Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 26/04/2024 15:28 
News  > 

"المدينة المسحورة"..تُجسّد مأساة "القدس" وتسعى لـ"العالمية"

16.08.2019 08:23

لوحة رسمها الفنان الفلسطيني وائل ربيع، مستوحاة من معزوفة "بحيرة البجع" الشهيرة ويسعى للمنافسة من خلالها على لقب أفضل فنان عربي.

قيس أبو سمرة/ الأناضول-

رغبة الفنان الفلسطيني، وائل ربيع، في توضيح حجم المأساة التي تعانيها مدينة القدس، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، جعلته يستوحي لوحته الفنية "المدينة المسحورة"، من المعزوفة الموسيقية العالمية "بحيرة البجع"، للفنان الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي.

وتتكون اللوحة الفنية، من مشهد عام لمدينة القدس، يتوسطه المسجد الأقصى، ويحيط بأسوارها القديمة بحيرة، تتواجد فيها "فتاة"، ويتطاير حولها أربعة من طيور البجع، فيما تراقب طفلة تتوشح بالكوفية الفلسطينية التقليدية، المدينة من بعيد، حاملة كتابا.

ويسعى الفنان ربيع (49 عاما) إلى الفوز بلقب "أفضل فنان عربي في العالم"، من خلال هذه اللوحة، في المسابقة الدولية التي تنظمها المجموعة العربية العالمية في ملتقى لندن الدولي للفن التشكيلي.

وتحكي معزوفة "بحيرة البجع"، التي ألفها تشايكوفسكي في عام 1887، قصة أميرة تحولت إلى بجعة بفعل ساحر؛ لكنها تتخلص من السحر، بعد أن قُتل الساحر على يد أمير.

ويقول ربيع لوكالة الأناضول: " يوما ما ستتخلص القدس من الاحتلال الإسرائيلي وتعود لأهلها بهية".

ويوضح ربيع أن الطفلة في اللوحة، تُمثل "الطفولة الفلسطينية البريئة المعذبة التي تتطلع للعيش بأمن وسلام، بعيدة كل البعد عن السحر الأسود المتمثل بـ(الاحتلال والحرب)".

أما الفتاة فهي تحاكي أميرة "بحيرة البجع"، بعد أن تخلصت من السحر، في إشارة إلى أن الفلسطينيين سوف يتحررون يوما من الاحتلال، بحسب ربيع.

وحول مشاركته في المسابقة، يقول: " الفنان الفلسطيني كغيره، لديه قدرة على المنافسة والفوز، والمشاركة بحد ذاتها فوز لبلدي وقضيتي".

وتعد "المسابقة" من أهم المسابقات العربية والدولية، التي تساهم في دعم وتطوير المبدعين من العرب في كافة المجالات، كما قال ربيع.

وتقول "المجموعة العربية" إنها تهدف إلى تحقيق "رؤية ايجابية ومغايرة عن الصورة النمطية السلبية والمغلوطة عن الشعوب العربية".

و"ربيع" المولود في مخيم الأمعري للاجئين، وسط الضفة الغربية، واحد من الفنانين التشكيليين البارزين في الضفة الغربية، وأقام عددا من المعرض الخاصة والجماعية.

ويعمل "ربيع" موظفا في مؤسسة أهلية فلسطينية، ويقطن حاليا في مدينة البيرة (وسط).

ومنذ عشرة سنوات، بدأ الفنان بالعمل على تطوير موهبته، كما يقول، مضيفا: " بعد أن مَنّ الله علي بالاستقرار المادي والأسري، بدأت بتطوير موهبتي ذاتيا".

وخلال طفولته، كان ربيع، يرسم على جدران المنازل في مخيمه (الأمعري) صورا لرسوم كرتونية، بالطباشير، والألوان المتاحة له في حينه.

وللفنان عشرات اللوحات والأعمال، ويسوقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمعارض المحلية.

ويضيف: " لا بد أن يواكب الفنان تطورات الأحداث التي يعيشها في مجتمعه، والاحتلال والاستيطان والتهجير وحلم العودة لها الأثر الكبير علي، وانعكست على أعمالي الفنية".

**حلم العودة

وكبقية أبناء اللجوء، يحلم "ربيع" بالعودة لبلدته "لفتا" المهجرة عام 1948.

ومن على شرفة منزله بحي أم الشرايط بمدينة البيرة، يمكن لربيع، مشاهدة أراضي بلدته الأصلية التي هُجرته منها عائلته، داخل الجدار الفاصل، حيث تقع في ضواحي مدينة القدس.

ويقول إنه رسم العديد من اللوحات التي تتحدث عن بلدته (لفتا)، وعن حق عودة اللاجئين، مضيفا: " حق العودة حلمي، وحلم كل فلسطيني لاجئ".

وخلال إحياء الذكرى الـ 70 للنكبة عام 2018، اعتمدت لجنة إحياء الذكرى (مكونة من مؤسسات رسمية وأهلية وفصائل)، لوحة من رسم الفنان "ربيع" جسد من خلاله "حق العودة، وتمسك الفلسطيني بأرضهم".

ويُطلق مصطلح "النكبة" على عملية تهجير الفلسطينيين، من أراضيهم على يد "عصابات صهيونية مسلحة"، عام 1948.

ويصادف 15 من مايو/ أيار، من كل عام، ذكرى النكبة الفلسطينية التي وقعت عام 1948 بعد الإعلان عن إنشاء دولة إسرائيل، حيث تم تهجير قرابة مليون فلسطيني على يد منظمات صهيونية مسلحة.

ومن اللوحات المحببة لنفس الفنان ربيع، "لوحة باب الرحمة"، حيث جسد فيها حشود الفلسطينيين، وهم يدخلون باب الرحمة في المسجد الأقصى.

وتمكن فلسطينيون من فتح مصلى باب الرحمة في آذار/ مارس الماضي، بعد إغلاق بقرار إسرائيلي دام لسنوات، الأمر الذي أحدث توترا بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.

كما جسّد ربيع، صمود الفلسطينيين في التجمع البدوي "الخان الأحمر"، شرقي القدس، بلوحة سماها "عندما يكبر فينا الأمل تصغر من حولنا الأشياء".

وفي تلك اللوحة، رَمَزَ إلى الفلسطينيين، بطفلة كبيرة الحجم، تسقي وردة، ومن حولها آليات إسرائيلية صغيرة الحجم، تعمل على تدمير المساكن البدوية.

ويقول: " هذا يدلل أننا باقون رغم الهدم والدمار، حتى قيام الساعة".

وأحبط الفلسطينيون برباطهم مخططا إسرائيليا لهدم "الخان الأحمر بعد قرار من محكمة العدل الإسرائيلية في أبريل / نيسان 2018، يقضي بهدم مساكن التجمع الذي يسكن فيه مئات الفلسطينيين.

ويقع تجمع الخان الأحمر على الطريق الواصل بين مدينة القدس المحتلة والبحر الميت، ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات الإسرائيلية، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1".

ويهدف المشروع إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم ممتدة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها. -



 
Latest News





 
 
Top News