Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 26/04/2024 01:43 
News  > 

غزة.. "أحجار بناء" صديقة للبيئة من النفايات

12.12.2019 08:56

الدكتور المهندس حسام الأقرع نقل تجارب فرنسية إلى غزة. تمكن من إنتاج أحجار بناء صديقة للبيئة بالاستعانة برماد النفايات حصل على جائزة (الإبداع والتميز)، من الحكومة الفرنسية، والتي تمنح في مجال "حماية البيئة والتنمية المستدامة"

هاني الشاعر/ الأناضول

نجح مهندس فلسطيني، من قطاع غزة، في إدخال رماد النفايات، في عملية صناعة "أحجار بناء"، صديقة للبيئة.

ونقل الدكتور المهندس، حسام الأقرع (48 عامًا) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، هذه التجربة، من خلال دراسته وعمله في فرنسا لعدة سنوات؛ حصل خلالها كذلك على شهادة دكتوراه في هندسة المواد.

ويقول الأقرع لمراسل وكالة الأناضول إنه عمل بين عامي 2004-2012 في وزارة البحث العلمي الفرنسية، لا سيما إعادة تدوير ما هو متوفر في الطبيعة، موضحا أنه نال، قبل عدّة أشهر، جائزة (الإبداع والتميز)، من وزارتي الخارجية والبيئة الفرنسيتين، والتي تمنح في مجال "حماية البيئة والتنمية المستدامة".

وحصل عام 2006 على منحة من الحكومة الفرنسية لمدة أربع سنوات، للعمل على تدوير الباطون المتوفر بغزة بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي كان عام 2005.

كما أجرى بحثًا علميًا في فرنسا، أثبت نجاح استخدام المواد العضوية في صناعة أحجار البناء.

يقول الأقرع، إن تفكيره توجّه منذ عودته للقطاع عام 2012، لكيفية الاستفادة من المواد العضوية المتراكمة في مكبات النفايات بكثرة في قطاع غزة، والبدء بتصنيعها عمليًا.

ويعمل الأقرع مدرسا للهندسة في جامعة فلسطين (غير حكومية).

ويقول إنه اشترى كميات من بقايا النفايات المحروقة، من مصانع الفخار، والفحم، وأماكن أخرى، بثمن يصل إلى 200 شيقل (الدولار 3.5 دولار أمريكي) للطن الواحد.

واستعان المهندس الفلسطيني، بأحد مصانع صناعة الأحجار، في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، لتنفيذ أول تجربة عملية لإنتاجها بالاستعانة برماد النفايات.

ويبيّن إلى أنه يستخدم في إنتاج الحجر، رماد النفايات، بنسبة معينة مدروسة علميًا مع خليط الإسمنت المسلح والرمل والحصمة (الزلط).

ويؤكد أنه نجح في إنتاج كمية أحجار، استخدمت في بناء سقف منزل مساحته (200 مترًا)، وحققت نجاحًا وفق أبحاث علمية أجراها.

ويدرس الأقرع، كما يوضح، إضافة تطويرات على الحجر المتوفر حاليًا بشكل أفضل مما هو عليه.

كما يعتزم السفر لفرنسا في الأيام القادمة، لإجراء دراسة "ميكروسكوبية" على ما أنتجه.

ويستعد الأقرع حاليا لإنتاج حجارة مخصصة لبناء مبنى مكون من طابقين.

**حجارة صديقة للبيئة

ويؤكد الأقرع أن الحجارة التي ينتجها، صديقة للبيئة.

وعن هذا يقول: " ما يميز هذا الحجر عن نظيره التقليدي، هو خفة وزنه، الذي يساهم في تقليل تسليح البناء، وعزله للصوت وللحرارة، بشكل كبير، بحيث لا ينقل الصوت من داخل المنزل ولا يستقبل كثير من الأصوات من الخارج، ولا يحتوي على مواد تؤثر في البناء".

ويتابع الأقرع: " كما يمكن الاستفادة من نوع الحجارة هذا، في توفير فاتورة الاستهلاك الكهربائي الشهري على المدى البعيد، عبر التقليل من استخدام الطاقة المنزلية، ويحمي البلد من الانبعاثات الحرارية".

ويوضح: " مثلاً لو كانت الحرارة في الصيف بالخارج 45 درجة، ستكون بالداخل لا تتراوح 20 إلى 24 درجة؛ أما في الشتاء فلو كانت في الخارج 5 درجات، فستكون في الداخل 15 درجة تقريبًا، وهو ما يقلل من كمية الكهرباء المستخدمة".

كما يشير إلى أن من فوائد صناعة هذا الحجر، هو التقليل من النفايات المتكدسة بكثرة في غزة، والتي باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على البيئة والمياه الجوفية، وساهمت في انتشار الحشرات والجرذان؛ فيما تغيب مصانع فرز النفايات، ولا يوجد سوى عمال يجمعون فقط (البلاستك، والمعادن) وهي تشكل ما نسبته 20% من نسبة النفايات.

ويتابع الأقرع: " تشكل المواد العضوية 80% من حجم النفايات الملقاة يوميًا في المكبات؛ ولو تم فرزها بشكلٍ علمي صحيح، يمكن الاستفادة منها، في صناعة الحجارة، والسماد الزراعي (الكومبوست)، الذي نجح بعض المهندسين والمؤسسات في غزة من إنتاجه، ويمكن أن تدخل النفايات في صناعات أخرى؛ وبالتالي يجب التفكير جيدًا لكيفية الاستفادة من مخلفات النفايات".

**عراقيل

لكنّ صناعة هذا الحجر، الصديق للبيئة، تواجه عراقيل، أهمها ارتفاع تكلفته، عن الحجر التقليدي، وهو ما يحد من انتشاره.

ويقول الأقرع موضحا: " تكلفة الحجر الواحد، تتراوح من 5 إلى 7 شيقل إسرائيلي، فيما أن تكلفة الحجر التقليدي 3 شيقل؛ من المفترض أن يكون الفرق فقط نصف شيكل، ليزيد الإقبال عليه".

ويلفت الأقرع وهو يتفقد حجارة تميل للون الأسود، جرى الانتهاء من تصنيعها للتو، إلى أن السكان بغزة "يميلون للحجر منخفض الثمن، حتى لو كان غير صديق للبيئة، ولا يفكرون على المدى البعيد".

ويضيف: " هناك حكومات في بعض الدول، تفرض على السكان أن يكون جزء من البناء صديق للطبيعة". -



 
Latest News





 
 
Top News