القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول-
رصد مركز حقوقي إسرائيلي، ارتفاعا حادا في عدد المنازل الفلسطينية التي هدمتها إسرائيل بالضفة الغربية، خلال شهر يونيو/حزيران المنصرم رغم تفشي وباء كورونا.
وقال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الأنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، في تقرير أصدره، الثلاثاء، وأرسل نسخة منه لوكالة الأناضول" صعّدت إسرائيل خلال الشهر الماضي، من وتيرة هدم المنازل في الضفة الغربيّة: 151 فلسطينيّا فقدوا منازلهم وتشرّدوا وبضمنهم 84 قاصراً".
وأضاف إن "التشرّد في الظروف الحاليّة ينطوي على مخاطر تفوق تلك العاديّة، ومن ذلك خطر الإصابة بوباء الكورونا الذي يواصل الانتشار في أنحاء الضفة الغربيّة".
وأشار "بتسيلم" إلى انه " هدمت إسرائيل خلال شهر يونيو/حزيران 30 منزلاً فلسطينيّاً في مختلف أنحاء الضفة الغربيّة، دون أن يشمل ذلك القدس الشرقية، بما يُعادل عدد المنازل التي هُدمت في الضفة منذ بداية السّنة وحتى نهاية شهر مايو/أيّار".
وأضاف "خلال هذا الشهر فقد 100 فلسطينيّ منازلهم وبضمنهم 53 قاصراً".
وتابع "إضافة إلى ذلك هدمت إسرائيل خلال شهر يونيو/حزيران نفسه 33 مبنىً غير سكنيّ، وهكذا فقد هدمت إسرائيل بالمجمل خلال شهر واحد 63 مبنىً في شتّى أنحاء الضفة الغربيّة".
كما أشار "بتسيلم" إلى أن إسرائيل صعّدت خلال شهر يونيو/حزيران من وتيرة هدم المنازل في القدس الشرقية بشكل ملحوظ حيث هدمت 13 منزلاً وشرّدت بذلك 51 شخصاً بضمنهم 31 قاصراً.
وقال "يعادل هذا العدد ضعف معدّل الهدم الشهريّ في الأشهر الخمسة الأولى من هذه السّنة والذي بلغ 6 منازل شهريّاً".
وأضاف "ثمانية من المنازل التي هُدمت خلال شهر يونيو/حزيران هدمها أصحابها بأنفسهم بعد تسلّمهم أوامر الهدم من بلديّة القدس، وذلك لكي يتجنّبوا دفع الغرامات وتكلفة الهدم على يد آليّات البلديّة، وخلال الشهر نفسه هُدمت أيضاً 3 مبانٍ غير سكنيّة".
وحذر "بتسيلم" من أن إسرائيل، تواصل انتهاك حقوق الفلسطينيين، رغم انشغال العالم بوباء "كورونا".
وأضاف "رغم تواصُل انشغال العالم كلّه بأزمة صحّية لا سابق لها ولم تتّضح عواقبها بعد، تُواصل السّلطات الإسرائيليّة تخصيص الوقت والموارد للتجبّر بسكّان القدس الشرقية وكذلك سكّان التجمّعات الأكثر عُرضة للأذى في الضفة الغربيّة والتي تسعى إسرائيل منذ عقود إلى تهجيرها من مناطق سكناها".
وقال "تتذرّع إسرائيل في "الظروف العاديّة" بحجّة تطبيق القانون لتبرّر سياسة الهدم المكثّف والمتواصل".
ولفت إلى أن "إسرائيل كانت قد تعهّدت في شهر إبريل/نيسان أمام الأمم المتحدة بأن تمتنع عن هدم المنازل خلال فترة الوباء، وطوال فترة تطبيق إجراءات العزل، لكنّها أوضحت حينذاك أنّها لا تعتزم الامتناع عن هدم البُنى التحتيّة الإنسانيّة".
وقال "بتسيلم" إن "عودة إسرائيل السّريعة إلى ممارسات الهدم الرّوتينيّة فورَ إزالة الإغلاق المؤقت في السّلطة الفلسطينيّة تُثبت أنّ تعهّدها المذكور لم يكن سوى خدعة ترويجيّة تتجنّب بها سِهام النقد".
وكانت إسرائيل قد احتلت الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، عام 1967.
وتبرر إسرائيل، هدم المنازل بعدم حصول أصحابها على رخص بناء.
ولكن منظمات إسرائيلية وفلسطينية ودولية تشير إلى أن إسرائيل تتعمد عدم منح رخص البناء للفلسطينيين.
وتشير معطيات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن شهر يونيو/حزيران الماضي شهد ارتفاعا حادا بعدد الإصابات بفيروس كورونا في الضفة الغربية والقدس الشرقية. -
|