Haberler      English      العربية      Pусский      Kurdî      Türkçe
  Haberler.com - آخر الأخبار
البحث في الأخبار:
  منزل 20/04/2024 01:13 
News  > 

في ساحل ليدو بمقديشو.. أكشاك تنافس المطاعم الفاخرة

25.06.2019 11:20

عشرات الخيم من بلاستيك وأغصان شجر تُجهز فيها صوماليات وجبات سريعة ومشروبات بأسعار زهيدة مقارنة بمطاعم الفنادق الساحلية.

مقديشو / نور جيدي / الأناضول



بين مطاعم فارهة مطلة على ساحل ليدو في العاصمة الصومالية مقديشو، تنتشر "أكشاك" تجارية بدائية توفر ملاذًا للكثير من المترددين على ساحل المحيط الهندي.



تلك "الأكشاك"، كما يسميها الصوماليون، عبارة عن خيم مثبتة، مكونة من بلاستيك وأغصان شجر، وأخرى متنقلة تحملها صوماليات إلى الساحل في أيام العطلات.



تظهر الأكشاك وتنشط في أيام العطلات الأسبوعية والأجازات الرسمية، ثم تختفي بقية الأيام، تمامًا مثل الفنادق الساحلية، التي يقصدها صوماليون للتنزه والاستمتاع بالأمواج.



من يقصدون ساحل ليدو غالبًا ما يترددون على الفنادق، لتناول وجبات سريعة ومشروبات في مطاعمها الفاخرة وللتمتع بالمناظر الخلابة، أو يقصدون "الأكشاك"، وهي بالعشرات، لانخفاض أسعار وجباتها ومشروباتها.



** وفق القدرة المالية



سعيدة محمد حسن، مالكة كشك، تقول للأناضول: "أكشاكنا المتواضعة تشكل مكانًا للاستراحة ينافس الفنادق المرتفعة التكاليف، فكثير من السائحين يقصدونها للتسلية وقضاء عطلتهم الأسبوعية".



وتضيف: "الشباب والأسر هم الأكثر تفضيلًا لخدمات الأكشاك، التي تفتح أبوابها خلال العطلات الرسمية، حيث يعج ساحل ليدوا بالمواطنيين".



في أيام العطلات الأسبوعية والأجازات الرسمية، يتحول ساحل ليدو إلى وجهة للكثيرين، وهم يتوزعون بين الفنادق والأكشاك، فمنهم من يفضل الهدوء فيختار فندقًا، ومنهم من يفضل التسلية الممزوجة بالزحام فيقصد كشكًا يتناسب مع قدرته المالية.



** لقمة عيش للفقراء



داخل الأكشاك المنتشرة على الساحل تعمل أيادٍ ناعمة كخلية نحل لإعداد وجبات سريعة ومشروبات، من أجل الحصول على لقمة عيش تسد رمق أطفالن، في بلد عربي تتجاوز فيه نسبة البطالة 70 بالمئة.



في نهاية كل أسبوع، تحمل عاملات "خيمًا" (أكشاك) على ظهورهن، لتوفير مكان يلائم الزبائن الراغبين في إحتساء الشاي وتناول وجبات سريعة.



حليمة محمد عمر، إحدى العاملات في ساحل ليدو، تقول للأناضول: "تنشط تجارتنا في العطلات الأسبوعية.. نقدم وجبات سريعة لمئات من المواطنيين مقابل أسعار زهيدة، لسد احتياجات أسرنا".



وتتابع: "الأكشاك هي مصدر رزقنا.. رغم وجود فنادق منتشرة في الساحل، إلا أن خدماتنا الرخيصة تجعلنا نحظى بزبائن لاحصر لهم".



** أدوات سباحة



في واجهة الأكشاك المطلة على الساحل تنتشر أدوات سباحة يستخدمها الزوار، ومنها: جاكيت الطفو، العوامة وشارات النفخ.



تختلف أسعار تأجير تلك الأدوات؛ إذ يبلغ سعر تأجير الجاكيت للأطفال نحو 12 ألف شلن (نصف دولار أمريكي)، بينما العوامة وشارات النفخ بحوالي 18 ألف شلن (0.8 دولار)، أما أدوات السباحة للكبار فتبلغ 24 ألف شلن (دولار واحد).



بعض الزوار يستخدمون تلك الأدوات لتعليم الأطفال السباحة، تفاديًا للغرق عند حدوث أمواج مرتفعة، ومنهم من يستخدمها للراحة والطفو فوق سطح المياه.



يقول عرفات نور، أحد المترددين عل الساحل، إن "محال الأكشاك تعد إضافة جديدة لساحل ليدوا، لما تقدمه من خدمات كثيرة مناسبة للمواطن الصومالي، على عكس الفنادق، التي يبدو أنها تستهدف فئة معينة، نظرًا لخدماتها الغالية".



وبدأت الأكشاك في الظهور عام 2015، وهي تتزايد يومًا بعد آخر؛ بفضل تزايد الإقبال على الساحل.



ويضيف عرفات للأناضول أن "أجواء الأكشاك ممتعة.. كثيرون يفضلون قضاء أيام العطلات هنا.. وأسر كثيرة تلجأ إلى الأكشاك هربًا من الفنادق التي تكلف الكثير ولا تتوفر بها جميع أدوات السباحة".



** شاي الصباح



بعيدا عن صخب الزوار، وللاستمتاع بأجوء ساحل ليدو، يحرص صوماليون على القدوم إليه في السادسة صباحًا، لممارسة السباحة والرياضة ولعب كرة القدم، قبل أن يعج الساحل بالمواطنين.



ومع الجو البارد صباحًا، يعد الشاي الساخن هو المشروب المفضل لدى كثيرين، لمواجهة برودة تتسلل من البحر.



وهو يرتجف من البرد، يقول إسماعيل علي للأناضول: "الشاي الحار هو سيد المائدة في السواحل، من دونه لا يمكن ممارسة الرياضة في الساحل، وخاصة عند الصباح الباكر؛ بسبب الهواء البارد القادم من البحر".



ويتابع علي: بعد نحو كل نصف الساعة، نلجأ إلى الأكشاك لتنشيط الجسم باحتساء الشاي الحار الأحمر، فهو يزودنا بطاقة تمكننا من البقاء في البحر لساعات كثيرة".



ويعد ساحل ليدو المتنفس الوحيد للمواطنيين في مقديشو، حيث يستقبل يوميًا المئات منهم، في مشهد سياحي يعكس استعداد الصومال لاستعادة رونقه بعد أكثر من عقدين من الفوضى والحروب الأهلية. -



 
Latest News





 
 
Top News