إندونيسي يجذب الأطفال لتعلم القرآن بزي مهرج

أديلين تري بوتري مارسيلين / الأناضول

يرتدي الإندونيسي يحيى هندروان زي المهرج، ثم يجلس أمام المرآة لوضع مستحضرات التجميل التنكرية، ليس من أجل حضور حفلة، بل لتعليم القرآن للأطفال، في دار للأيتام قرب منزله في تانجيرانج، ثالث أكبر مدينة في منطقة العاصمة الكبرى.

اكتشف يحيى (38 عاما) هذه الطريقة الفريدة أثناء تدريسه القرآن الكريم في دار السلام والنور للأيتام، حيث بدأ عمله قبل 13 عاما.

وقال للأناضول، وهو يرتدي قبعة بيضاء إسلامية وثياب منقطة باللونين الأزرق والأصفر، إنه مر 11 عاما منذ بدأ ارتداء زي المهرج لتعليم القرآن بطريقة ممتعة".

وأضاف: "يستغرق الأمر 10 دقائق فقط لأضع مستحضرات التجميل وأرتدي ملابسي".

لدى يحيى شريك في هذه المهمة الفريدة أيضا، وهو ابنه ميرزا، البالغ من العمر 5 سنوات، وعندما التقيناه كان مشغولا أيضا بارتداء زي المهرج الخاص به لمرافقة والده.

وأوضح المعلم الإندونيسي أنه لا يتقاضى المال مقابل التدريس في دار الأيتام، حيث يحصل على دخله من خلال عمله مهرجا في الحفلات والمناسبات.

لكن لم يعد كسب المال من عمله كافيا، حيث انخفض الطلب على خدماته؛ ما أجبره على فتح "كشك" صغير لبيع وجبات خفيفة تصنعها زوجته.

ورغم ظروف جائحة كورونا، تمكن يحيى من جمع الأطفال، مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية، بما في ذلك ارتداء الكمامة، لحماية نفسه والآخرين.

وعن سبب توجهه لهذه الطريقة الفريدة لتعليم القرآن، أوضح يحيى: "بارتداء زي المهرج، يصبح جذب انتباه الأطفال أسهل بالنسبة لي".

وأشار أنه تلقى انتقادات عدة من عائلته وجيرانه في البداية، قائلا: "والدي قال إنه يشعر بالحرج من رؤيتي في زي مهرج، واقترحت زوجتي أن أجد وظيفة أخرى".

واستدرك، "غير أنهم قبلوا وظيفتي الآن و يدعمونني".

ولتوطيد علاقته بالأطفال وجعل وقته معهم أكثر تشويقا، لفت يحيى أنه قبل بدء الدرس، يقوم بتحية الطلاب بطريقة هزلية، ويؤدي بعض الحيل السحرية.

كما أنه في بعض الأحيان، ينظم لهم مسابقات بسيطة تتضمن أسئلة حول الإسلام، ويقدم الهدايا للطلاب الذين يجيبون بشكل أسرع.

وبيّن أنه يشتري هذه الهدايا، التي تتضمن ألغازا وحافظات أقلام ودفاتر وغيرها، من نفقته الخاصة.

مشاعر إنسانية

يعزو يحيى دافعه للترفيه عن الأيتام وحثهم على دراسة القرآن، إلى رغبته في العطف عليهم وغمرهم بالمشاعر الإنسانية.

وأضاف أنه يشعر بالواجب لجعلهم يضحكون وإدخال السرور على قلوبهم، "حتى ينشغلوا عن حزن فقدان والديهم ولو للحظة".

ويرى أن التدريس بزي المهرج أثبت نجاحه، حيث أصبح الأطفال "أكثر حرصا على التعلم، والحفظ بشكل أسرع".

وأضاف: "كان الأمر مختلفا قبل أن أبدأ ارتداء الزي، فلم يكن الأطفال متحمسين لتعلم القرآن، فضلا عن حفظ المواد التي قمت بتدريسها".

تشجيع على القراءة

بعد الانتهاء من تعليم القرآن، عادة ما يتجول المعلم المخلص في الحي الذي يسكن فيه، ومعه كتب متعددة ومختلفة؛ لتشجيع الأطفال على القراءة.

ولا يقوم بتوزيع الكتب فحسب، بل يقرأ أيضا مع الأطفال قصصا إسلامية لرفع معنوياتهم.

وقال: "أريد أن أشجع الأطفال على قراءة المزيد من الكتب، واللعب بشكل أقل على الأجهزة الإلكترونية".

ورغم رحلته الصعبة، أكد يحيى أنه مصمم على مواصلة التدريس، وأن يصبح شخصا ذا نفع للآخرين. -