أردوغان: المتغاضون عن مأساة أتراك الآخاسكا "كالأعمى والأصم"

الأناضول

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، المتغاضون عن مأساة أتراك الآخاسكا على يد الحكومة السوفيتية، بأنهم "كالأعمى والأصم".

جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم تأبين أقيمت في العاصمة أنقرة، بمناسبة الذكرى الـ75 لتهجير أتراك الآخاسكا.

وأضاف أردوغان: "أولئك الذين قاموا بتحريف أصغر الحوادث في بلدنا عن حقيقته وحولوه إلى حملة تشويه على نطاق عالمي، ظلوا كالأعمى والأصم حيال مأساة أتراك الآخاسكا".

ونفت الحكومة السوفيتية في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 1944، آلاف من أتراك الآخاسكا عبر القطارات من أراضيهم الواقعة اليوم ضمن جمهورية جورجيا إلى قرغيزستان، وكازاخستان، وأوزبكستان، وأذربيجان، في آسيا الوسطى، وأبقتهم تحت الأحكام العرفية لمدة 12 عاما، ولم يتمكن معظمهم من العودة إلى مدنهم وقراهم حتى الآن.

وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي، تبين من خلال الوثائق في الأرشيف السوفيتي، أن عمليات نفي أتراك الآخاسكا، كانت جزء من خطة زعيمه السابق جوزيف ستالين، بهدف إفراغ سواحل البحر الأسود من الأتراك.

ويعيش اليوم نحو 500 ألف من أتراك الآخاسكا في كازاخستان، وأوزبكستان وأذربيجان، وروسيا، وتركيا، والولايات المتحدة، وأوكرانيا.

وعلى صعيد آخر، انتقد أردوغان منح جائزة نوبل للآداب للكاتب النمساوي بيتر هاندكه، المعروف بتأييده للرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، المتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية في البوسنة، خلال تسعينيات القرن الماضي.

وقال أردوغان: "منح جائزة نوبل لشخص يدافع ويثني على سفاح سفك دماء عشرات آلاف المسلمين، أمر مخجل".

وأضاف "هذه الجائزة فقط ستغرس الشجاعة في نفوس أعداء الإسلام والإنسانية. لا نقبل أبدا بمكافأة شخص يتباهى بعنصريته. جائزة نوبل أصبحت مسيّسة".

وأردف أردوغان: "أولئك الذين يعطوننا دروسا في الديمقراطية والقانون، استضافوا على السجاد الأحمر الديكتاتوريين وزعماء الإرهاب الذين سفكوا دماء آلاف الناس".

ودعا الرئيس التركي، الجميع إلى إبداء ردود فعل على فضيحة منح جائزة نوبل للكاتب النمساوي.

ومنحت "الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم" الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، جائزة نوبل في الآداب، 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وسبق لهاندكه الزعم أن "البوسنيين قتلوا أنفسهم ورموا التهمة على الصرب"، مضيفا أنه لا يؤمن إطلاقا بأن الصرب ارتكبوا مذبحة بحق البوسنيين في سريبرينيتسا.

كما زار هاندكه، سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي كان يحاكم بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وشارك لاحقا في جنازته بعد وفاته عام 2006.

وتعد "مجزرة سريبرينيتسا" أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، نظرا لحجم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.

وفي 11 يوليو/ تموز 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من سريبرينيتسا إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة، غير أن القوات الهولندية، التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية.

وقضى في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء المدينة الصغيرة، راوحت أعمارهم بين 7 ـ 70 عاما. -