Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 29/03/2024 15:50 
News  > 

غزة.. مصابون بـ"داون" يصنعون دُمى "الفرح"

12.12.2019 08:41

يشارك 10 من المصابين بتملازمة داون بصناعة "الدُمى"، في جمعية الحق في الحياة بمدينة غزة يهدف المشروع لدمج مصابي متلازمة داون في المجتمع وتخريج مجموعة تعتمد على ذاتها وتتخذ من هذه الحرفة مهنة مستقبلية لها المشروع يقدّم الدعم المعنوي والنفسي للمصابين بمتلازمة داون مجموعة الدُمى التي سيتم...

نور أبو عيشة/ الأناضول

بعينيها الصغيرتين اللامعتين، أمعنت إيمان الطناني (28 عاما) النظر في وجه "دبدوبها" الأحمر الذي أنهت للتوّ صناعته بمساعدة زميلتها المصابة بمتلازمة داون.

بخفة اختبرت "الطناني" متانة القطب التي حاكتها قبل نحو ساعة بـ"إبرة صغيرة"، حيث شدّت بأناملها أماكن تلك القطب.

وبكلماتٍ ثقيلة قفز الفرح منها، تنادي "الطناني" مدرّبتها كي تخبرها أنها أنجزت مهمتها اليوم في مراحل صناعة دُمى "الدببة".

وتقول الطناني لـ"الأناضول"، إنها سعيدة للغاية كونها تمكّنت أخيرا من صناعة دُمية، بمساندة وإشراف مدرّبتها داخل جمعية "الحق في الحياة" (غير حكومية تُعنى بالمصابين بمتلازمة داون والتوحّد).

**أصحاب الهمم

"الطناني"، واحدة من بين 10 مشاركين من المصابين بمتلازمة داون، التحقوا بمشروع صناعة الدُمى، داخل الجمعية، والتي نظّمتها مبادرة "أصحاب الهمم".

وأصحاب الهمم، هي مبادرة شبابية تسعى لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة من متلازمة داون أو غيرهم، في المجتمع، من خلال تدريبهم على الحرف المختلفة، بتمويل من مؤسسة داليا (مقرها بلجيكا)، وفق ما أورده منسق المبادرة جبر ثابت لوكالة "الأناضول".



وبدأت المبادرة بالتجهيز لهذا المشروع منذ شهر تقريبا، فيما تنوي تنفيذه في وقت لاحق على مجموعة أخرى من المعاقين "الصم"، كما قال ثابت.

هذه المجموعة تضم، وفق ثابت، المصابين بمتلازمة داون من المستوى المتوسط، ممن هو قادر على العمل والإنتاج.

وبيّن أن هذه المجموعة تخضع لتدريبات على عدد من المهارات في الخياطة، فيما يشارك أهالي المصابين في هذا التدريب من باب الرعاية والإرشاد.

وذكر ثابت أن مجموعة الدُمى التي سيتم إنتاجها، نهاية هذا المشروع، سيتم تسويقها من خلال مؤسسات وشركات، فيما سيعود المردود المالي على المشاركين العشرة.

"صناعة الدُمى" قد تشكّل في المستقبل، وفق ثابت، مشاريع تجارية صغيرة لهؤلاء المصابين تمكّنهم من الاستمرار في الحياة الكريمة؛ في ظل تردّ الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.

وتفرض إسرائيل منذ نحو 13 عاما حصارا مشددا على غزة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في نسب الفقر والبطالة في القطاع المكتظ بالسكان.

ووفق بيانات حكومية وحقوقية، فإن نسبة البطالة بغزة ارتفعت نهاية عام 2018 إلى 52 بالمئة، فيما تخطت نسبة الفقر الـ80 بالمئة.

**عمل ومرح

في زاوية أخرى من مشغل الخياطة، داخل هذه الجمعية، يجلس الشاب عمرو قنيطة (18 عاما)، يحاول بمساندة المدرّبة قصّ القماش بشكل يناسب هيكل جسد "الدبدوب"، الذي تدرّب عليه برفقة زملائه.

في مشهد لم يخلو من المرح وخفّة الظل، نجح أخيرا قنيطة في قصّ تلك القطعة بعد وقت أمضاه في التدرّب على الطريقة الصحيحة لمسك المقصّ.



هذه القصاصات القماشية استلمتها الشابتيْن ألاء طعمية (33 عاما) وهيا حميد (20 عاما)، لتنطلقا في عملية الحياكة المشتركة من أجل إنجاز العمل في وقت أسرع.

بعد أن أنهتا الحياكة، وتوصيل القطع المتفرقة ببعضها البعض، بدأ الشاب محمد حسين (16 عاما)، الوحيد من بين المشاركين مُصاب بالتوحد البسيط، في حشو تلك القماشة بالقطن الأبيض، كي تنتفخ رويدا رويدا، وتشكّل "الدبدوب".

** مساندة الأهالي

حياة الهبّاش (55 عاما)، والدة الطفلة المصابة بالمتلازمة "فاطمة" (14 عاما)، تقول لـ"الأناضول"، إنها تشارك ابنتها في جميع دوراتها التدريبية.

وتحرص الهبّاش على ذلك من باب تقديم الدعم النفسي وتشجيع ابنتها على الاستمرار والعطاء، إلى جانب رعايتها والإشراف على أعمالها.

ورغم تغيّب طفلتها عن دوامها في الجمعية لهذا اليوم بسبب ظرف صحيّ ألمّ بها، إلا أن الهباش حرصت على حضور المشروع من أجل التقاط النقاط المهمّة وتزويد ابنتها بها في المنزل.

وتضيف: " أريد لابنتي مستقبلا أفضل، أدعمها في كل خطوة تجعلها تعتمد على نفسها في ظل ظروف الحياة الصعبة التي نعيشها بغزة".

وتدّرب الهبّاش "فاطمة"، في المنزل على بعض فنون الخياطة كي تجعلها تتقن هذه المهمة، وتتخذها مهنة لها في المستقبل.

وتلفت الهبّاش إلى أن مواصلة تقديم الدعم النفسي للمصابين بمتلازمة داون يجعلهم أفضل مع مرور الوقت.

وعاهدت والدة فاطمة نفسها بعدم توفير أي جهد يلزم لتطوير ابنتها من أجل اعتمادها على نفسها وتوفير حياة كريمة لها، كما قالت.

وشعرت الهبّاش بسعادة كبيرة حينما انتشرت صورة "فاطمة"، على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تحمل دمية صنعتها في وقت سابق، بينما تفيض عيناها بالفرح.

**دعم نفسي

مدرسة التربية الخاصة في "جمعية الحق في الحياة"، منال العروقي، والتي تمارس هذه المهنة منذ عام 2005، تقول إنها تشعر بالسعادة خلال إشرافها على تدريب مصابي "متلازمة دوان"، على صناعة "الدمى".

وتبيّن، خلال حديثها لـ"الأناضول"، أن هذا المشروع يقدّم الدعم المعنوي والنفسي للمصابين، لافتة إلى أن "الفرحة" غمرت المشاركين في هذه الدورة عقب إنجازهم لمهامهم الموكلة إليهم.

وتذكر أن انضمام المصابين لهذه الدورة مدّهم بطاقة إيجابية ودافع نفسي يشّجعهم للاعتماد على الذات، ويرفع من مستوى الثقة بالنفس لديهم.

إلى جانب ذلك، فإن هذه الدورة-وفق العروقي- تُخرج مجموعة من المصابين قادرين على الانتاج وافتتاح مشاريع خاصة بهم مستقبلاً. -



 
Latest News





 
 
Top News