مسيحيو إثيوبيا يحتفلون بـ"عيد الصليب" وسط مشاركة رسمية وشعبية

إبراهيم صالح/ الأناضول



احتفل مسيحيو إثيوبيا الجمعة، بـ"عيد الصليب" المعروف محليا بـ"عيد مَسْكَلْ"، وسط العاصمة أديس أبابا؛ بمشاركة رسمية وشعبية.

وتقدمت الاحتفالات وزيرة الثقافة والسياحة هيروت كاساو، والأنبا ماتياس رئيس الكنيسة الأرثوذكسية، إلى جانب الحضور الكبير من البعثات الدبلوماسية خاصة الغربية.

وحث الأنبا ماتياس، أتباع الكنيسة الأرثوذكسية على العمل للحفاظ على السلام والوحدة في البلاد، وقال "يجب أن نحافظ على وحدة الشعوب الإثيوبية ونعمل للسلام من أجل الجميع".

وأضاف في كلمته بهذه المناسبة، "علينا جميعا أن نعمل معا بالمحبة والسلام الذي دعا له المسيح اليسوع خاصة ونحن نحيي يوم الصليب الحقيقي".

وشهد الاحتفال المقام في ذكرى العثور قبل 1600 على ما يعتقده المسيحيون بأنه الصليب الذي صلب عليه المسيح، العديد من طقوس وعادات دينية وفقرات قدمتها الكنيسة.

وقام الكهنة الذين يرتدون ملابس منقوشة ويحملون صليب فضي بالرقص مع أتباعهم وهم يرددون الترانيم والأناشيد الروحية وعلى أيديهم المشاعل.

وشارك "طلاب مدارس الأحد" كما يسمونهم في الكنيسة، مرتدين الملابس الإثيوبية التقليدية البيضاء، حاملين رايات جمعت بين العلم الإثيوبي والصليب.

وتضمن الاحتفال الرئيسي الذي أقيم بميدان الصليب وسط العاصمة، إيقاد شعلة كبيرة يطلق عليها "داميرا" وسط حشود كبير من المسيحين، خاصة أتباع الكنيسة الأرثوذكسية.

وبعد انطفاء النار يقوم أتباع الكنيسة برسم علامة الصليب على جباههم، ويعتقد البعض منهم أن رسم الصليب برماد خشب الاحتفال يعني الغفران الكامل لكل الخطايا تماما، كما يعتقد البعض أن اتجاه الدخان وطريقة تكوم الرماد يحدّدان ويشيران إلى مجرى حياة الأفراد في المستقبل.



ومسكل، كلمة تعني باللغة الأمهرية "الأم"، لكنها تترجم إلى "عيد الصليب" بمراعاة الجذور التاريخية لهذا العيد، الذي يعود إلى رؤيا رأتها الملكة القديسة هيلينا، التي قالت إن الوحي جاءها في المنام وأمرها بإشعال نار كبيرة في العراء سينتشر على إثرها الدخان في السماء ثم يعود إلى الأرض ليحدد بدقة مكان الصليب الأصلي.

ويشكل المسيحيون 62.8% من مجموع سكان إثيوبيا البالغ عددهم نحو 102 مليون نسمة، يمثل الأرثوذكس 43.5% منهم، ثم البروتستانت 18.6%، والكاثوليك 0.7%، بحسب أحدث تعداد حكومي للسكان أقيم عام 2007. -