Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 29/03/2024 00:00 
News  > 

المغرب وألمانيا.. "خلافات عميقة" تعكر صفو العلاقات

06.03.2021 09:27

مطلع مارس الجاري، أعلن المغرب قطع العلاقات مع السفارة الألمانية بالرباط. البعض أرجع قرار الرباط، لغضبها من موقف برلين، المعارض لقرار واشنطن الاعتراف بالسيادة على إقليم الصحراء. مسؤول بالخارجية المغربية، قال إن ذلك بمثابة تنبيه يعبر عن استياء إزاء مسائل عدة.

أحمد بن الطاهر/ الأناضول

مطلع مارس/ آذار الجاري، أعلن المغرب، قطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالعاصمة الرباط، جراء "خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية".

وقالت الخارجية المغربية، في رسالة إلى أعضاء الحكومة، اطلع عليها مراسل الأناضول، إن المغرب قرر "قطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالرباط بسبب خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية".

وأضافت ذات الرسالة، أن "خلافات عميقة تهم قضايا المغرب المصيرية، استدعى قطع العلاقات التي تجمع الوزارات والمؤسسات الحكومية مع نظيرتها الألمانية".

وأردفت: "بالإضافة إلى قطع جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون والجمعيات السياسية الألمانية".

** قطع العلاقات دون إبداء الأسباب

كان ملفتا للانتباه، أن رسالة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الموجهة للحكومة، لم تذكر تفاصيل الخلافات التي أدت إلى قطع العلاقات مع سفارة برلين.

وذهب أغلب المتتبعين والمحللين، إلى القول بأن قطع الرباط علاقاتها مع السفارة الألمانية، له علاقة بقضية إقليم الصحراء.

وبينما رفض وزير الخارجية المغربي الحديث عن خلفيات هذا القرار، لوسائل الإعلام، أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارته، لوكالة "فرانس برس"، أن المملكة تريد الحفاظ على علاقاتها مع ألمانيا.

وأضاف ذات المسؤول، مفضلا عدم نشره اسمه، أن القرار هو "بمثابة تنبيه يعبر عن استياء إزاء مسائل عدة".

وأردف: "من القضايا الخلافية بين البلدين، موقف ألمانيا بشأن الصحراء، وانتقادها قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الأراضي المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو (الصحراء)".

وتابع: " وأيضا استبعاد ألمانيا للمغرب، من المفاوضات حول مستقبل ليبيا، خلال مؤتمر نظمته برلين في يناير (كانون ثان) 2020".

وفي 10 ديسمبر/كانون أول الماضي، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم.

ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب و"البوليساريو" حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.

وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار تحت رعاية أممية.

وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم.

** توجه مغربي جديد

وفي حديث للأناضول، قال العمراني بوخبزة، أستاذ العلاقات الدولية، أن "هناك توجه جديد في السياسة الخارجية للمغرب، أصبح يتبلور انطلاقا من عام 2015".

وأضاف الأكاديمي بجامعة "عبد المالك السعدي" في تطوان (شمال/حكومية): "لا شيء أصبح يعلو على المصالح العليا للمملكة، وأي شريك يجب أن يستوعب أن تلك المصالح خط أحمر".

واستطرد: "ربما في السابق كانت هناك محاولة لتجزيء طبيعة العلاقات بين المغرب ومجموعة من الأطراف، على اعتبار أن هناك مصالح يمكن ترتيبها بشكل، يضمن استمرارية العلاقات".

واستدرك: "ولكن الآن الأمور لم تعد كما كانت من قبل".

وأوضح أن "كل من يرغب في علاقات ثنائية مع الرباط، يجب أن يراعي الوضوح، ولا يتسم بالضبابية، ولا تجزيء لطبيعة الملفات التي تجمع المغرب مع هاته الدول".

وأفاد قائلا: "هذا البلد الأوروبي، له مجموعة من المصالح مع المغرب، على المستوى الاقتصادي، كما توجد جالية مغربية مقيمة في ألمانيا".

واستكمل: "بالتالي، هي رسالة موجهة لكل من يوجد في نفس الوضعية كألمانيا، بمعنى رغم وجود هذه المصالح، فهذا لا يعني إمكانية المساس بالمصالح العليا للمملكة، وعلى رأسها الوحدة الترابية".

** ألمانيا تتفاعل

يومين بعد إعلان الرباط قطع علاقاتها بالسفارة الألمانية، استدعت الحكومة الألمانية (في 3 مارس الجاري)، السفيرة المغربية في برلين (زهور العلوي) لمشاورات "عاجلة".

وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، كريستوفر برغر، بمؤتمر صحفي، "استدعينا السفيرة المغربية لمشاورات عاجلة، في الوزارة لتوضيح تقارير بشأن أحداث في المغرب".

وزاد: "في نظرنا لا يوجد سبب لفرض قيود على العلاقات الدبلوماسية، ألمانيا والمغرب تعاونتا عن كثب منذ عدة عقود، وهذا بنظرنا في مصلحة البلدين".

وتابع: "لا شيء تغير في سياسات ألمانيا تجاه المغرب".

** ألمانيا مهمة في أعين بايدن

بدوره، ذكر محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية بجامعة "جورج ميسن" الأمريكية، أن "الرأي العام ينتظر من خارجية المغرب تفسيرا لدواعي قراراها تجميد كافة أوجه التعامل مع سفارة برلين".

وزاد الشرقاوي في مقال نشره على حسابه بـ"فيسبوك": "هي ليست أزمة دبلوماسية بسبب قضية واحدة، بل بما تعتبره الرباط تراكم تحفظات على مواقف ألمانية متلاحقة منذ أكثر من عام".

وأضاف: "إذا اعتمدنا ميزان السياسة الدولية حاليا بمنطق غير منحاز، فإن واقع الحال يقول إن دور ألمانيا ريادي في رسم سياسات الاتحاد الأوروبي، الآن أكثر من أي وقت سابق".

واستطرد: "تزداد أهمية برلين أيضا في أعين الرئيس (الأمريكي جو) بايدن وفريق سياسته الخارجية، وسط اتسّاق وجهات النظر بين واشنطن وعواصم أوروبية أخرى".

وأردف: "من يدعو للقطيعة الدبلوماسية مع ألمانيا، كمن يحث مسؤوليها ومشرّعيها في البرلمان، على تبني معادلة صفرية إزاء المغرب، في منطقة استراتيجية جنوب البحر المتوسط، بجوار التعاملات الموازية مع الجزائر وتونس".

** علاقات تجارية قوية

ويرتبط المغرب بعلاقات جيدة مع ألمانيا، التي دأبت على تقديم مساعدات مالية للرباط، آخرها جرى تقديمه في 10 ديسمبر الماضي.

وأعلنت السفارة الألمانية في الرباط، آنذاك، أن برلين ستدعم المغرب بمليار يورو لأجل مساعدة المملكة على مواجهة تداعيات جائحة كورونا.

وقالت السفارة عبر صفحتها في "فيسبوك": "سررنا كثيرا لنجاح المباحثات بين الحكومتين الألمانية والمغربية، والتي من خلالها سيستفيد المغرب بأكثر من 1.137 مليار يورو (157 مليون يورو منح و980 مليون يورو قروض منخفضة الفائدة)".

ومطلع فبراير/ شباط الماضي، قال المكتب الفدرالي الألماني للإحصائيات (حكومي)، إن "المبادلات التجارية بين المغرب وألمانيا، بلغت نحو 3 مليارات و200 مليون يورو خلال 2020".

وتحتل المملكة، المرتبة الثالثة في القارة الإفريقية من حيث المبادلات التجارية مع ألمانيا، خلف جنوب إفريقيا ومصر.

واستورد المغرب من ألمانيا في 2020، نحو مليار و900 مليون يورو من السلع، وبلغت صادراته حوالي مليار و300 مليون أورو. -



 
Latest News





 
 
Top News