنقل المسافرين والبضائع بين غرب البلاد وشرقها فقط، بل الأهم من ذلك إنهاء أحد أوجه الانقسام في البلاد، ولذلك دلالة رمزية على أن البلاد في طريقها للملمة شتاتها في مواجهة مشاريع الانقسام أو الانفصال أو الفدرالية.

وهذا ما أشار إليه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة، في كلمته التي ألقاها بسرت (شرق طرابلس) عقب إزالته أحد السواتر الترابية، قائلا: "عهد التشتت والفرقة وشبح الانفصال قد ولى إلى غير رجعة".

حيث استلمت "لجنة الترتيبات الأمنية"، المنبثقة عن لجنة 5+5 العسكرية، مهمة تأمين الطريق الساحلي، والتثبت من نزع الألغام، وأصبح على عاتقها حماية المسافرين والبضائع المستعملة لهذا الطريق.

** لماذا تنازل حفتر؟

إعادة فتح الطريق الساحلي، وإن كانت إحدى بنود اتفاق جنيف في أكتوبر الماضي، إلا أنها خطوة تأخر تحقيقها بسبب رفض مليشيات حفتر نظرا لتواجد مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية في سرت، خاصة بقاعدة القرضابية الجوية وميناء المدينة.

وحتى بعد أن أعلن رئيس حكومة الوحدة إعادة فتح الطريق الساحلي في 20 يونيو/حزيران الماضي، إلا أن مليشيات حفتر تمسكت بغلقه، رغم تنازل غرفة تحرير سرت والجفرة التابعة للجيش الليبي عن شرط إخراج مرتزقة فاغنر من سرت، بعد ضغوط من المجلس الرئاسي ومن الحكومة.

لذلك تشكل موافقة حفتر على إعادة فتح الطريق الساحلي "مفاجأة صغيرة"، لها أسبابها وخلفياتها، خاصة وأنها تأتي بعد ضغوط أممية وأمريكية، وتلويحات بكشف أسماء المعرقلين لاتفاق جنيف.

وتحميل حفتر مسؤولية عرقلة فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب قد يعرضه لعقوبات دولية أو على الأقل أمريكية وغربية، مثلما كان الشأن بالنسبة لمحمود الورفلي ومحمد الكاني، التابعين لمليشيات حفتر، قبل أن يتم تصفيتهما.

ومن شأن أي عقوبات دولية على حفتر أن تؤثر على حظوظه وعلى سمعته في الترشح للرئاسيات والفوز بها، خاصة مع عودة سيف الإسلام القذافي للظهور مجددا كمنافس قوي له على الساحة السياسية.

لذلك يسعى حفتر إلى تحسين صورته أمام المجتمع الدولي وأمام الرأي العام المحلي، خاصة وأنه يُحضر نفسه للترشح للرئاسيات، ويسعى لكسب تأييد الناخبين.

وفتح الطريق الساحلي سيقلص مئات الكيلومترات عدة ساعات من مسافة التنقل من الشرق إلى الغرب، بدل استعمال طريق التفافي طويل يمر عبر وسط الصحراء الليبية.

إلا أن خطوة حفتر جاءت متأخرة، وتمكن الدبيبة من حصد نتيجة هذا النجاح، رغم أن اللجنة العسكرية المشتركة كان لها الدور الفاعل في تجسيد هذا القرار على الأرض.

هذا ما يبدو في الظاهر، لكن من غير المستبعد أن تكون هناك صفقة ما عقدت في الخفاء بين حفتر والحكومة، مقابل تنازله لإعادة فتح الطريق، فليس من طبيعة اللواء المتقاعد تقديم تنازلات مجانية إلا تحت الضغط أو المساومة.

فعدم قدرة حفتر على دفع أجور عناصر مليشياته أصبحت تطفو للعلن، وإمكانية تمرد بعضها غير مستبعد، مثلما يحدث للواء التاسع ترهونة (الكانيات) الذي قتل زعيمه محمد الكاني مؤخرا على يد مليشيات الشرق.

** هل ستنسحب فاغنر من سرت؟

ويشكل بقاء عناصر فاغنر والمرتزقة الأفارقة في سرت خطرا على المسافرين وشاحنات النقل البضائع التي ستعبر الطريق الساحلي، لذلك تضغط عدة أطراف محلية ودولية على إخراجهم من ليبيا.

فغرفة عمليات سرت والجفرة التابعة للجيش الليبي شددت في أكثر من مرة على ضرورة إخراج المرتزقة الأجانب من المنطقة وإبعادهم عن خطوط التماس.

وإعادة فتح الطريق سيضاعف الضغوط الأممية والدولية على فاغنر للانسحاب بعيدا عن سرت.

وقد نشهد في المرحلة المقبلة إعادة انتشار عناصر فاغنر خارج مدينة سرت وقاعدتها الجوية، خاصة إذا وافق مجلس الأمن على إرسال بعثة مراقبين دوليين إلى المنطقة، بعد إرساله فريق متقدم مصغر إلى سرت في مارس/آذار الماضي.

غير أن هذا التفاؤل ما زال محفوفا بالحذر، وفتح الطريق الساحلي قد يكون مؤقتا أو من الممكن أن يستعمله أحد الأطراف لابتزاز الطرف الآخر في ملفات أخرى، مثلما فعل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عندما عرقل تحرير الميزانية وربطها بتخصيص موارد مالية لحفتر.

كما أن فاغنر تبدو خارج سيطرة حفتر، وليس من السهل إخراجها من سرت، إذ سبق لها أن انسحبت من المدينة في مارس الماضي، عند احتضانها اجتماع مجلس النواب بشقيه لاعتماد حكومة الوحدة، لكنها سرعان ما عادت إلى مواقعها السابقة بعد انتهاء الاجتماع.

وهذا ما قد يفسر سبب إصرار حفتر في الفترة الأخيرة على ضرورة مغادرة المرتزقة الأراضي الليبية "عاجلا ودون شروط"، في الوقت الذي تواصل القواعد العسكرية الجوية في شرق البلاد استقبال طائرات محملة بالمرتزقة والأسلحة، بما يتناقض مع تصريحات اللواء المتقاعد، الذي يحاول التماهي مع المطالب الدولية.

** العسكريون يسجلون نقطة جديدة

تقدم العسكريون، ممثلين في لجنة الـ5+5، التي تضم ضباطا من الجيش الليبي وآخرين من مليشيات حفتر، خطوة جديدة على السياسيين سواء في ملتقى الحوار (لجنة الـ75) أو فرق الحوار التي جمعت وفودا من مجلسي النواب والدولة.

فكما شكل اتفاق وقف إطلاق نار الذي وقعته لجنة الـ5+5 العسكرية، خطوة متقدمة سمحت فيما بعد للسياسيين في ملتقى الحوار باختيار مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية، فإن فتح الطريق الساحلي على رمزيته من شأنه تشجيع السياسيين على التقدم في ملفي القاعدة الدستورية وقوانين الانتخابات.

فحتى بعد تجاوز مهلة 1 أغسطس/آب، الجديدة التي وضعتها مفوضية الانتخابات لاستلام القاعدة والدستورية قوانين الانتخابات، إلا أن الآمال ما زالت معلقة على إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، خصوصا وأن المفوضية شرعت في تسجيل الناخبين الجدد أو غير المسجلين أو الذين غيروا مقرات إقامتهم.

كما أن لجنة التوافقات المنبثقة عن ملتقى الحوار عقدت لقاءين افتراضيين في 27 و31 يوليو/تموز المنصرم، بهدف التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن مقترح للقاعدة الدّستورية، وآلية صنع القرار.

ولم يحدد بعد اجتماع جديد لملتقى الحوار بعد تعثر لقاء جنيف الذي عقد نهاية يونيو وبداية يوليو الماضي.

في الوقت الذي لا يبدي فيه عقيلة صالح رغبة في عقد اجتماع جديد لملتقى الحوار، ويناور من أجل إقصاء مجلس الدولة وملتقى الحوار في اعتماد قانوني الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالإضافة إلى القاعدة الدستورية.

وفي ظل تعقد المسار السياسي يشكل فتح الطريق الساحلي الرئيسي بين الغرب والشرق بارقة أمل في إمكانية دفع ملتقى الحوار لتحقيق تقدم في القاعدة الدستورية، وتراجع عقيلة صالح عن خيار "تلغيم الحوار السياسي" وتشكيل حكومة موازية بالشرق. -



 
Latest News





 
 
Top News