Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 20/04/2024 06:27 
News  > 

"ألقت طفلها في البحر".. مأساة أسرة لبنانية حلمت بالأفضل

18.09.2020 17:42

لقاء أجرته الأناضول مع أم لبنانية حاولت مع أسرتها تحسين ظروف المعيشة عبر الهجرة غير الشرعية، لتواجه واقع مأساوي، راح ضحيته طفلها.

يوسف حسين / الأناضول

لم تتوقع اللبنانية "زينب القاق" من مدينة طرابلس (شمال) أن ينتهي حلمها بواقع أفضل عبر الهجرة إلى أوروبا، بنهاية مأساوية استمرت ثمانية أيام في عرض البحر وراح ضحيتها طفلها.

خلال رحلتها المأساوية فقدت زينب (42 عاما)، طفلها محمد، الذي توفي عقب نفاذ الطعام والماء، لتُذكّر العالم بمأساة الطفل السوري "آلان كردي" الذي لفظته مياه بحر إيجة قبل خمسة سنوات.

مأساة بدأت عندما قررت زينب وزوجها بيع منزلهما وكل ما يمتلكان في لبنان، لتوفير المال من أجل الهجرة أملا في واقع أفضل، غير أنها انتهت بإلقاء جسد طفلهما صاحب العامين بعد وفاته إلى البحر.

ويشهد لبنان حركة هجرة غير نظامية عبر البحر المتوسط إلى قبرص الرومية، بهدف الانتقال منها إلى أوروبا هربا من ضنك العيش في بلادهم التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة.

وفي 14 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن أحد سفنها العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل" أنقذت 37 مهاجرا غير نظامي كانوا عالقين على متن قارب خشبي قبالة السواحل اللبنانية.

** آمال عريضة

تبدأ زينب بسرد مأساتها لمراسل للأناضول بالقول: "كنا 50 شخصا أردنا الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية للتخلص من الفقر الذي نعاني منه في لبنان".

وأضافت: "انطلقنا بقارب نحو قبرص الرومية من منطقة المنية (شمال)، وتولى القيادة رجل من المهاجرين معنا مستخدما بوصلة، لكننا فقدنا الطريق لضعف خبرته".

وتابعت: "حينها اتصلنا بالمهربين الذين وفروا القارب، لكن دون فائدة، حتى نفذ الوقود وبقينا عالقين".

وعن شعورها في تلك الأثناء، أوضحت بحرقة: "خلال أول يومين من ضياعنا في البحر توفي نجل ابن خالي (3 أعوام ونصف)، نتيجة الجوع والعطش بعد أن نفذ الطعام والشراب منا، فتضور جوعا حتى مات".

وزادت أن أطفالها الأربعة، وهم ثلاث بنات ومحمد "كانوا يصرخون أيضا من الجوع، لكن لم نمتلك شيئا ليأكلوه أو يشربوه".

** عجز مرير

وعن قصة ابنها، قالت زينب: "بعد نفاذ الماء والطعام، ارتفعت حرارة محمد، فوضعت قطعة مبللة بمياه البحر على جبينه لتنخفض الحرارة، لكن دون جدوى".

وبألم أعقبه صمت، أضافت: "هكذا فارق محمد الحياة".

وأشارت إلى أن "الركاب على متن القارب كفنوا محمد بثيابهم التي مزقوها عن أجسادهم، وربطوا جسده بحبل وأنزلوه إلى المياه خوفا من تعفنه".

وذكرت أن "الجسد بقي مربوطا ليومين، حتى تركناه يغوص في البحر بعد أن فقدنا الأمل في النجاة، ثم قرر زوجي فك الحبل".

** العودة إلى الحياة

وأوضحت زينب أنه "بعد ثمانية أيام من الجوع والعطش في عرض البحر، عثرت علينا سفينة تركية، وأعادتنا إلى لبنان".

وعن رحلة العودة، قالت: "تحولت أحلامي إلى كابوس مؤلم، فقدت ابني، وعدت إلى حياة أكثر فقرا، فلم يعد لدينا منزل يأوينا".

وفي نهاية حديثها، عبرت زينب عن "شكرها للسفينة التركية التي أنقذت حياتها، قائلة: "لو لم تساعدنا ماذا كنا سنفعل، كم تمنيت أن أبقى ومن تبقى من عائلتي مع أولئك الناس على السفينة".

** جانب آخر من القصة

عدنان إسماعيل، جد الطفل الثاني ابن الـ3 أعوام ونصف الذي توفي على متن القارب، يروي للأناضول جانب آخر من القصة، حيث بقي هو في لبنان ولم يهاجر مع أسرة بنته.

قال إسماعيل: "ما دفع ابنتي وعائلتها للهجرة غير الشرعية سوء الأوضاع المعيشية، زوج ابنتي لم تكن لديه القدرة على توفير الحليب لأطفاله بسبب الغلاء".

وأوضح أنه "بعد يومين من انطلاقهم لم نحصل على خبر، وانتابنا القلق، اتصلنا بشخص معني (من المهربين) في قبرص لنسأله، لكنه قال لم يصل أحد، علمنا حينها أنهم مفقودون".

وأضاف إسماعيل: "نفذ الطعام والماء، وتوفى حفيدي في اليوم الثاني (..) لقد تعذبوا كثيرا".

** "آلان اللبناني"

أثارت حادثة موت الطفل وإلقائه في البحر، مشاعر اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لصعوبة الأمر بأن يضطر والدان إلى إلقاء طفلهما في مياه البحر.

وأطلق ناشطون على الطفل محمد اسم "آلان اللبناني" في إشارة إلى الطفل السوري "آلان كردي" ابن الثلاثة أعوام، الذي مات غرقا في مياه بحر إيجة عندما انقلب قارب كان يستقله مهاجرون غير نظاميين عام 2015.

وهزت صورة الطفل "آلان كردي" حينها مشاعر العالم وهو بين ذراعي شرطي تركي بكاه بحرقة عند انتشاله من مياه بحر إيجة.

ويحاول اللبنانيون منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، توصيل صوتهم للطبقة السياسية لحل الأزمة الاقتصادية الراهنة، عبر التظاهرات، وقطع الطرقات، وتنفيذ الإضرابات.

وعقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، وجد بعض اللبنانيين أن لا فرصة أمامهم للتخلص من الفقر سوى اتخاذ قرار الهجرة غير النظامية عبر البحر. -



 
Latest News





 
 
Top News