الأناضول
أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، "تصاعد قلق الأمة المصرية" حيال مشروع سد "النهضة" الإثيوبي، وحذر من احتمال مواصلة القتال وتجاوز ما اعتبره "خطا أحمر" في ليبيا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، عبر اتصال مرئي، أمام الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وقال السيسي: "هناك تصاعد في قلق الأمة المصرية البالغ حيال مشروع سد النهضة الذى تشيده دولة صديقة (إثيوبيا)".
وأضاف: "أمضينا ما يقرب من عقد كامل فى مفاوضات مضنية مع أشقائنا فى السودان وإثيوبيا".
وتابع: "خضنا على مدى العام الجاري جولات متعاقبة من المفاوضات (..) إلا أن تلك الجهود لم تسفر للأسف عن النتائج المرجوة منها".
وشدد على أن "نهر النيل ليس حكرا لطرف، ومياهه بالنسبة لمصر ضرورة للبقاء دون انتقاص من حقوق الأشقاء".
وأعلن وزير الري السوداني، ياسر عباس، أواخر أغسطس/آب الماضي، "وجود تباعد" في المواقف التفاوضية بين مصر وإثيوبيا بشأن السد، معتبرا أن طريقة التفاوض باتت "غير مجدية".
وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي.
وتطرق السيسي إلى الوضع في ليبيا، الجارة الغربية لمصر، داعيا "كل الأطراف للعودة إلى المسار السياسى، بغية تحقيق السلام والأمن والاستقرار".
ومنذ سنوات يعاني البلد الغني بالنفط من صراع مسلح، إذ تنازع مليشيا الجنرال الانقلابي المتقاعد، خليفة حفتر، الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة.
وتابع: "أعلنا ونكرر هنا أن مواصلة القتال وتجاوز الخط الأحمر، ممثلا فى خط سرت– الجفرة، ستتصدى مصر له دفاعا عن أمنها القومى وسلامة شـعبها".
واعتبرت الحكومة الليبية، في يوليو/ تموز الماضي، حديث السيسي عن "خط أحمر" تدخلا في الشؤون الليبية، خاصة في ظل اتهامات تنفيها القاهرة بدعم مليشيا حفتر.
ويسود ليبيا، منذ 21 أغسطس/ آب الماضي، وقف لإطلاق النار تنتهكه مليشيا حفتر من آن إلى آخر.
وبشأن فلسطين، قال السيسي إنه "إذا كنا ننشد حقا تحقيق السلام والأمن الدائمين فى منطقة الشرق الأوسط، فليس أحق بالاهتمام من قضية فلسطين التى مازال شعبها يتطلع للعيش فى دولته المستقلة جنبا إلى جنب مع باقى دول المنطقة".
وتصدرت القضية الفلسطينية المشهدين الإقليمي والدولي، في الفترة الأخيرة، حيث وقعت الإمارات والبحرين، في واشنطن منتصف الشهر الجاري، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل.
وواجهت هذه الخطوة رفضا شعبيا عربيا واسعا، باعتبارها خيانة للقضية الفلسطينية في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية، بينما تعتبر أبوظبي والمنامة أن التطبيع "قرار سيادي". -
|