اليوم الثالث لوفاة مرسي..تعازي وصلوات مستمرة خارج مصر ومطالبات متزايدة بتحقيق دولي

إسطنبول/ الأناضول



شهد اليوم الثالث لوفاة محمد مرسي (67)، أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطيا، الأربعاء، استمرار التعازي والصلوات خارج مصر، مع تزايد المطالبات بتحقيق في ملابسات وفاته، مقابل صمت رسمي مصري وعربي وغربي شبه كامل.



بينما سادت حالة من الهدوء الحذر القاهرة، في ظل تشديدات أمنية مكثفة وصمت رئاسي، استمرر الفضاء الإلكتروني بتغريدات وتدوينات حزن ونعي لمرسي، عبر "فيسبوك" و"تويتر".



وحدث تراجع ملحوظ في التدفق الخبري بشأن مرسي في أغلب المواقع الإلكترونية المؤيدة للنظام أو "الخاصة" في مصر، رغم أنها أول حالة وفاة لرئيس مصري سابق داخل محبسه.



وأعلن التلفزيون المصري، الإثنين، وفاة مرسي، إثر تعرضه لـ"نوبة إغماء"، أثناء محاكمته، في قضية "التخابر مع حماس".



وكشف عبد المنعم عبد المقصود، محامي مرسي، للأناضول، عن دفن جثمانه الثلاثاء في الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (03: 00 ت.غ)، بإحدى مقابر شرقي القاهرة، بعد أقل من 24 ساعة على وفاته، بحضور أسرته فقط وتواجد أمني كثيف.



** استمرار التعازي



مقابل حديث أسرة مرسي عن منع السلطات إقامة عزاء له في بمصر، استمرت مظاهر العزاء في أكثر من دولة، بينها قطر وفلسطين، إضافة إلى تعزية رسمي من كل من ألمانيا وإندونيسيا.



وقال عبد الله، نجل محمد مرسي، عبر "فيسبوك"، إن السلطات منعت إقامة عزاء يليق بالرئيس الأسبق، واستقبال المعزين بمنزلهم في محافظة الشرقية (شمال).



في الدوحة، أقيمت خيمة عزاء لـمرسي، كان على رأس المشاركين فيها سفير تركيا لدى قطر، فكرت أوزر، والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، والرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل.



وأقام فلسطينيون في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بيت عزاء لمرسي.



ولليوم الثاني على التوالي، أقامت جماعة الإخوان المسلمين في السودان مهرجان تأبين.



وقال المتحدث باسم الخارجية الإندونيسية، أرماناثا ناصر، للأناضول: "نقدم خالص تعازينا للأسرة (أسرة مرسي) وشعب مصر. أتمنى أن يكون في أفضل مكان بالقرب من الله".



وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية راينر بريول، في مؤتمر صحفي: "نشعر بالحزن لوفاة مرسي، ونقدم تعازينا لعائلته وأقاربه".



كما عزّى الرئيس المالديفي الأسبق، محمد نشيد، عبر تغريدة في وفاة مرسي، قائلا إن وفاته بالسجن "فضيحة وعار".



وشهدت العاصمة الأفغانية كابل أداء صلاة الغائب على روح مرسي في مسجد إدغاه، بمشاركة علماء دين وعدد كبير من المواطنين.



كما شهدت الولايات المتحدة وألمانيا إقامة صلاة الغائب على روح مرسي في عدد من المساجد.



ولم يتمكن أنصار مرسي في مصر من أداء صلاة الغائب في أي من المساجد البارزة لوجود تشديدات أمنية، إلا أن بعض الأهالي في مسقط رأسه بقرية العدوة أقاموا الصلاة على روحه، الثلاثاء.



وكتب أحمد، النجل الأكبر لمرسي، على "فيسبوك": "رجاءً صلوا على أبي الحبيب صلاة الغائب ولو مع أسرتك في بيتك، وحسبنا الله ونعم الوكيل".



** مطالبات بتحقيق دولي



شهد اليوم الثالث ارتفاع وتيرة المطالبات بتحقيق دولي حول وفاة الرئيس الأسبق.



وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر جماهيري، الأربعاء، إن تركيا ستفعل ما بوسعها لمقاضاة السلطات المصرية في المحاكم الدولية، على خلفية وفاة مرسي.



وتابع: "للأسف بقي محمد مرسي يصارع الموت على الأرض لمدة 20 دقيقة في قاعة المحكمة، ولم يتدخل المسؤولون هناك لإسعافه".



ودعا الرئيس أردوغان منظمة التعاون الإسلامي إلى القيام بواجباتها حيال وفاة مرسي.



كما دعت عشر منظمات غير حكومية في مصر، بينها مركزا القاهرة والنديم، السلطات المصرية إلى السماح لفريق أممي بالتحقيق في أسباب الوفاة، بحسب بيان مشترك.



وقالت 12 منظمة دولية غير حكومية، بينها مركز الشهاب لحقوق الإنسان (لندن)، إن السلطات المصرية تعمدت "إهمال" الرعاية الصحية لمرسي، مطالبة بإجراء تحقيق طبي دولي، بحسب بيان مشترك أيضا.



كما دعت "الجبهة الشعبية" (ائتلاف يساري) في تونس، إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، لكشف ملابسات وفاة مرسي.‎



وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية راينر بريول إن برلين "تدعم إجراء تحقيقات سريعة وشاملة بشأن أسباب الوفاة.



وتقدم المحامي الفرنسي، جيليز ديفيرز، بطلب إلى الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق بوفاة مرسي.



وأضاف ديفيرز للأناضول أن الطلب يحظى بدعم تسع منظمات دولية، مشددا على أن "مرسي لم يكن يتلقى العناية الطبية خلال سنوات سجنه الستة".



بينما استنكرت الخارجية المصرية، الأربعاء، ما اعتبرتها محاولة "تسييس" من مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، لوفاة مرسي، معتبرة أنها "وفاة طبيعية".



وطالب المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان الأممية، روبرت كولفيل، الثلاثاء، بتحقيق سريع ونزيه شامل وشفاف تجريه هيئة مستقلة لتوضيح أسباب الوفاة.



واتهمت صحيفة "إندبندنت" البريطانية قوات الأمن المصرية بالتسبب في "قتل" مرسي، بعدما تركته ملقى على الأرض لأكثر من 20 دقيقة، عندما فقدَ وعيه في قاعة المحكمة.



وقالت الصحيفة، نقلا عمن أسمتهم زملاء لمرسي، إن الشرطة فشلت في تقديم المساعدات الأولية بالسرعة اللازمة عندما سقط مغشيًا عليه داخل قفص الاتهام. -