Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 26/04/2024 02:38 
News  > 

مفقودو بيروت.. ابتلعهم المرفأ وأمل العثور على أحياء يتلاشى

11.08.2020 23:56

بعد أسبوع من كارثة انفجار مرفأ بيروت تشير تقديرات رسمية إلى أن عدد المفقودين بين 30 و40، وسط تساؤلات من ذويهم لا تجد إجابة رسمية عن مصيرهم.

يوسف حسين / الأناضول

انفجار هائل هز مرفأ بيروت قبل أسبوع، سقطت معه حكومة حسان دياب، وعشرات القتلى ومئات المصابين، فيما لا يزال يقبع عشرات المفقودين تحت الأنقاض، وإن كان أمل الحصول على ناجين منهم قد بدأ يتلاشى.



بعبارات "نريد أن يظهر شيء عنه"، و"أنقذوا روحه من تحت الركام"، و"لا نعرف إن كان توفي أو على قيد الحياة"، يظل الوجع، على ألسنة أسر مفقودين تحدثوا للأناضول بحثا عن الغائب وخوفا من المصير المجهول.

وفي 4 أغسطس/آب الجاري، قضت بيروت ليلة دامية، جراء ذلك الانفجار، مخلفا 171 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وبين 30 و40 شخصا مفقودا في تقديرات رسمية غير نهائية.** "صياد" الانفجار بلا أثر



في حديث للأناضول، علي مكحل، قريب المفقود علي صوان يسترجع لحظات الفقد، قائلا: "على كان موجود بالقرب من مكان الانفجار على أحد أرصفة المرفأ، كان يصطاد الأسماك من هناك فهذا عمله وقوت عائلته".

علي صوان الذي اصطاده الانفجار آنذاك، لا يزال مفقودا منذ الكارثة، بحسب مكحل، وأقصى أمنية لزوجته وأولاده الصغار معرفة مكانه.

وبحزن يقول: "لا أحد يتواصل معنا، بل نحن نتواصل مع وزارة الصحة".



** الأمل الأخير

حال صوان، لم يختلف عنه قليلا محمد طليس، فهما في الفقد سواء، فالأخير، موظف بشركة شحن في مرفأ بيروت الذي شهد الانفجار.



فراس طليس، شقيق المفقود، يقول بأسي للأناضول: "حتى الآن لا يوجد أي معلومات عنه، سواء كان جريحاً أو شهيداً، لا نعرف أي شيء عنه نهائياً".



والأصعب على أسرة طليس، أنها عثرت على شبيه له بين القتلى، قبل أن يظهر فحص الـ DNA أنه ليس هو، وفق فراس، مما دعاهم لمعاودة البحث بكل المستشفيات.



وكأنه يحمل جبلا فوق ظهره، يتحدث بصوت مهموم: "لا أحد يسأل ولا يهتم والذي تحت الركام لن ينتظرهم حتى اليوم الثاني، بل هكذا يأخذون ما تبقى من روحه".

غير أن بحدة يعود وينتقد السلطات في بلاده قائلا: "لو هناك دولة تحترم نفسها لعملت طوال الوقت لإيجاد المفقودين".متسائلا: "هل لو كان هذا الحادث مع أحد أبناء نائب أو وزير هل كانوا صمتوا؟".



ويعود ليتذكر شقيقه قائلا: "أخي مفقود ولا نعرف إن كان توفي أو لا يزال على قيد الحياة، وهذا غير مقبول بالإنسانية والدين، وأمي لا تعرف ابنها أين؟، زوجته أيضاً، أولاده يسألون عنه".



** مرارة الفقد مرتان



مرارة المصير المجهول، يحكيها أيضا محمد أوسو، زوج المفقودة السورية الجنسية آية مصطفى، ليضاف الفقد إلى قائمة مصاعب الهجرة عن بلادها الواقعة في صراع مسلح من سنوات.

ويقول للأناضول إن "آية لا تزال مفقودة، ذهبت يوم الانفجار إلى بيروت لشراء بعض الحاجات، وتكلمت معنا قبل الانفجار بساعتين، ووقت الانفجار فقدت، ولا نعلم أين هي؟".

ويضيف: "لدينا طفلان، روان بعمر 7 سنوات، وأحمد بعمر 5 سنوات، وأريد أن أعرف أين زوجتي وأن تتواصل معنا أي جهة".

قريب من تلك الحالة، مفقود سوري الجنسية أيضا يدعى عامر حسين، كان قريب من المرفأ وقت الانفجار مع صديقيه، فتوفي الأول والثاني بحالة حرجة، بينما هو مجهول مصيره.

على عباس صديق المفقود، تحدث للأناضول، عن معاناة مضاعفة لأسرة صديقه التي تعيش بين مرارة الفقد ومنع الحدود.

يقول عباس: "عائلة عامر لا تزال في سوريا، حاولوا الوصول إلى لبنان ولكن تم منعهم على الحدود".

ويضيف: "لا يوجد أحد قريب له هنا ليقوم بفحص DNA، ونريد فقط أن نعرف مصير الشاب لنخبرهم ونخفف عنهم".

ويستطرد: "أنا أتواصل مع الصليب الأحمر وجهات أخرى، والجميع يقول أنه لا نتيجة إلى الآن، والأمل بالله".

وفي مواجهة أوجاع قصص الفقد المتوالية، أنشأ ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعات وصفحات إلكترونية نشر فيها صور المفقودين ومعلومات عنهم وأرقام هواتف أقاربهم لتسهيل التواصل معهم وطمأنتهم.

ووفق تقديرات رسمية أولية، وقع انفجار المرفأ في عنبر 12، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مُصادرة ومُخزنة منذ عام 2014.



ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، الإثنين، بعد أن حلت منذ 11 فبراير/ شباط الماضي محل حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية على الاستقالة، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.



ويزيد انفجار المرفأ من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، من تداعيات أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، وكذلك من استقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية. -



 
Latest News





 
 
Top News