بيلاروسيا.. لوكاشينكو يستهل ولايته السادسة على وقع احتجاجات

علي جورا/ الأناضول

أعيد انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي يترأس بيلاروسيا منذ 26 عامًا، وفقًا لنتائج غير مؤكدة للانتخابات الرئاسية.

شغل لوكاشينكو، المعروف باسم "باتكا"، والتي تعني "الأب" في بلاده، منصب رئيس الجمهورية لمدة 5 فترات منذ عام 1994.

بدأ لوكاشينكو، الذي يبلغ السادسة والستين من العمر بحلول نهاية الشهر الجاري، حياته السياسية عام 1989 كمرشح في الانتخابات البرلمانية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (الاتحاد السوفييتي).

فشل لوكاشينكو في محاولته الأولى، لكنه تمكن في الدورة التالية من الانتخابات من الفوز ليصبح نائبًا في المجلس الأعلى لجمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفياتية عام 1990.

انتخب لوكاشينكو، الذي حصل على 80٪ من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 1994، كأول رئيس لجمهورية بيلاروسيا المستقلة، وشكل انتخابه آنذاك مفاجأة كبيرة في البلاد.

في عام 1995، طرح لوكاشينكو على البرلمان تعديلات تتعلق بعلم بيلاروسيا الجديد وشعار الدولة، وجعل اللغة الروسية لغة الدولة الرسمية، واعتماد سياسات التكامل الاقتصادي مع روسيا، وقد حظيت تلك التعديلات بقبول البرلمان.

وافقت بيلاروسيا وبأغلبية كبيرة من خلال استفتاء جرى تنظيمه عام 1996، على جملة من التعديلات التي طرحها لوكاشينكو، أعاد من خلالها تشكيل النظام الرئاسي والحكومي والبرلماني بشكل جذري.

أثارت تلك التعديلات ردود فعل صاخبة من قبل نواب في المعارضة، لاسيما المادة التي تسمح للرئيس بتولي المنصب لأكثر من فترتين رئاسيتين.

واصل لوكاشينكو مهامه رئيسًا لبيلاروسيا، عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في البلاد عام 2001، والتي فاز فيها بنسبة 75.65 في المئة من الأصوات.

انتخب لوكاشينكو رئيسًا للمرة الثالثة، بعد حصوله على 83 بالمئة من الأصوات عام 2006، و79.65 بالمئة عام 2010، و83.49 بالمئة عام 2015.

استهل لوكاشينكو، الذي حصل على 80 في المئة من الأصوات وفقًا لنتائج غير رسمية للانتخابات الرئاسية التي أجريت في نهاية الأسبوع الماضي، ولايته السادسة باحتجاجات عمت البلاد.

وخرج العديد من المتظاهرين في مظاهرات احتجاجية على نتائج الانتخابات، التي وصفوها بالمزورة، كما نظموا وقفات احتجاجية في الشوارع والميادين الرئيسية.

سعت الشرطة لتفريق المتظاهرين المطالبين باستقالة لوكاشينكو ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المحتجين، فيما اتخذت الشرطة إجراءات أمنية مشددة.

لوكاشينكو قرب بلاده من دول الشرق

بعد إقامة علاقات وثيقة مع روسيا خلال فترة ولايته، وقع لوكاشينكو اتفاقية "دولة الاتحاد" بين روسيا البيضاء وروسيا عام 1997، ثم أسس الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي مع روسيا وكازاخستان عام 2014.

بسبب موقعها الجغرافي السياسي بين روسيا وأوروبا، عملت روسيا على تشكيل منطقة التقاء بين روسيا والغرب.

لوكاشينكو، المعروف بسياساته تجاه المصالحة مع دول الشرق أكثر من التقرب إلى الغرب، تعرض لانتقادات من دول غربية، بسبب استخدامه السلطوية في الحكم وعلاقاته الوثيقة مع روسيا.

مساع للتقرّب من الغربفي عام 2008، قرر كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلغاء قرارات سابقة بفرض عقوبات تضمنت حظرا على لوكاشينكو من دخول هذه البلدان.

وفي عام 2011، أعاد الاتحاد الأوروبي مرة أخرى ، حظر السفر على لوكاشينكو، وتضمن القرار حظر الدخول والمرور عبر بلدان الاتحاد، وشمل إلى جانب لوكاشينكو بعض المسؤولين الحكوميين.

واعتبارًا من عام 2016، تم رفع الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات المفروضة على لوكاشينكو وبعض الأسماء والشركات المقربة منه، باستثناء حظر الأسلحة الذي لا يزال ساريًا حتى الآن.

وقد لعب عدم اعتراف لوكاشينكو باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، دورًا مهمًا في رفع العقوبات المفروضة على الرئيس البيلاروسي وتحسين صورته في الغرب.

يحاول لوكاشينكو إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار في منطقته، وفقًا للموقع الجيوسياسي لبلاده، ولعب دور الوسيط في الأزمات الدولية والإقليمية مثل الأزمة الأوكرانية.

لوكاشينكو.. عاشق لهوكي الجليد

يمتلك لوكاشينكو خبرات جيدة في مجال القطاع الزراعي وتربية الحيوانات، ويجري زيارات منتظمة إلى مزارع إنتاج الحليب ومنتجات الألبان، التي لها مكانة مهمة في اقتصاد البلاد.

ويشتهر لوكاشينكو بحبه أيضًا للرياضة، ويولي اهتمامًا خاصًا بهوكي الجليد، ويلعب هذه الرياضة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من وقت لآخر. -