انقسام حاد بمجلس الأمن إزاء التعامل مع الملف النووي لكوريا الشمالية

نيويورك/محمد طارق/الأناضول



أظهرت جلسة نقاش مفتوح لمجلس الأمن الدولي عقدت، الأربعاء، بناء على طلب واشنطن، انقساما حادا في مواقف الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس إزاء سبل التعامل مع كوريا الشمالية وملفها النووي.



ففي الوقت الذي دعا فيه مندوبو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بيونغ يانغ الي تجنب الاستفزاز بالتوقف عن إجراء مزيد من التجارب الباليستية واستئناف المفاوضات مع واشنطن انتقدت روسيا والصين أسلوب تعامل المجلس مع ملف نزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية، واقترح المندوب الروسي اعتماد قرار لتشجيع "بيونغ يانغ".



في بداية الجلسة قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، كيلي كرافت، والتي تتولي بلادها رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري "بسبب الحالة المزعجة بشكل متزايد في شبه الجزيرة الكورية ، دعونا إلى جلسة اليوم، وعلينا أن نعالج هذه المشكلة بطريقة شاملة".



وأردفت قائلة "خلال العام ونصف العام الماضيين ، سعت الولايات المتحدة إلى إشراك كوريا الديمقراطية في عملية تفاوضية مستدامة تهدف إلى تحقيق سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية لكننا رأينا مؤشرات مقلقة للغاية على أن كوريا الديمقراطية تتجه في اتجاه مختلف".

وتابعت "إن اختبارات الصواريخ الباليستية التي تجريها كوريا الشمالية ، بغض النظر عن نطاقها ، تقوض الأمن والاستقرار الإقليميين وتشكل انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن وتخاطر أيضًا بإغلاق الباب على هذه الفرصة لإيجاد طريقة أفضل للمستقبل".



وقبيل دخولها قاعة المجلس، قالت كرافت للصحفيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك "نحن مستعدون للمرونة مع كوريا الشمالية ولم لم نطلب منها أن تفعل كل شيء قبل أن نفعل نحن أي شيء، لكننا ليس بإمكاننا أن نحل المشكلة بمفردنا".



وخلال انعقاد الجلسة أكدت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، كارين بيرس، ضرورة إبقاء نظام العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية.



وقالت في إفادتها خلال الجلسة "من الواضح أننا بحاجة إلى مواكبة العقوبات الحالية والضغط من أجل تنفيذها الكامل من أجل محاولة إعادة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات ومنعها من الحصول على الموارد اللازمة لتتمكن من توسيع البرنامج الذي حصلت عليه بالفعل".



وتخضع كوريا الشمالية، بسبب برنامجيها النووي والصاروخي، لسلسلة من العقوبات الاقتصادية والتجارية والعسكرية، بموجب حزمة قرارات اتخذها مجلس الأمن الدولي، منذ 2006.



وتقول بيونغ يانغ إن قرارات الأمم المتحدة التي تحظر عليها استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية تنتهك حقها في الدفاع عن النفس.



بدوره اعتبر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، أن إعلان بيونغ يانغ الأسبوع الماضي إجراء مناورات في موقع "Sohae" لإطلاق الصواريخ، بمثابة "تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين".



ودعا في إفادته خلال الجلسة إلى ضرورة أن " يظهر مجلس الأمن وحدته " معربا عن قلق فرنسا "إزاء استفزازات كوريا الشمالية طوال هذا العام والذي شهد أكثر من 13 تجربة اطلاق صاروخية".



وأضاف قائلا "عمليات الإطلاق تلك تظهر إرادة كوريا الشمالية في تطوير ترسانتها من الصواريخ، وهي تنتهك قراراتنا ، التي تحظر بشدة

أن تلجأ إلى التقنيات الباليستية لتأثيرها على الاستقرار والأمن الإقليمي والسلام والأمن الدولي".



في المقابل انتقد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير، فاسيلي نيبيزيا، أسلوب تعامل مجلس الأمن مع ملف التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية.



وقال في إفادته خلال الجلسة "لا يمكن لهذا المجلس فرض المزيد من العقوبات على بيونغ يانغ. بل عليه أن يقيم بشكل منتظم العقوبات المفروضة بالفعل ".



وأردف قائلا إن "الزخم الإيجابي الذي شهدناه بين الكوريتين (الشمالية والجنوبية) العام الماضي لم يقابله هذا المجلس بإيجابية وأدي الي شعور بخيبة الأمل".



وتابع "مجلس الأمن يجب أن يعمل من أجل إيجاد حل دبلوماسي وسياسي لملف كوريا الشمالية ويجب عليه تشجيع كوريا الشمالية ولذلك نحن ندعو جميع الأطراف الي التحلي بضبط النفس والبحث عن حل سياسي باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لمشكلات شبه الجزيرة الكورية".



من جانبه اقترح مندوب الصين السفير، تشانغ جيون، خلال الجلسة قيام الدول الأعضاء بـ"اختبار نظام العقوبات المفروضة علىى كوريا الشمالية بغرض تخفيفها".



وقال إن بيونغ يانغ تعاني من مصاعب إنسانية جمة ينبغي العمل على مواجهتها، مؤكدا أن الحل الوحيد لإحلال سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية هو من خلال المفاوضات.



وردت السفيرة ألأمريكية على اقتراح نظيرها الروسي اعتماد مشروع قرار إيجابي بقولها "أي قرار يجب أن يأخذ في الحسبان مواصلة كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية وانتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة وأننا لم نطلب من بيونغ يانغ المستحيل".



وأوضحت أن "واشنطن تدرك الحاجة الي اتفاق متوازن والي شريك تفاوضي والولايات المتحدة على استعداد للنظر في أي أفكار واقتراحات تنهض بالاتفاق بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية". -