خيبة أمل للجماهير التونسية المتطلعة لتألق فريقها في كأس أمم إفريقيا بمصر

تونس/علاء حمّودي/ الأناضول



ألحق المنتخب التونسي الأول لكرة القدم، خيبة أمل كبيرة بجماهيره بعد تعادله، الإثنين، إيجابيًا بهدف لهدف أمام نظيره الأنغولي في مستهل مشواره بكأس أمم إفريقيا في نسختها الـ32 المقامة حاليًا بمصر،



ولعب نسور قرطاج، الإثنين، مبارتهم الافتتاحية في المجموعة الرابعة أمام منتخب أنغولا، والتي انتهت عكس انتظار الجماهير التونسية بالتعادل بهدف لمثله لتكتفي تونس بنقطة وحيدة.



وكان وقع هذه النتيجة أكثر إيلامًا لجماهير تونس بعد فوز الثلاثي العربي، مصر والمغرب والجزائر، في مبارياتهم الافتتاحية في مجموعاتهم بالمنافسة التي من المنتظر أن تستمر حتى 14 يوليو/تموز المقبل.



ورغم أن المباراة جاءت يوم عمل بتونس، وفي ظل موجة حرارة وصلت إلى 33 درجة مئوية؛ إلا أن ذلك لم يمنع الجماهير من الخروج في مجموعات، سواء أصدقاء أو ضمن عائلات، وكذلك بشكل فردي قاصدين الأماكن التي وضعت بها شاشات عملاقة؛ لمتابعة المباراة.



وبحسب مراسل الأناضول اختار البعض مكانا قبالة الملعب الأولمبي بالمنزه بالعاصمة، حيث نصبت شاشة عملاقة في ساحة مفتوحة للجماهير الذين تجمعوا لمؤازرة رفاق "الخزري" الذين كانوا يخوضون مباراتهم الافتتاحية على ملعب مدينة السويس المصرية الذي تجري عليه مباريات المجموعة الرابعة.



وفي حديث للأناضول قال المشجع، أنور، إنه يختار دائمًا التواجد في مجموعة لمشاهدة مباريات المنتخب، مشيرًا إلى أن توفر الفرصة بمتابعة اللقاء تمكنه من التفاعل بشكل حر بعيدًا عن نسق الحياة العادي والقلق..



الأناضول تابعت تفاعلات الجماهير التونسية في الساحة المفتوحة لمشجعي المنتخب، ورغم البداية البطيئة للمباراة التي فرض فيها المنتخب الأنغولي نسقًا بطيئًا لم يترك المجال لزملاء التونسي العائد بقوة يوسف المساكني أن يحكموا قبضتهم على سير اللعب، وكانت الصيحات متتابعة مع كل فرصة وكل هجوم تونسي في نصف الساعة الأول للمباراة.



ومع مطلع الدقيقة 33 توقف النبض ووقف الكل من مكانه، مع هجوم تونسي بكرة من وجدي كشريدة باتجاه "السخيري" الذي مرر عرضية تركها "الخزري" تصل زميله "السليتي" الذي روض وراوغ قبل أن يتدخل دفاع أنغولا بعرقلة من "كاباسا" جاء معها قرار الحكم الإثيوبي بيملاك تيسيما الذي أعلن ركلة جزاء لتونس انبرى لها بنجاح يوسف المساكني الذي سجل بالمناسبة للمرة الرابعة في دورة لكأس أمم إفريقيا بعد التسجيل في دورات 2012 و2013 و2017.



ومع تسجيل الهدف ارتفعت الحناجر بالتغني بـ"المساكني" وبالمنتخب التونسي مرددين أغانٍ من قبيل (تونس يا تونس معاك ربي والنبي)، و(جيبوها يا الأولاد جيبوها) ما معناه "عودوا بالكأس"، رافعين العلم التونسي متراصين أمام الشاشة التي تبث المباراة.



وتواصل التشجيع والتغني بلاعبي المنتخب التونسي مع كل محاولة وهجوم، مع تفاعل تراه على ملامح وجوه الحاضرين التي "تعبس" عند هجوم الأنغوليين وتزهوا مع تمريرات لاعبي منتخب تونس.



الشوط الثاني تزايد فيه عدد الحاضرين ليصل نحو ستة آلاف خاصة مع انخفاض درجة الحرارة وخروج سكان المنطقة المجاورة لمواصلة متابعة اللقاء في أجواء مفتوحة، لكن فرحة التقدم في الشوط الأول في النتيجة انقلبت صدمة وخيبة أمل كبيرة مع تمكن الفريق الأنغولي من تسجيل هدف التعادل عند مطلع الدقيقة 73 عبر دجاليما كامبوس الذي استغل سوء تركيز في محور دفاع المنتخب التونسي بعد تصدٍ أول من الحارس فاروق بن مصطفى حيث تابع الكرة أمام شباك خالية معدلًا الكفة.



بعد الهدف خفتت الصيحات وعم الصمت المطبق بالمكان، صور الابتسامات والهتاف الذي لا يتوقف انقلب استغرابًا على ملامح وجوه الحاضرين، هذا يضع يده على وجهه متهكمًا على خطأ الدفاع، والآخر يقضم أظافره حسرة على اهدار الفوز.



ما تبقى من المباراة اكتفى فيه أغلب الحاضرين بالمتابعة في صمت منتظرين هدفًا ثانيًا يعيد التقدم لـ"نسورهم"، ابتسامة أمل، وانتظار هدية من السماء مع كل هجوم لتونس يقوده "المساكني" أو امتلاك كرة لوهبي الخزري أو البديلين الفرجاني ساسي وأنيس البدري، لكن دون أن يتمكن أحدهم من تغييير النتيجة الحاصلة، في انتظار تحسن المردود وارتفاع النسق في مواجهتي مالي، يوم الجمعة القادم 28 يونيو/حزيران، قبل أن ينهي الدور الأول بملاقاة منتخب موريتانيا يوم الثلاثاء 2 يوليو المقبل.



وعلقت الجماهير التونسية آمال كبيرة على منتخبها بعد العروض المتميزة في مرحلة التحضيرات بتحقيقه ثلاث انتصارات أمام منتخبي العراق(2- 0) ثم وصيف بطل العالم كرواتيا(2- 1) وأخيرًا أمام بوروندي. -