Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 20/04/2024 02:06 
News  > 

أطفال الأسيرة الفلسطينية "أبو كميل" يتلهفون ليوم "حريتها"

29.07.2021 11:11

يترقب أطفال الأسيرة الفلسطينية لدى إسرائيل، نسرين أبو كميل (46 عاماً)، بكل شوق لحظة إطلاق سراح والدتهم المعتقلة منذ 6 سنوات، من خلال جدول زمني "رزنامة" على جدار منزلهم.

هاني الشاعر/ الأناضول

بلهفة وشوق كبيريْن، يتطلّع أطفال المعتقلة الفلسطينية نسرين أبو كميل (46 عاماً) من مدينة غزة، ليوم إطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية، وتنسمها الحرية، بعد مرور 6 سنوات من الغياب القسريّ.

ومقابل رزنامة (جدول زمني) تحمل أعداداً مرتبة تنازلياً من مائة إلى واحد، معلّقة على جدار منزلهم، يتسمّر أطفال "أبو كميل"، صباح كل يوم ليشطبوا رقم اليوم الذي مرّ، وعيونهم تصبو إلى الرقم "1" يوم الحرية المنتظر.

ويحمل الرقم "1"، بالنسبة للأبناء السبعة، "معاني الحرية واللقاء المرتقب" منذ سنوات.

ومع شطب الرقم "81"، الأربعاء، لم يتبقّ سوى 80 يوماً فقط لتتنسم المعتقلة "أبو كميل" عبق الحرية بعد قضاء فترة محكوميتها في السجن، البالغة ست سنوات.

واعتقلت السلطات الإسرائيلية، "أبو كميل"، في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، لدى مغادرتها غزة عبر حاجز إيرز/ بيت حانون شمالي القطاع، وحكمت عليها في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بالسجن لمدة 6 سنوات، مع احتساب مدة التوقيف.

وتنحدر "نسرين" من مدينة حيفا داخل إسرائيل، لكنها متزوجة بفلسطيني من غزة، وتقيم في القطاع منذ زواجها.

وبحسب عائلتها، فقد وجّهت المحكمة الإسرائيلية لـ"أبو كميل"، "تُهما باطلة"، منها تصوير ميناء حيفا بغرض التجسس، خلال آخر زيارة لعائلتها عام 2014.

وبالرغم من الفرح بقُرب اللقاء، لكن الأيام الثمانين المقبلة تُعد الأثقل والأصعب على الأشقّاء السبعة، وهم: فراس (19 عامًا)، فارس (18 عامًا)، أميرة (17 عامًا)، ملك (15 عامًا)، داليا (13 عامًا)، نادين (9 أعوام)، وأحمد (7 أعوام).

ويُطلق أبناء "أبو كميل" العنان لمخيّلتهم في تصور طبيعة اللقاء الأول بوالدتهم، التي حرموا من زيارتها طوال فترة سجنها، بينما كان أُتيح لهم سماع صوتها الخافت عبر اتصال هاتفي بين الفينة والأخرى.

**شوق ليوم الحرية

تقول الفتاة "أميرة"، كبرى أخواتها الإناث، إنها وأشقّاءها متشوقون ليوم حرية والدتهم، وينتظرونه بفارغ الصبر، لذا قرروا تصميم جدول زمني "رزنامة" ليوم إطلاق سراحها، مع بدء العد التنازلي للأيام المائة الأخيرة من سجنها.

وتضيف "أميرة" لوكالة الأناضول "بشكل يومي.. نشطب كل يوم يمر من الأيام المائة الأخيرة، في انتظار الرقم (واحد) الذي قررنا أن تشطبه والدتنا بيدها وتتبعه بتوقيعها، ابتهاجاً بطي صفحة الاعتقال ومرارته من حياتها".

وأوضحت الفتاة، التي ترمق يوم الإفراج بلهفة غامرة، أنها تفكّر دائماً بلحظة اللقاء الأول، والعناق الأول".

وزادت في قولها "كلما أفكر في هذا الأمر، تتسارع نبضات قلبي، ويتملكني شعور ممزوج بالفرحة العارمة، والحسرة على سنوات فراق لم تكن لها قيمة بدون أمي".

وتُكمل الفتاة "نفتقد حنان الأم على الدوام، ويزداد حُزننا في المناسبات والأعياد، حيث تكون فرحتنا بها منقوصة بسبب الفراق.. لقد عشنا أياماً قاسية".

وفضلاً عن ألم البُعد والفراق، يعيش الأبناء السبعة معاناة إضافية، نتيجة التفكير في الظروف القاسية التي تعانيها الأم داخل السجون الإسرائيلية، وما تتسبب به من تأثير نفسي وجسدي عليها.

وتردف الفتاة، وهي ممسكة بهاتفها المحمول تقلّب فيه صوراً قديمة لوالدتها، إنها متحمسة جداً لرؤية والدتها، وتعُدّ وإخوتها الأيام المقبلة، كل يوم كأنه عام من شعور الانتظار".

**سنوات قاسية

تستذكر "أميرة" بحزن كبير، الأيام والشهور الأولى التي أعقبت اعتقال والدتها، واصفة إياها بـ"القاسية جداً".

وتصف الفتاة حياتها في محاولة تعويض فقدان أمها، فتقول "لم نكن معتادين على غيابها، عشتُ 6 أعوام من العذاب، قضيتها ما بين الدراسة وأعمال المنزل، والمناسبات العائلية، وتوفير احتياجات الأسرة، وتربية أشقائي الصغار ورعايتهم، كوني الأكبر بين الفتيات".

لم تكن "أميرة" قد بلغت أعوامها الـ 11، حين اعتقلت إسرائيل والدتها، لكنها تحملت مسؤولية كبيرة جداً، وصفتها بــ "الأمانة الثقيلة" التي تفوق طاقة فتاة في سنّها، وقدرتها.

وتضيف "لكني حملتُ على عاتقي مسؤولية ثقيلة في رعاية صغارنا، إلى جانب والدي وأشقائي الذكور الذين يكبرونني سناً".

واستكملت "تحملتُ مسؤولية لم أتخيل أن أتحملها يوماً، فلم يكن أخي الأصغر (أحمد)، يبلغ ثمانية شهور حينما اعتقلت إسرائيل والدتي، أما اليوم فقد تجاوز الأعوام السبعة ولا يعرف أمه إلا عبر الصور".

وتتساءل الفتاة عما ارتكبه أخوها الصغير من ذنب، ليُحرمه الاحتلال من حنان أمه في أحوج سنوات عمره إليها، وقد لا يتعرف عليها حين يلقاها لأول مرة!.

وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4850 أسيراً، بينهم 41 سيدة، و225 طفلاً، و540 معتقلاً إدارياً (بدون محاكمة)، وفق أحدث إحصائيات لمؤسسات تختص بشؤون الأسرى. -



 
Latest News





 
 
Top News