Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 24/04/2024 09:54 
News  > 

"الجزيرة العائمة".. وطن بديل يهدد حق عودة مسلمي الروهنغيا

23.09.2020 09:41

يقاوم مسلمو الروهنغيا الإقامة في إحدى الجزر البنغالية النائية خوفا من تعطيل مفاوضات العودة إلى وطنهم في ميانمار بعد 3 سنوات على أكبر حملة عسكرية دامية أدت إلى تهجيرهم قسرا.

الأناضول

تبذل حكومة بنغلاديش بمساعدة الأمم المتحدة، جهودا حثيثة لتحويل جزيرة نائية قبالة سواحها إلى وطن بديل لآلاف مسلمي الروهنغيا الفارين من جحيم الاضطهاد في ميانمار.

وتلقى تلك الجهود رفضا ومقاومة من لاجئي الروهنغيا، لا سيما مع تصاعد المخاوف من تهديد حقهم بالعودة إلى وطنهم في ميانمار.

وأنفقت بنغلاديش 23 مليار تاكا (نحو 272 مليون دولار) على تطوير 120 قرية في باسان شار "الجزيرة العائمة"، لاستيعاب 100 ألف من الروهنغيا في المرحلة الأولى.

وفي مايو/ أيار الماضي، نقلت حكومة بنغلاديش، 306 لاجئين من مسلمي الروهنغيا إلى الجزيرة، فيما نظمت الأسبوع الفائت زيارة لـ40 من الروهنغيا مدة ثلاثة أيام لاختبار المعيشة في الجزيرة.

وتقع الجزيرة النائية في خليج البنغال على بعد حوالي 50 كيلومترا (31 ميلا) من الساحل الجنوبي الغربي للبلاد، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب.

ويواجه الروهنغيا، الذين وصفتهم الأمم المتحدة بأنهم أكثر البشر اضطهادا في العالم، حملة عسكرية وحشية في ولاية "أراكان" الغربية في ميانمار، حيث لجأ أكثر من 1.2 مليون من الأقلية المسلمة إلى منطقة "كوكس بازار"، جنوب شرق بنغلاديش.

** مقاومة مشروعة

يقول عبد الحميد أحد قادة المجتمع في مخيم الروهنغيا، للأناضول: "نقدر ضيافة بنغلاديش لنا لسنوات وممتنون لحكومة البلاد على بناء مستوطنات جيدة لنا، لكننا نريد العودة إلى وطننا".

ويضيف: "كنت بين مجموعة تضم 40 روهنغيا زاروا الجزيرة الأسبوع الماضي.. قلة من الناس يعيشون هناك، وسيكون من الصعب علينا العودة من الجزيرة إذا استقرينا فيها".

ويتابع: "ستفسر حكومة ميانمار أيضا الإقامة المؤقتة في الجزيرة على أنها إعادة التوطين وتطيل أمد عملية التفاوض الجارية من أجل عودتنا إلى وطننا أراكان".

فيما يؤكد خين مونج، المدير التنفيذي لجمعية شباب الروهنغيا، للأناضول، عدم وجود أي بادرة إيجابية من حكومة ميانمار لاستعادة مواطنيها من لاجئي الروهنغيا.

ويضيف: "يطيلون أمد عملية التفاوض للعودة بشكل غريب، ومع هذا الوضع فإن إعادة التوطين في أي جزيرة نائية ببنغلاديش يعني تدمير إمكانية العودة إلى الوطن تحت إشراف دولي".

ويتابع: "إنها مبادرة جيدة من حكومة بنغلاديش، لكن موقفنا واضح للغاية، ونريد العودة إلى بلدنا بحقوق المواطنة والأمان".

بدورها، تقول الناشطة الروهنغية جوماليدا بيغوم، للأناضول: "من الواضح أن المستوطنات في جزيرة باسان شار أفضل من المخيمات المزدحمة في كوكس بازار. لسنا مهتمين بالاستقرار هنا لفترة طويلة كأشخاص عديمي الجنسية".

وتعرت بيغوم عن قلقها إزاء استمرار تكفل حكومة بنغلاديش في إمداد الجزيرة بالمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية دون وجود لأي أنشطة للأمم المتحدة أو أو وكالات المعونة والإغاثة الدولية.

** توطين طوعي

من جانبه، قال وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلالم عبد المؤمن، خلال اجتماع المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، السبت: "لسوء الحظ حتى اليوم، لم يعد أي من الروهنغيا إلى بلادهم، وبدل إيجاد بيئة صالحة لهم ليتمكنوا من العيش فيها، يستمر القتال والقصف في ولاية راخين".

فيما يوضح المتحدث باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في بنغلاديش مصطفى محمد ساد، للأناضول، أن ضمان سلامة واستدامة الحياة في جزيرة بنغلاديش ضروري، إلى جانب أن تكون عمليات نقل لاجئي الروهينغا طَوعية دون إرغام.

ومتفقا مع الرأي السابق، يؤكد مفوض الإغاثة والعودة للاجئين في بنغلاديش محمد محبوب علم تالوكر، للأناضول، أن "إعادة توطين الروهنغيا في الجزيرة سيكون حتما بشكل طوعي من أجل توفير ظروف معيشية أفضل".

ويقول تالوكر: "مستعدون لبدء عملية إعادة التوطين، ننتظر فقط الضوء الأخضر من حكومة بنغلاديش، ولن يُجبر أحد من الروهنغيا على الانتقال إلى جزيرة باسان شار".

في المقابل، تقول ناشطة حقوقية من الروهنغيا، للأناضول: "لن نذهب أبدا إلى جزيرة باسان شار، فهذه ليست أرضنا، نريد أن نعود إلى أرضنا، وهي ميانمار".

وتضيف الناشطة، مفضلة عدم ذكر اسمها: "يجب ألا تحاول بنغلاديش إرسال شعبنا إلى الجزيرة، هذا ليس حلا، كما أنه يعطي فرصة أكبر لحكومة ميانمار لتأخير مفاوضات العودة إلى الوطن".

وتختتم بقولها: "لا نريد أن نعيش داخل قفص ذهبي، حلمنا العودة إلى أرضنا".

وفي أغسطس/ آب 2017، أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، حملة عسكرية دامية بحق مسلمي الروهنغيا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة آنذاك بأنها "تطهير عرقي".

ووفقا للأمم المتحدة، بلغ عدد الفارين إلى بنغلاديش من القمع والاضطهاد في أراكان بميانمار، 900 ألف.

وتعتبر حكومة ميانمار، الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم". -



 
Latest News





 
 
Top News