Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 28/03/2024 23:46 
News  > 

"بثينة" طفلة مُصابة بضمور الدماغ.. بأي ذنب قتلتها إسرائيل؟

12.06.2021 11:27

الطفلة بثينة عبيد (7 سنوات)، من سكان بلدة جباليا، شمالي قطاع غزة، قتلت بشظايا صاروخ إسرائيلي استهدف محيط منزلها، ثاني أيام عيد الفطر. عانت بثينة من ضمور في الدماغ، ما تسبب لها بمشاكل في النطق، والحركة.

نور أبو عيشة/ الأناضول

بإيماءة الوداع، هكذا غادرت الطفلة بثينة عبيد (7 سنوات)، المصابة بمرض الضمور في الدماغ، الذي تسبب لها بمشاكل في النطق والمشي، بحسب عائلتها.

على ركبتيها، وبحركات سريعة، هرولت الطفلة للحاق بوالدها "محمود"، الذي غادر المنزل لتوّه لشراء بعض المعلّبات الغذائية لعائلته.

بجهد كبير، نجحت "بثينة" في النزول عن درجات السلم، حيث يقع منزلها في الطابق الثالث من عمارة سكنية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، متجاهلةً الألم الذي أصاب ركبتيها جرّاء احتكاكهما بالأرضية.

وقفت قليلا في حديقة المنزل المتواضعة، تشيح برأسها يمينا ويسارا بحثا عن والدها، لكنّها لم تجده.

لم تغادر بثينة المكان، وجلست مكانها منتظرةً عودته، لكنّ شظايا صاروخ إسرائيلي، سقط بالقرب من منزلها الواقع في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، باغتتها وأصابت رأسها الصغير، وألقتها أرضا.

أثار انفجار الصاروخ في الخارج، كانت "مزلزلة"، كما وصفها الوالد "محمود"، لوكالة "الأناضول"، ما دفع جميع المشاة للاحتماء خوفا من الإصابة.

لكنّه لم يعلم أن مصابا أليما ينتظره في المنزل، وأن طفلته "بثينة"، التي يطلق عليها لقب "فاكهة المنزل"، مضرجة بدمائها داخل الحديقة.

لم ينقشع الغبار بعد، وعلت أصوات صراخ في المكان، هرع والدها الذي كان قريبا من المنزل، ليستطلع الأمر.

"بثينة ملقاة على الأرض، تغرق في بركة من الدماء"، هكذا قال، مستدركا: " حملتها سريعا وخرجت بها إلى الشارع طالبا الاستغاثة، لتصادفني سيارة إسعاف".

بعد صعوده إلى السيارة، وفحصها من قبل الطواقم الطبية، أخبروه أن شظية صاروخ اخترقت رأسها.

يعدّ الوالد الثواني، وينظر بعينين متلهّفتيْن، منتظرا خبرا يُطمئنه عن صحتها.

"البنت استشهدت.. عظّم الله أجركم"، قاطعت هذه العبارة أمل الوالد في الانتظار ونزلت عليه كالصاعقة، كما يقول.

ويستدرك: " لكنّنا احتسبنا بثينة شهيدة عند الله".

**تفاصيل من حياتها

خاضت بثينة، ذات الجسد الضعيف والنحيل، رحلة شاقة من العلاج على أمل تحسّن حالتها الصحية.

غادرت قطاع غزة، لأربع مرات، متوجهة إلى مستشفى "المقاصد"، بالقدس المحتلّة، في إطار رحلتها العلاجية والفحوصات الطبية.

تعلّمت بثينة، التي تعاني من مشاكل في الدماغ، الصلاة بشكل ذاتي مستلهمة إياها من عائلتها، كما قال والدها.

ويتابع: " رغم أنها غير قادرة على النطق، بثينة كانت تهرول للوضوء والصلاة بعد كل أذان".

كما شاركت عائلتها صلاة قيام الليل "الاعتكاف" في العشر الأواخر من شهر رمضان الفائت.

وتابع: " كانت تحرص على الصلاة، رغم أنها غير قادرة على النطق، ولا تعرف كيف تؤديها بشكل سليم".

لكنّها تعرف عدد الركعات، والتشهد، والتسليم، فيما تتمتم بكلمات غير مسموعة، في صلاتها.

"بثينة" التي تترك خلفها آثارا من الفوضى بعد عبثها بالأثاث والمستلزمات المنزلية، حافظت بشكل واضح على المصحف، الذي كانت تمسكه وتقرأ منه بـ"تمتمة"، على حدّ قول والدها.

ويستدرك: " دائما تقرأ من المصحف، وتتمتم عند قراءتها، وأجزم أنها تقرأ قراءة صحيحة".

**الصورة الأخيرة

في أول أيام العيد، التقطت بثينة لنفسها، خلال عبثها بهاتف والدتها، صورة وهي مبتسمة وترتدي فستان العيد.

هذا الفستان، اشترته والدتها، عايشة عبيد، بداية العدوان، من أجل زرع البسمة والفرحة في قلب "بثينة"، وإعطائها فسحة راحة علّها تنسيها أصوات الانفجارات التي تعلو في محيط مكان سكنهم.

في اللحظة الأولى التي رأت فيها الفستان، هلّلت بثينة بتمتمات، وترفع يديها للأعلى من الفرحة.

وأخذت الفستان وخبأته كي يبقى جديدا ونظيفا، وتقول والدتها: "في كل لحظة كنت أراها ذابلة، أخرجه من الخزانة، وألاعبها، وألبسها إياه".

لكنها استشهدت، في ثاني أيام العيد، بعد يوم واحد من الفرحة والصورة.

بثينة كانت تنتظرها أياما جميلة، على حدّ قول والدتها، بعد أن تحسّنت صحتها قليلا، وبدأت بخطوات متأرجحة وخجولة، المشي على قدميها.

وتتابع: " كنت أنتظر أن تتعافى أكثر كي أبدأ رحلة التعليم، وعلاجها من مشاكل النطق، وتمكينها من القراءة".

يبدو المنزل صامتا وحزينا بعد استشهاد "بثينة"، فتقول والدتها إنها "تقضي معظم أوقاتها في فراغ كامل".

وأما شقيقتها، آلاء (10 سنوات)، التي امتلأت عيناها بالدموع، تقول إنها "تشتاق جدا لبثينة، وحياتها أصبحت خالية من الفرح والسعادة".

وتضيف: "كانت بثينة مرحة، وحنونة، وتخلق أجواء جميلة جدا داخل المنزل، لكن ما ذنبها كي تقتل!"."بثينة"، التي أنهك المرض جسدها والتهم جزءا من حياتها، انتقل إليها المرض بالوراثة، حيث توفيت شقيقتها التي حملت أولا اسم "بثينة" بذات المرض.

وتقول والدتها: " أسميناها بثينة، على اسم شقيقتها، لأننا اعتبرناها عوض من الله عن الأولى التي توفت بنفس المرض منذ 9 سنوات".

وبعد أن تقاسمت مع شقيقتها ذات الاسم، تقاسمت أيضا قبرها، حيث دفنت إلى جانب شقيقتها في نفس القبر.

في 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين جراء اعتداءات "وحشية" إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية وتحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة، انتهت بوقف لإطلاق النار، فجر 21 مايو/أيار الماضي.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية عن 290 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات؛ خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل. -



 
Latest News





 
 
Top News